Mohamed سفراء المنتدى
عدد المساهمات : 751 تاريخ التسجيل : 22/04/2009
بطاقة الشخصية الوطن: حالتك في المنتدى:
| موضوع: جمعية العلماء المسلمين الجزائريين،، مسيرة اصلاح (2) السبت 17 أكتوبر - 14:16:07 | |
| من مواقف جمعية العلماءمن خلال الأهداف التي حددتها الجمعية لنفسها، تظهر المسؤولية العظيمة التي تصدّرت للقيام بأعبائها، وفيما يلي نذكر بعضًا من مواقف الجمعية في الإصلاح الديني، بمعناه الشامل: الجمعية والتعليم: لقد أدركت جمعية العلماء أهمية التربية والتعليم في تحقيق مقاصدها العقيدية والفكرية، فركّزت على التعليم الإسلامي العربي، وإنشاء المدارس، وحثّ الأمة وتشجيعها على إرسال أبنائها إلى مدارسها، بغية تعليم وتثقيف أكبر عدد ممكن من أبناء المسلمين، فالتعليم هو الذي يطبع المتعلم بالطابع الذي يكون عليه في مستقبل حياته. وجّهت الجمعية اهتمامها إلى التعليم المسجدي، إدراكًا منها بأن (المسجد والتعليم صنوان في الإسلام من يوم ظهـر الإسلام... فكما لا مسجد بدون صلاة، كذلك لا مسجد بدون تعليم).. وعليه، وضعت برامج واسعة لنشر التعليم الديني والعربي للصغار المبتدئين، وتكميل معلومات من درسوا باللسان الأجنبي، كما لم تحرم الكبار من دروس الوعظ والإرشاد ومحو الأمية، فشيّدت لذلك المدارس وفتحت النوادي لإلقاء المحاضرات في التهذيب وشؤون الحياة العامة. ولم يقتصر دور جمعية العلماء التربوي والتعليمي داخل الوطن فحسب، بل رافق أبناء الجزائر الذي هاجروا إلى فرنسا حيث يشكلون جالية كبيرة. فقد تنبّهت الجمعية إلى الأخطار المحدقة بأولئك المهاجرين الـمُعَرَّضِين لخطر الذوبان في الحضارة الأوروبية، والابتعاد عن أصول دينهم، فأرسلت إليهم المعلمين والوعاظ والمرشدين، وأسست النوادي والمدارس لتعليم أبنائهم. وقد كانت جهود الجمعية في هذا الميدان تدور على محاور ثلاثة: 1 ـ إحداث مكاتب حرّة للتعليم المكتبي للصغار. 2 ـ دروس الوعظ والإرشاد الديني في المساجد العامة. 3 ـ تنظيم محاضرات في التهذيب وشؤون الحياة العامة، في النوادي. الجمعية وتعليم المرأة : كان الجمود واقفا في سبيل المرأة ومانعًا من تعليمها، فجاءت جمعية العلماء وأذابت الجمود وكسرت السدود وأخرجت المرأة من سجن الجهل إلى فضاء العلم في دائرة التربية الإسلامية والمنزلية التي وضعت المرأة فيها، والجمعية تبني أمرها على حقيقة وهي أن الأمة كالطائرة لا تطير إلا بجناحين، وجنحاها هما الرجل والمرأة، فالأمة التي تخص الذكر بالتعليم تريد أن تطير بجناح واحد، فهي واقعة لا محالة. ولجمعية العلماء جولات موفقة في هذا الميدان، فالنساء أصبحن يشهدن دروسًا خاصةً بهن في الوعظ والإرشاد ويفهمن ما للمرأة وما عليها. وفي مدارس جمعية العلماء نحو ثلاثة عشر ألف بنت يشاركن الأولاد في السنوات الثلاث الأولى من المرحلة الابتدائية، ثم ينفردن ببرنامج محكم. الجمعية والطرق الصوفية: كما ذكرنا عند حديثنا عن نشأة جمعية العلماء، بأن مجلسها الإداري الأول لم يكن منقحًا ولا متجانس الأفكار، فقد ضمّ إلى جانب رجال الإصلاح، بعض الطرقيين ورجال الدين الرسميين، الذين أخفقوا في احتواء الجمعية وتصريفــها وفـــق مصالحهم وأهوائهم، (فما أكملوا السنة الأولى حتى فرّوا من الجمعية، وناصبوها العداء، واستعانوا عليها بالظلمة، ورموها بالعظائم... ذلك لأنهم وجدوا كثيرًا من الآفات الاجتماعية التي تحاربها الجمعية، هم مصدرها، وهي مصدر عيشهم، ووجدوا قسمًا منها مما تُغْضِبُ محاربته سادتهم ومواليهم). وبدعم من سلطات الاحتلال، تأسست (جمعية علماء السنة) في خريف سنة 1932م، تضم الطرقيين ورجال الدين الرسميين إضافة إلى بعض العلماء المأجورين، لمناهضة جمعية العلماء، ومناصبتها العداء.. ودعّموا حملتهم بإصدار بعض الصحف، منها (المعيار) و(الرشاد)، وقد انضمت إلى هذه الحملة جريدة النجاح التي كانت في بدايتها إصلاحية. لم يكن الموقف الحازم الذي وقفته الجمعية تجاه انحرافات الطرقيين وليد نشـأتها، بل كان امتدادًا للنهج الذي سار عليه ابن باديس والمصلحون من قبل. ولقد علمت الجمعية بعد التروي والتثبت، ودراسة أحوال الأمة ومنشئ أمراضها، (أن هذه الطرق المبتدعة في الإسلام، هي سبب تفرّق المسلمين... وأنها هي السبب الأكبر في ضلالهم في الدين والدنيا).. ويوضح لنا الشيخ الإبراهيمي الدوافع وراء محاربة ضلالات الطرقيين، فيقول: (ونعلم أننا حين نقاومها، نقاوم كل شرّ، وأننا حين نقضي عليها -إن شاء الله- نقضي على كل باطل ومنكر وضلال). الجمعية والتجنيس : كانت سياسة فرنسا منذ وطئت أقدام جيوشها أرض الجزائر، ترمي إلى الإدماج السياسي الكامل لهذا الوطن، وتذويب شعبه في ثقافتها الغربية، تمهيدًا لفرنسته وتنصيره. ومع تعاقب الأحقاب، ظهرت بين الجزائريين فئة تربت في مدارس الاستعمار، تدعو وترغّب في التجنّس بالجنسية الفرنسية، والتخلي عن أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالأحوال الشخصية، بغية الحصول على بعض الحقوق السياسية، ولم تكن جمعية العلماء لتسكت عن هذه المسألة الخطيرة، بل كانت أول من تصدى لها وحاربها في الخطب العامة، والمحاضرات وفي الصحف، موضحة حكم الإسلام في ذلك.. ولما أصرّ دعاة التجنس على توسيع دعايتهم، وعقدوا اجتماعهم العام في ربيع سنة 1934م، لمطالبة الحكومة بتسهيل التجنيس، سعيًا منهم لتكثير سوادهم، أصدرت جمعية العلماء على لسان رئيسها، الفتوى الشهيرة بتكفيــر مــن يتجنس بالجنسيــة الفرنسيــة، ويتخلـى عن أحكــام الشريعــة الإسلامية، جاء فيهـــا: (التجنـس بجنسيــة غيــر إسلاميــة يقتضـي رفض أحكام الشريعة، ومن رفض حكمًا واحدًا من أحكام الإسلام، عُدَّ مرتدًا عن الإسلام بالإجماع، فالمتجنّس مرتدّ بالإجماع). ورغم المضايقات الشديدة من طرف الاستعمار، حققت جمعية العلماء نجاحًا كبيرًا في تصحيح عقائد الجزائريين، وتطهيرها من شوائب الشرك، والرجوع بهم إلى منابع الإســلام الأصيلــة، كتــاب الله وسنـة رسوله صلى الله عليه و سلم يستنيرون بها في دينهم ودنياهم، مقدمة لهم العلم النافع، فالتفّ حولها الشعب وآزرها وأيّدها -بإذن الله- في وقت كانت تتناثر فيه الجمعيات كحَبِّ الحَصيد. وقبل أن أختتم الكلام عن جمعية العلماء، لا يفوتني في هذا المقام أن نتعرف على أولئك الأسود الأشاوس، رجال العلم، الذين ساهموا بقوة في تأسيس هذه الجمعية المباركة، والذين شدّوا أزر الإمام ابن باديس، وأولوه شرف الثقة والإخلاص، نذكر منهم: 1 ـ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي (1889-1965م)، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ثم رئيسًا لها بعد وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس سنة 1940م، من أبرز قادة الحركة الإصلاحية السلفية في العالم العربي، عضو المجامع العلميّة العربية في القاهرة ودمشق وبغداد، عالم بالأدب والتاريخ واللغة العربية وعلوم الدين. 2 ـ الشيخ الطيب بن محمد العقبي (1890-1960م)، كاتب، صحفي، وخطيب، من رجالات الحركة الإصلاحية الإسلامية، هاجر مع أسرته إلى المدينة المنورة سنة 1895م، أخذ العلم عن مشايخها، ودرّس بالمسجد النبوي الشريف، ولاّه الشريف حسين رئاسة تحرير جريدة (القبلة)، خلفًا للكاتب الإسلامي الشهير (محب الدين الخطيب)، عاد إلى الجزائر سنة 1920م، أصدر جريدة (الإصلاح)، وشارك في تأسيس جمعية العلماء، واختير نائبًا للكاتب العام بها، تولى الوعظ والإرشاد في (نادي الترقي) بالعاصمة، استقال من الجمعية قبيل الحرب العالمية الثانية، حين عارضه أغلب أعضاء الجمعية في مسألة تأييد فرنسا في حربها ضد ألمانيا. 3 ـ الأستاذ محمد الأمين العمودي (1890-1957م): شاعر، وصحفي، من رجالات الحركة الإصلاحية، اشتغل بالمحاماة الشرعية، اختير أول كاتب عام لجمعية العلماء سنة 1931م، نظرًا لمقدرته الكتابية بالعربية والفرنسية. أنشأ جريدة الدفاع Défense La للدفاع عن حقوق الشعب الجزائري، وشارك في أغلب الصحف الإصلاحية. 4 ـ الشيخ العربي بن بلقاسم التبسيّ (1895-1957م): أحد رجال الفكر الإصلاحي، ومن أبرز أعضاء جمعية العلماء، درس في الزيتونة والأزهر، اختير سنة 1935م كاتبًا عامًا للجمعية، ثم نائبًا لرئيسها الشيخ الإبراهيمــي سنــة 1940م، وكــان مديــرًا لمعهــد ابن بـــاديس بقسنطينــة سنة 1947م، خطفه الفرنسيون في 17 أبريل سنة 1957م واغتالوه. 5 ـ الشيـخ مبـارك بن محمد الميلي (1897-1945م): أحد أقطاب الحركة الإصلاحية تعليمًا وتأليفًا، ثم تكوينًا وتسييرًا (يمتاز في كتاباته بدقة التحليل، وعمق التفكير، ولذلك كان يُطلق عليه: فيلسوف الحركة الإصلاحية)، تولى رئاسة تحرير جريدة (البصائر)، لسان حال جمعية العلماء، كما كان مسؤول المالية في الجمعية. من مؤلفاته: رسالة الشرك ومظاهره، وتاريخ الجزائر في القديم والحديث، في جزأين. هؤلاء هم أبرز رجالات الجمعية الذين حملوا مشعل الإصلاح، وصارعوا ظلمات الجهل والانحراف،(وصبروا وصابروا من أجل الحفاظ على الشخصية العربية الإسلامية للشعب الجزائري، وهم في ذلك كمثل السحاب ساقه الله إلى بلد ميت، فلا يقلع حتى يُحييه... وإن سائق المطر للبلد الميت، هو سائق هذه الجمعية لهذا الوطن المشرف على الموت... وإن جاعل المطر سببًا في إحياء هذه الأرض، هو جاعل هذه الجمعية سببًا في إحياء هذا الوطن). جمعية العلماء المسلمين والثورة ( موضوع قائم بذاته)الصعوبات والمعوقات التي واجهة الجمعيةلم تغفل السلطة الفرنسية عن نشاط الجمعية، وبدأت في التضييق على أعضائها منذ عام 1933، ووضعت كافة أعضائها تحت المراقبة، ومنعت إصدار تصاريح جديدة لمدارس الجمعية. ولما كانت الإجراءات الفرنسية ضد الجمعية بغرض تحجيم حركة الجمعية حتى يخلو الطريق للصوفية، فقد واجهت الجمعية الصوفية في المساجد وبين جموع الناس، فاستيقظت الجزائر على حقيقة الصوفية الخاضعة وتهاونها مع المحتل. وكانت المواجهة الثانية مع المؤامرات الفرنسية على هوية الجزائر في عام 1936، وذلك من خلال مشروع فرنسي يجعل الجزائر مقاطعة فرنسية، ويتم تمثيلها في البرلمان الفرنسي، وظن البعض أن هذا المشروع قد يكون طريقًا للحصول على بعض حقوق الجزائر المهدرة، فشارك مجموعة من الجمعية على رأسهم ابن باديس في مؤتمر جزائري فرنسي في باريس لمناقشة المشروع، وكان حضورهم بشكل شخصي حتى لا يخالفوا قانون الجمعيات، واستطاع أفراد الجمعية توجيه القرارات النهائية بما يحفظ للجزائر عروبته، وإسلامه، وذاتيته، وصاغ ابن باديس رده على المشروع في قصيدة مفحمة. كان نجاح الجمعية في إحباط هذه المؤامرة دافعًا للسلطات الفرنسية إلى أن تجد من الوسائل ما يحطم بعضًا من شخصيات الجمعية، فدفعت الطرق الصوفية العميلة إلى مهاجمة ابن باديس، حتى إنها أطلقت عليه -أي الصوفية– "ابن إبليس"! كما دبرت سلطات الاحتلال اغتيال مفتي العاصمة ابن مكحول، واتهمت الطيب العقبي بقتله، ولم تحاكم الرجل أو تقبض عليه، وتركت الاتهام معلقًا، وذلك حتى تُشَوِّهَ سمعة الرجل وجمعيته، وهو ما دفع به إلى الاستقالة عام 1938. ومع قيام الحرب العالمية الثانية، طالبت فرنسا كافة الهيئات الجزائرية بتأييد موقف فرنسا، وكان ذلك تمهيدًا لإشراك الجزائريين في صفوف القتال الفرنسية، ورفضت الجمعية، وكانت المواجهة هذه المرة مع السلطة الفرنسية مباشرة، فأصدرت السلطات قرارًا بإلغاء الجمعية عام 1940، وتوفي ابن باديس في نفس العام، وخلفه محمد البشير الإبراهيمي في رئاسة الجمعية، ولكنه اعتقل وعُذِّب في عام 1941، ثم قامت سلطات الاحتلال بنفيه إلى الصحراء، وفي عام 1946 عادت الجمعية إلى النشاط بعد الإفراج عن رئيسها، ولكنها لم تعد كما كانت من قبل. أفول نجم جمعية العلماءكانت الخطوة الأولى في اتجاه أفول نجم الجمعية هي خروج الجمعية عن أهدافها السابق ذكرها، وانخراطها في العمل السياسي، مع صدور نظام الجزائر الجديد الصادر من السلطة الفرنسية عام 1947، وفيه اعترفت فرنسا بما يشبه الحكم الذاتي للجزائر، واعترفت باللغة العربية لغة أساسية في الجزائر، ومن ثم اتجهت الجمعية إلى ممارسات سياسية ورطتها في مواقف وتحالفات وصدامات سياسية، وصرفت الجمعية عن التركيز على معاني التربية التي صنعت لها مكانتها عند الشعب الجزائري. والخطوة الثانية هي سفر كل من رئيس الجمعية البشير الإبراهيمي، ونائبه أحمد المدني إلى مصر في عام 1951، واستقرارهما بها منذ عام 1952، وإن كان عذرهما هو حشد التأييد السياسي والمادي للثورة والقضية الجزائرية، وخشية الاعتقال عند العودة، ونجاحهما في المشاركة في تأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة، وافتتاح إذاعة صوت الجزائر من الإذاعة المصرية، وقد كان أول صوت يصدر من هذه الإذاعة صوت البشير الإبراهيمي مناديًا الثوار: "لا نسمع عنكم أنكم تراجعتم، أو تخاذلتم"، ولكن هذا الغياب المستمر أورث فراغًا في التوجيه والقيادة، لم تستطع قيادة العربي البتسي أن تقنع القدامى أو الجدد، ومن ثم بدأت صراعات خفية حول رئاسة الجمعية. كانت الخطوة الثالثة هي الانقلاب الداخلي الذي قاده محمد خير الدين، والذي غيّر كثيرًا من الهياكل، وأدان الغائبين عن أداء واجبهم خارج البلاد، وقد كان ذلك في اجتماع أخير عقدته الجمعية في سبتمبر 1954م. انتهى الأمر بصدور قرار حل الجمعية من السلطات الفرنسية في الجزائر في منتصف عام 1956م، ولم يستطع القائمون عليها الاجتماع وإعادة تنظيم أنفسهم، وخاصة مع توجه الجميع للمشاركة في الثورة المسلحة التي اشتعلت منذ عام 1954م، وكانت ثمرة جميع الجهود في عام 1962م، وهي استقلال الجزائر العربية المسلمة. إشراقة جديدةرغم ما أعلنته الحكومة الاستعمارية الحرب على نشاط الجمعية فوجهت جهودها إلى تعطيل جرائدها وإغلاق مدارسها, وملاحقة معلميها وعلمائها ومنعتهم من دخول المساجد الرسمية وإلقاء دروس الوعظ بها, والانتهاء إلى حل الجمعية خاصة بعد وفاة الإمام الجليل الشيخ ابن باديس سنة 1940, وانتقل المشعل إلى رفيقه الشيخ البشير الإبراهيمي الذي حافظة على الأمانة وأدى الواجب الموكل إليه وقد ساهم رفقة العديد من العلماء في أوقات صعبة على الثبات ونصر قضية الوطنية خاصة مع اندلاع الثور التحريرية الكبرى, والدور الفاعل التي لعبته الجمعية بصورة مباشرة وغير مباشر, ما أعلن عنه وما خفيا في دعم الثورة والهدف هو نيل الحرية. ومع بزوغ شمس الحرية واصلت الجمعية نشاطها في عهد جديد إلى أن وفاة البشير الإبراهيمي سنة 1965 والعديد من العلماء والمناضلين المؤسسين قلص من نشاط الجمعية مع ظهور مؤسسات وطنية حكومية للجزائر الاستقلال تمثل في وزارة الشؤون الدينية, وبناء المدارس والجامعات من دور الجمعية الأول المتمثل في التعليم, فاختفت عن الأنظار وتلاشت دون أن يعلم السبب. إلا أن الأمل لم يفقد فقد جاء نور وصدق الرجال النابغ من إرث الإمام الجليل ابن باديس وخيرة الصفوة من العلماء والمناضلين, من تلميذه وتلميذ زملائه لتظهر من جديد في مطلع القرن الواحد والعشرين لتلعب دورا في الحياة العامة للشعب الجزائري في عز الحرية والاستقلال, وهي اليوم برئاسة عبد الرحمان شيبان وهي تنشط ضمن نظام الجمعيات المبين بالقانون الجزائري رقم 90/31 المؤرخ بتاريخ 17/05/1411 هـ الموافق لـ 04/12/1990م وهي جمعية وطنية دينية علمية تهذيبية وقد فتح لها عدة فروع في جل ولاية الوطن. أما ميدان نشاط الجمعية كل مكان يوجد فيه المسلمون, وغايتها نشر الدين الإسلامي على وجهه الصحيح, البعيد عن كل بدعة, ومحاربة كل ما يحرمه صريح الشرع : كالخمر, والميسر, والآفات الاجتماعية الأخرى, ومحاربة الجهل والبطالة والإسراف, وكل منهي عنه بطبيعة من قبل الدين والأخلاق الفاضلة. ولكي تصل الجمعية إلى أهدافها النبيلة, تعتمد إلى اتخاذ الوسائل التالية :. - إلقاء محاضرات للرجال والنساء. - إلقاء محاضرات دينية في المساجد. - نشر الجرائد والمجلات. - تأسيس النوادي لتثقيف الشباب. - نشر التعليم القرآني والديني. - ربط أواصر الصلات العلمية والثقافية مع مثيلاتها من الجمعيات داخل الوطن وخارجه. - تنظيم ملتقيات علمية وندوات ثقافية لدراسة القضايا التي تهم المجتمع المسلم. المرجع : موقع الامام عبد الحميد بن باديس
| |
|