على باب عائشة
ربما لسنا هناك
وربما لا نراهم
وربما لن ندق بكفوفنا الباب
تك
تك
تك
لكننا سنرحل بطريقة أخرى
تعالوا معي لنجتمع ولينادي كل منكم من يحبه
يا صحبة الخيييييييييير
هيااخلعوا الحذاء...ولنركض معا
أسرعوا أسرعوا سنركض من هنا..نعم على الرمال..لا تنظروا للشمس وتحملوا العطش
ما بالكم وقفتم!
ما كل هذا العرق...
هل تعبتم
هل تؤلمكم أقدامكم
وحتى لو أوجعتكم...تحملوا..لقد مر من هنا على هذا الأثر
أنظروا...
قطع رسول الله هذه المسافة إلى الطائف سائرا على قدميه
لكي يدعو أهلها إلى عبادة الله
هيا هيا...سيروا معى على مهل...وسنركض مرة أخرى
ولكن دعوته لم تجد إلا قلوبا غلفاً وآذانا صماً وأعيناً عمياً فلم يستمع إليه منهم أحد.
أنظروا
ها هم سادة ثقيف عرض عليهم دعوته وطلب منهم نصرته
كم هو بشوش وجهه...وكم هو هاديء في دعوته
ما أجملك
يا إلهي
يسخرون منه..بأبي أنت وأمي يا حبيبي
لقد تغير وجهه...إنه...إنه حزين حزينما هذا!!
لقدأغروا به سفاءهم وعبيدهم إنهم...إنهم يصيحون به ويتعقبونه ويقذفونه بالحجارة،
إنه يركض...يركض بسرعة
حاولوا أن تحلقوا عليه..لنصد عنه الحجارة
حاولوا أن تصدوا عنه من يسيء إليه
يرفع قدمه ويضعها الآن على حجر ..سال الدم منهما
ارجعوا عنه...ارجعوا...قاتلكم الله....إنه حبيبي
يا الله...ليتني تحت قدميك يا رسول الله
خرج من الطائف
كيف تقذفون الرحمة
كيف تحزنون البشير
كيف لا تسمعون النذير
وأنتم....كيف لا تسمعون!
حزين أنت يا حبيب الله...الآن تعبت...وعلى وجهك اختلطت علامات الحزن والألم
أتلجأ إلى البستان...ليتني كنت بستانا
تتسارع أنفاسك الآن...طاردوك..ظلموك..لم يصدقوك
فيم تفكر
لا..لا...لا تظن أن الله غاضب عليك حتى تنال هذا الأسى
إنهم لئام...لئام
دعك منهم
إننا...إننا هنا...كلنا لم نراك لكننا نصدقك...ونحبك..وسنعمل بسنتك بإذن الله
ترفع بصرك للسماء...وتدعو
ما أروع صوتك
اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي.
وقلة حيلتي،
وهواني على الناس،
يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين،وأنت ربي
إلى من تكلني
إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري؟
إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي.
ولكن عافيتك هي أوسع لي،
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات،
وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل على سخطك لك العقبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة إلا بك.
سبحان الرحمن الرحيم الذي ألهمك هذا الدعاء
ما أروعه
يا صاحب البستاااااااااااااااااااان
هل تسمعني
أصرخوا معي
في بستانك نبي
إنه حبيبي
لماذا لا تسمعني
ولماذا لا أراك بأم عيني
ليتني كنت حائطا في بستانك
ليتني كنت هذا العنقود
ليتني...
ليتني...كنت عنقود العنب
أعلم أنكم مشتاقون مثلي
وأننا لسنا هناك
وحتى باب الصديقة بنت الصديق حبيبة الرسول هناك
ونحن
نحن بعيد
بعيد هنا
لكنني...لكنني لا أستطيع أن أنصرف قبل أن أريكم اللحظات الأخيرة
تعالوا مرة أخرى...
هيا لنطرق باب عائشة
يا إلهي...أين الباب؟
يا قرة عيني...تتصبب عرقاآااه يا رسول الله
مريض أنت؟
سكرات الموت
ما كل هذا العرق!
تمسحه حبيبتك عائشة بكفك فهي تعلم أنها أطهر من كل يد
ماذا تقول يا حبيبي؟
لا اله إلا الله ، إن للموت لسكرات
هل تسمعون!
كثر اللغط في المسجد اشفاقا علي الرسول
يخافون عليه وها هو يقول احملوني إليهم
حاول أن يقوم...لكنه لا يقدر
أنظروا
يا إلهي إنهم يصبون الماء على رأسه الشريفة ليفيق..وها هو يصعد المنبر
أنه يحاورهم بحنان
- أيها الناس ، كأنكم تخافون علي؟
- نعم يارسول الله
- أيها الناس ، موعدكم معي ليس الدنيا ، موعدكم معي عند
الحوض .
والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا . أيها الناس ، والله ما الفقر
أخشي عليكم ، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين
من قبلكم ، فتهلككم كما أهلكتهم .
أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله في الصلاه
أيها الناس
، اتقوا الله في النساء ، اتقوا الله في النساء ، اوصيكم بالنساء
خيرا
أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله
، فاختار ما عند الله
أنظروا
أنظروا
أبو بكر يبكي وها قد على نحيبه ، ووقف
وقاطع النبي وقال :
فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فديناء
بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ،
فديناك بأموالنا ، وظل يرددها ..
الناس ينظرون إلي أبوبكر ، كيف يقاطع النبي!
أنظروا
النبي يدافع عن
أبوبكر :
-أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له
عندنا من
فضل إلا كافأناه به ، إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته
إلي الله عز وجل ، كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد
أبدا ...
هل تسمعون بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين
آواكم الله ،
حفظكم الله ،
نصركم الله ،
ثبتكم الله ،
أيدكم الله
أيها الناس ، أقرأوا مني السلام لكل من تبعني من أمتي إلي يوم
القيامه
إنهم يحملونه مرة أخري إلي بيته .
دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر
وفي يده سواك ، النبي ينظر الي السواك ولكنه لم يستطيع ان يطلبه
من شدة مرضه .
فهمت السيده عائشه من نظرة النبي ، أخذت السواك من عبد
الرحمن ووضعته في فم النبي ، فلم يستطع أن يستاك به ، الآن أخذته من
النبي وجعلت تلينه بفمها
الآن وردته للنبي مره أخري حتي يكون طريا عليه
يا الله
جمع الله بين ريقها وريق
النبي قبل أن يموت .
دخلت الآن فاطمه بنت النبي ، بكت ، لأن
النبي لم يستطع القيام ، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه
أنظروا إنه يحدثها
- ( ادنو مني يا فاطمه ) ...حدثها النبي في أذنها
فبكت أكثر .
- ( ادنو مني يا فاطمه ) ...حدثها مره أخري في اذنها
الآن ضحكت
قال النبي : أخرجوا من عندي في البيت ..ادنو مني يا عائشه
الآن
الآن
نام النبي علي صدر زوجته ، ورفع يده للسماء وقال :
بل الرفيق الأعلي ،
بل الرفيق الأعلي
بل الرفيق الأعلي
أيتها الروح الطيبه ، روح محمد
بن عبد الله ، أخرجي إلي رضا من الله و رضوان ورب راض غير غضبان
سقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدر حبيبته
عرفت أنه قد مات
قامت وفتحت الباب
أطلتت علي الرجال في المسجد
مات رسول الله
مات
رسول الله
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ
سامحوني...لا أستطيع أن أركض معكم ...لكنني وددت أن أتخيل ولو للحظة
أنني
على باب عائشة..وأنتم معي
فهل رأيتم وجه النبي...
ألم تشتاقوا
وإن اشتقتم...فهل عملتم بوصيته؟
هل سيفرح بنا؟
منقوووووووول