طغت مسلسلات الدراما الاجتماعية في رمضان 2009، وعوض المسلسل الديني بمسلسلات تروي الخيانات الزوجية والعلاقات العاطفية، مما أثار حفيظة عدد من علماء الدين في مصر وسوريا وطالبوا باحترام حرمة الشهر الكريم.
تخلّت الدراما العربية في السنوات الأخيرة عن المسلسل الديني، إحدى ركائز العمل التلفزيوني الرمضاني، الذي جمع الأسر لعدة سنوات، من المحيط إلى الخليج، وعوّضته بالدراما الاجتماعية التي لا تعكس البعد الروحي للشهر الكريم، خاصة أن البعض منها تناول مواضيع خارجة عن روح رمضان، كالخيانات الزوجية والمغامرات الغرامية. وقد حذر العديد من علماء الدين في سوريا ومصر، من هذا الانحراف وطالبوا بتوقيف عرضها، كما دعوا المنتجين إلى احترام حرمة رمضان مع ما يعرض من مظاهر ''العري''.
تعددت أسباب التراجع عن المسلسلات الدينية منها ما يتعلق بالإنتاج والأخرى بالنصوص القليلة جدا، ومنها من يراها سياسة منتهجة للتقليل من النزعات الدينية، أما الأسباب التقنية فيرجعها البعض، إلى نقص التمويل وارتفاع تكلفة إنتاج العمل الديني، خاصة مع غلاء أسعار الممثلين النجوم، المبررات التي يرفضها الكثير من النقاد وعلماء الدين، لأن الإمكانيات المتوفرة حاليا لم تكن موجودة سابقا، كما أن المسلسل الديني لا يتطلب الكثير من الإنفاق، والدليل على ذلك أن أغلب المسلسلات الدينية سابقا كانت ناجحة وبتكاليف قليلة، لكن يرجع السبب الحقيقي إلى أن العمل الديني يتطلب تفرّغا ودراسة معمّقة للنص، السيناريو، الشخصيات واختيار دقيق لمواقع التصوير واهتمام كبير بالمونتاج والحوار لأنه لا يقبل الأخطاء، بينما تتميز المسلسلات المعروضة حاليا بالاستعجالية والارتجال، بسبب التسرّع في إنتاجها حتى تعرض في شهر رمضان، مما جعل الكثير منها تعرض حلقاته تبعا مع تصوير الحلقات الأخيرة.
حققت العديد من المسسلات الدينية الرمضانية نسبة متابعة كبيرة، على سبيل المثال: بن تيمية والعز بن عبد السلام القاضي، وغيرهما من الشخصيات الإسلامية الفقهية، ثم عوّضت بمسلسلات الشخصيات التاريخية، كـ''موسى بن نصير''، ثم ظهرت الدراما الاجتماعية ذات البعد التاريخي والسياسي، كسلسلة ''رأفت الهجان'' و''ليالي الحلمية''، ومع ذلك استمرّ الاهتمام بالدراما الدينية في مصر، لكنها فقدت بريقها بسبب ضعف النصوص والإخراج وحتى التمثيل والذي يرجعه الكثير إلى نقص الدعم المادي، إلى غاية بداية عام 2000، بعد أن تجاوز عدد القنوات الفضائية 200 قناة، مع دخول الدراما السورية مجال المنافسة، فجاءت المسلسلات التاريخية كـ''ربيع قرطبة'' و''أبو جعفر المنصور''، لكن المسلسل الديني الحقيقي غاب عن شاشة رمضان، واحتلّ مكانه المسلسل التاريخي الذي يروي حقبا من الخلافات الإسلامية المتعاقبة وصراعات الولاّة، ففقد رمضان إحدى نكهه الأساسية.