الخليل- معا- عم الاضراب الشامل، اليوم الاثنين، كافة المرافق في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، استجابة لنداء حركة فتح- اقليم وسط الخليل، احتجاجاً على اعلان نتنياهو ضم الحرم الابراهيمي لقائمة المواقع التراثية اليهودية.
طلبة المدارس، المحتجون على الاعلان، خرجوا في مسيرات متفرقة في انحاء مختلفة من المدينة، منددين بقرار الحكومة الاسرائيلية، داعين العالم العربي والاسلامي التدخل العاجل "لوقف تهويد حرم أبي الانبياء ابراهيم عليه السلام".
وفي المنطقة الجنوبية، أشعل محتجون اطارات السيارات، ويشهد وسط المدينة، على خطوط التماس توتراً ملحوظاً، حيث قام عدد من الصبية برشق الحجارة على النقطة العسكرية على مدخل شارع الشهداء المغلق أمام الفلسسطينيين، فيما رد جنود الاحتلال باطلاق القنابل الصوتية، كما يشهد محيط مدرسة طارق بن زياد في منطقة الكرنتينا جنوب المدينة مواجهات بين الطلبة وجنود الاحتلال.
وأفاد ناطق عسكري اسرائيلي أن جنديا أصيب بجراح في يده خلال مواجهات مع متظاهرين فلسطينيين بمدينة الخليل، وتلقى الجندي العلاج في المكان دون أن تستدعي إصابته نقله الى المستشفى.
كما ساد الاضراب مدينة يطا جنوب الخليل احتجاجا على ضم الحرم الابراهيمي وقبة راحيل لقائمة المواقع التراثية اليهودية.
واستنكر رئيس بلدية يطا زهران ابو قبيطة قرار اسرائيل واعتبره مساسا بالحق الفلسطيني في المقدسات الاسلامية ويتعارض مع الجهود الدولية لاعادة عجلة السلام الى مسارها.
من جانبه شدد عضو اقليم فتح في شمال الخليل هاني جعارة على ضرورة الوقوف بشكل موحد ومتواصل امام هذا الاعلان الخطير وقال ان فتح ومع كافة القوى الوطنية والمجتمعية يتوجب عليها وضع برنامج مقاوم ومتصدي لاعلان نتنياهو .
المفتي: إسرائيل تزيّف التاريخ
استنكر الشيخ محمد حسين- المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية- قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاستيلاء على الحرم الإبراهيمي في الخليل ومحيط مسجد بلال بن رباح المعروف بقبة راحيل في مدينة بيت لحم، وإضافتها إلى ما يعرف بقائمة التراث الإسرائيلي.
وقال: إن الاحتلال كرس جهوده كاملة في سلب المعالم الإسلامية في القدس والخليل والمدن الفلسطينية كافة، بهدف تغيير الوجه الإسلامي العربي للمدن الفلسطينية، وإثبات يهودية البلاد.
ونوه أن هذا القرار يمس بالعقائد الدينية مباشرة ويأتي في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي التي اقترفها باروخ غولدشتاين وراح ضحيتها عشرات الفلسطينيين الساجدين لربهم، كما أن سلطات الاحتلال ما تفتأ تصادر الأراضي وتضع الحواجز والعراقيل أمام الفلسطينيين وتمنعهم من الوصول إلى أماكن عبادتهم إضافة إلى منع رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي، وتضع البوابات الحديدية عليه، معتبراً قرار الاستيلاء على الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح (قبة راحيل) ما هو إلا مصادرة للأماكن الدينية وفرض أمر واقع على الأرض.
وأضاف قائلاً: إن الحرب في هذه الأيام ليست حرب مدافع أو صواريخ بل هي حرب دينية وحرب معتقدات وتزييف للتراث والتاريخ الإسلامي.
كما حذر من خطورة الحفريات الإسرائيلية المستمرة في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة والتي أدت مؤخراً إلى انهيار أرضي عند مدخل سوق باب خان الزيت أحد الأسواق الرئيسة في مدينة القدس.
وطالب العالمين العربي والإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ومنظمة اليونسكو والمؤسسات الدولية التي تعنى بالتراث ضرورة التحرك العاجل لحماية المقدسات الدينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل الجاد من أجل منع مصادرة الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح و تدنيس حرمتهما وتغيير معالمهما الإسلامية.
حركة فتح: إسرائيل تحاول سرقة التاريخ والتراث الفلسطيني
حركة فتح في إقليم شمال الخليل استهجنت قرار الحكومة الاسرائيلية بضم الحرم الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح الى قائمة المواقع الاثرية اليهودية، واعتبرته خطوة تصعيدية تهدد الاستقرار وتدفع بالمنطقة الى مزيدٍ من العنف.
وجاء في بيان أصدرته الحركة " أن اسرائيل سرقت الارض والانسان الفلسطيني، واليوم تحاول سرقة التاريخ والتراث الفلسطيني، كل هذا يأتي أمام مرآى العالم الذي لا يحرك ساكنا تجاه الغطرسة والعنجهية الاسرائيلة".
وأضاف البيان "أن هذا القرار المتعجرف الاسرائيلي سيدفع بالمنطقة الى مزيد من العنف وعدم الاستقرار، وسيهدد العملية السلمية برمتها"، مطالبا البيان المجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية بالتحرك السريع وتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية و عملية السلام بالمنطقة.
وكانت حركة في إقليم شمال الخليل دعت اليوم الى إضراب عام إحتجاجا وإستنكارا للخطوة التي أقدمت عليها الحكومة الاسرائيلية باعلانها ضم الحرم الابراهيمي ومحيط مسجد بلال بن رباح الى قائمة التراث الاسرائيلي.
من جانبها عبرت حركة "فتح" في إقليم جنوب الخليل عن قلقها الشديد بالخطر الحقيقي الذي يتعرض له الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل.
وقال ماهر النمورة الناطق الرسمي لحركة فتح في الجنوب :"أن إعلان نتنياهو بضم الحرم الإبراهيمي و مسجد بلال بن رباح لقائمة المواقع التراثية اليهودية هو مقدمة إلى السيطرة على الأماكن الدينية للمسلمين"، مطالبا الأمة العربية والإسلامية الوقوف أمام مسؤولياتها بتوفير الحماية للأماكن المقدسة في فلسطين كي لا تصبح أماكن أثرية وتراثية لزيارة السياح الإسرائيليين.
وطالبت حركة فتح في إقليم الجنوب المواطنين بالتواجد في البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي وإقامة الصلاة في الحرم وذلك لمنع محاولات الاستيلاء عليه
نقلا عن وكالة معا الإخبارية