وهذه الدرجة عالية ينالها الخاصة من المؤمنين، وتحتاج إلى صبر وحلم..
لذا قال سبحانه وتعالى : {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35].
واعلم أنك بمعاملتك لهم بأخلاقك لا بأخلاقهم، سوف تصفي نفوسهم و ترجع لهم صوابهم، وتعيد لهم فرصة التفكير بأخلاقهم ... ثم إن أحسنت وبذلت المعروف؛ فلا تنتظر الثناء والشكر من أحد ...
ووطِّن نفسك على العطاء وعدم الأخذ... بل انتظر ثواب الله سبحانه و تعالى وفضله وإحسانه. ولا تقدم رضى الخلق على رضى الخالق-عز وجل-، بل ارض الخالق على حساب رضاهم .. وتذكَّر دوما بأن رضى الناس غاية لا تدرك، ولم نُؤْمَر به، وأنه سيظل هناك من يكرهك ويحسدك ويتجاهلك مهما فعلت لأسباب قد تكون وجيهة أحيانًا، و قد لا تكون وجيهة بتاتًا.
تمسّك دائمًا بمبادئك الراقية وأخلاقك العالية عند تحاورك مع الآخرين، وترفَّع عن سفاسف الأمور، ووطِّن نفسك على أنك ستجد في كل مكان، من لا يعجبك بعض تصرفاته... وتخلَّق بأخلاق الإسلام، ولا يهمك أن يكون هناك من لا يتخلَّق بها من أهلها، بل اترك أمرهم لله عز وجل وتمثَّل قول القائل: