هل يمكن إعادة تشكل بنية العقل البشري ليزداد عدد الأذكياء وينقرض الأغبياء

هل يمكن إعادة تشكل بنية العقل البشري ليزداد عدد الأذكياء وينقرض الأغبياء (مقالة ومقطع فديو)

كنت أشاهد برنامج عن دماغ الإنسان وأثره في السيطرة على السلوك , تقول الدراسة أن دماغ الإنسان عبارة عن خلايا منفصلة تتناقل الإشارة بينها وأثناء تنقّلها ترسم لها مسارات بين الخلايا بحسب نوع تفكير الإنسان وثقافته ومعرفته .
مثلا : اذا كنت تدّرس الرياضيات فإن العمليات التي يقوم بها دماغك خلال الدراسة يرسم خريطة مسارات سريعة لتناقل الإشارات في مجال الرياضيات وكلما زادة خبرة الإنسان زاد اتقانه لعمله لأن تكرار ممارسته يقوى ويسرع تناقل المعلومات الموثوقة في المسارات بين الخلايا .

مثال أخر توضيحي : عندما يسلك الإنسان طريق (سيارات) لأول مرة فإن ردود أفعاله واستجابته لمفاجئات الطريق تكون بطيئة وحذرة وربما كثيرا ما تكون خاطئة في كثير من الأوقات , لأنه لايملك خريطة مسارات في دماغه لهذا الطريق , ولكن اذا تكرر أن يسلك هذا الطريق مرات عديدة فإنه سيكتسب خبرة وسيرسم دماغه مسارات بين الخلايا تجعل تناقل الإشارات أسرع بينها في الاستجابة وردات الفعل للمفاجئات لهذا الطريق .


سؤال
اذا كان كل إنسان لديه خلايا دماغية تتناقل الإشارات , لماذا يكون هناك أذكياء وأغبياء في البشر .. ؟
الجواب :
أولا .. المعرفة والخبرة .

أن المعرفة والخبرة هي التي تقوى مصداقية نقل الإشارات في المسارات بين الخلايا , مثلا لو سألت مهندس لا يحبذ الأدب وأعطيته سؤال عن الهندسة و سؤال عن أبيات شعرية , ستجده يجاوب بسرعة على السؤال في مجال الهندسة وربما يعجز عن حل سؤال الأدب , ذلك أن دراسته وممارسته للهندسة جعلت لديه خارطة مسارات لقضايا الهندسة في دماغه , بينما لن يُجب على السؤال الأدبي لأنه مسارات قضايا الأدب بين الخلايا الدماغية إما ضعيفة وغير واضحة لقلة ممارسته لفنون الأدب أو انعدامها إذا كان لا يحبذ مواضيع الأدب .


ثانيا .. الخلل العضوي ( ضمور الخلايا الدماغية واتساع الفجوات بينها ) .

تتمدد الخلايا الدماغية بجوار بعضها البعض في الحالات الطبيعية بحيث تكون مسافات المسارات بين الخلايا قصيرة ومعقولة المسافة لأن الفجوات بين الخلايا صغيرة أو معدومة , وهذا يساعد على تناقل الإشارات بين الخلايا بسرعة , ومع المران تتكون مسارات قصيرة تنقل الإشارات بسرعة أعلى وأكثر مرونة بحيث تكون ردود الأفعال والاستجابة سريعة جدا وكلما كان تناقل الإشارة (الصحيحة) سريعا كلما كان الإنسان أذكى .

بعض الأشخاص يكون عندهم ضمور في الخلايا الدماغية فتتباعد الخلايا عن بعضها البعض , وتتسع الفجوات بينها , فتزداد المسارات طولا بين الخلايا مما يجعل تناقل الإشارات مشوشة وبطيئة , فالإشارات إن كانت أسرع من اللازم ربما تسبب حالة تعتعة او صرع , بينما قلة سرعة النقل عن المعدل الطبيعي يكون الإنسان غبيا وبطيء الفهم وكسولا .


هذه الدراسة غيرت نظرة العلماء لمشاكل بطئ التعلم وربما الغباء , حيث كان التفسير تفسيرا سلوكيا , ولكن الآن اصبح التفسير مزيجا من السلوكي والعضوي , والأساس اذا كان الجهاز (الدماغ) سليما عضويا يدخل دور السلوك في رسم المسارات الذكية او الغبية وفقا للمعرفة والخبرة .

طيب ومن لديهم مشاكل عضوية ( ضمور الخلايا) هل يمكن حل مشكلتهم وجعلهم أكثر ذكاء .. ؟

نعم هناك علاج فعال وناجع لحل مشكلة طول مسافات المسارات بين الخلايا , فقد قام العلماء بأخذ عينه من أطفال بطيئي التعلم والإستجابة , وعينة أخرى من أطفال أذكياء , وعملوا لهم إختبارات وحددوا مسوياتهم , ثم أعطوا العينة البطيئة من الأطفال علاج عبارة عن مادة طيعية غير مخدرة او منشطه توجد في بعض الأسماك أسمها (أوميقا 3) ثم تناولته العينه ( بطيئة التعلم ) وبعد عدة أسابيع سجل 80% منهم درجات عالية في الإختبارات وبعضهم ربما تفوقوا على الأطفال الأذكياء , حيث تقوم هذه المادة الطبيعية بتضييق الفجوات بين الخلايا وبالتالي تقصير مسافات مسارات تناقل الإشارة بين الخلايا .

هذا الفيديو مدته دقيقة وبضع ثوان ولكنه سيوضح لكم صورة هذا العلاج الثوري.



المصدر قناة الجزيرة الوثائقية برنامج العقل البشري ... !