الجولة الثانية من تصفيات المونديال وكأس إفريقيا 2010
اليوم على الساعة (30 .20) في ملعب تشاكر بالبليدة: الجزائر ـ مصر
ساعة الحقيقة دقّت لكسب النقاط الثلاث
تجري مساء اليوم مباراة القمّة عن الجولة الثانية من المجموعة الثالثة للتصفيات المزدوجة لكأسي أمم إفريقيا والعالم 2010 بين المنتخبين الجزائري والمصري بداية من الساعة الثامنة والنصف مساء بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.
حان موعد ''ساعة الحقيقة'' بين الجزائر ومصر، وسيكون الميدان الفاصل بينهما خلال مباراة ليست ككل المباريات، فقد أخذت قسطا كبيرا من الاهتمام الإعلامي والجماهيري في الجزائر ومصر، واستعرض كل طرف نقاط قوة منتخب بلاده، وحدّد مواضع ضعف منافسه، وتعدّى ''الصراع الرياضي'' إلى سرد محطّات تاريخية بين البلدين في مجالات رياضية وسياسية واجتماعية، وتم الحديث أيضا عن الانتماء العربي والدين الإسلامي للبلدين ''الشقيقين''، وكل ذلك يدخل في رغبة الجزائريين والمصريين ''كسب'' النقاط الثلاث للمباراة.
وبعدما فاز أمس منتخب زامبيا، ولو بصعوبة، أمام منتخب رواندا بهدف دون رد، واعتلائه مؤقتا، صدارة الترتيب وحيدا، أصبحت مباراة المنتخبين الجزائري والمصري أكثر من مهمّة، فالتعادل يخدم مصلحة المنتخب الزامبي، ويجعل ''الكرة العربية'' تبتعد أكثر فأكثر عن تمثيل وحضور جديد في العرس الكروي العالمي المقرر أن تحتضنه القارة السمراء، وتحديدا بجنوب إفريقيا الصيف القادم.
الموعد الكروي بين الجزائر ومصر، يقودنا إلى العودة بذاكرة الكرة إلى 2001، حين ''فرضت'' الحساسية المفرطة التي أفرزها الإعلام المصري في تلك السنة، وقبلها أيضا، خلال كل موعد كروي جزائري ــ مصري، أن ''تعنّت'' المنتخب الجزائري، وردّ الصاع صاعين للمصريين، من خلال حرمانهم من بلوغ نهائيات كأس العالم 2002 التي جرت بكوريا الجنوبية واليابان، وفسح الصراع ''العربي ــ العربي'' المجال واسعا لمنتخب السينغال للاستفادة من ذلك والظفر بتأشيرة المونديال.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نحدّد المنتخب العربي بين الجزائر ومصر من يحق له تمثيل العرب في مونديال إفريقيا، فالتصفيات دخلت جولتها الثانية فقط، وطموح كل منتخب ببلوغ المونديال مشروع، ولو أن تواجد مصر والجزائر في مجموعة واحدة قد يقلّل من حضور الكرة العربية في المونديال أكثر مما يرفع من حظوظ التأهّل.
وبغض النظر عن نتيجة منتخب زامبيا والحسابات المسبقة، والحساسية المفرطة في علاقة مصر بالجزائر كرويا، ودون الاكتراث لموقف الإعلام المصري الذي يريد ''مصالحة جزائرية ــ مصرية مع أفضلية تفوّق مصري دائم كرويا، فإن الجمهور الجزائري الذي يحلم بالمونديال منذ 23 سنة، عازم على لعب كل الأوراق، وستكون الانطلاقة الحقيقية بإزاحة منتخب مصر اليوم بملعب تشاكر بالبليدة من طريق ''جنوب إفريقيا'' قبل موعد منتخب زامبيا، ومن ثم ستتضح الرؤية أكثر للمنتخبات الأربعة.