الشاعر الفرزدق ...

السلام عليكم شباب
شاعرنا الفرزدق اسمه هو همام بن غالب بن صعصعة بن دارم التميمي من قبيله بني تميم العدنانية وقد لقب
بالفرزدق لغلاظة وجهه وجهامته كنيته ابو
فراس ولد بالبصرة سنه 641 م ونشأ في باديتها
فشب خالص البداوة جافي الطباع قوي الشكيمة لا
تلين قناته وكان له من مناقب قومه وماثرهم
ما انعم نفسه زهوا وكبرا وفسح له في مجال
الفخر على اقرانه فباهى الناس بابائه واجداده وكان ابوه
من اجود العرب ومنع ابوه الوائدات اي منع
النساء من وأد بناتهن وانه اشترى ثلاثمائه وستين
موؤودة كل واحده منهنّ بناقتين وجمل وكان
الفرزدق ينظم الشعر فجاء به ابوه الى علي بن
ابي طالب رضي الله عنه وقال : ان ابني هذا من
شعراء مضر فاسمع منه وقال علي: علمه القران فلما
كبر الفرزدق تعلم القران .. وفي مرة دخل
الفرزدق على الخليفة الاموي سليمان بن عبد الملك فقال :له من انت؟ وتجهم له كأنه لا يعرفه. فقال
الفرزدق: وما تعرفني يا امير المؤمنين؟ قال : لا.
فقال الفرزدق: انا من قوم منهم اوفى العرب
واسود العرب واجود العرب واحلم العرب وافرس
العرب واشعر العرب. قال سليمان: والله لتتبينّ
ما قلت او لاوجعنّ ظهرك ولاهدمنّ دارك. قال
الفرزدق: نعم يا امير المؤمنين اما اوفى العرب فحاجب بن زارة التميمي الذي رهن قوسه عن جميع
العرب فوفى بها واما اسود العرب (اي سيد العرب
بلغه تميم) فقيس بن عاصم التميمي الذي وفد
على الرسول صلى الله علية وسلم فبسط له رداءه
وقال الرسول (ص): هذا سيد اهل الوبر واما
احلم العرب فعتاب بن ورقاء الرياحي التميمي
واما افرس العرب فالحريش بن هلال السعدي
التميمي واما اشعر العرب فها انذا بين يديك يا
امير المؤمنين فاغتم سليمان مما سمع من فخره ولم
ينكره وقال: ارجع على عقبيك فما لك عندنا
من خير فرجع الفرزدق وقال أتيناك لا من حاجة
عرضت لنا.. اليك ولا من قلة في مجاشع) وقال
الفرزدق في الفخر ( بنو دارم قومي ترى
حجزاتهم .. عتاقا حواشيها رقاقا نعالها.. يجرون
هداب اليمان كانهم .. سيوف جلا الاطباع عنها صقالها)
ونهاجا الفرزدق جرير حينا من الزمن اربعين
عام من اطول النقائض بالتاريخ الادبي وجرير
من نفس قبيلة الفرزدق ( من بني تميم)ولم يتهاج
شاعران في الجاهلية والاسلام بمثل ما تهاج به .
واصيب الفرزدق بذات الجنب فكانت السبب في
وفاته ومات وقد قارب المئه عام. وكانت علته
الدبيله ( وهي دمل كبير يظهر في الجوف تقتل صاحبها) وكان يسقى النفط الابيض وهو يقول:
اتعجلون لي النار في الدنيا. وكانت وفاته في
خلافه هشام بن عبد الملك ترك لنا ديوان شعر
طبع اكثر من مرة وطبعت نقائضة وجرير في مجلدين
ضمن شعره كافه فنون الشعر من مدح ورثاء
وهجاء وفخر واشتهر بسرقاته الشعرية وما
كان يسمع بيتا عائرا الا قال لصاحبة: لتتركن
هذا البيت او لتتركن عرضك. وعده ابن سلام من
الطبقة والاولى من الشعراء الاسلامين وقدمه في الذكر على جرير والاخطل وقال الفرزدق نبع
الشعر. وقال ابو عبيدة : كان الفرزدق يَشبه
شعراء الجاهلية بزهير ولو لا شعر الفرزدق لذهب
ثلث لغه العرب وقال الاصفهاني: الفرزدق
مقدم على الشعراء الاسلامين هو جرير والاخطل
ومحله في الشعر اكبر من ينبه علية بقول او
يدل على مكانه وصف حفظ شعره كثيرا من ايام
العرب وعاداتهم واخلاقهم فقلما نقرأ له
نقيضة الا وجدتها حافلة بطائفة من الاخبار.
لما توفي الفرزدق رثاه جرير خصمه الفرزدق
بمرثية رائعه فقال جرير:
( لعمري لقد اشجى تميما وهدها.. على نكبات
الدهر موت الفرزدق.. عشية راحوا للفراق
بنعشه.. الى جدث في هوّة الارض معمق.. لقد
غادروا في اللحد من كان ينتمي.. الى كل نجم في
السماء محلّق)
ورثا جرير الفرزدق بقصيده اخرى فقال:
( عماد تميم كلها ولسانها .. وناطقها البذاخ
في كل منطق.. فمن لذوي الارحام بعد ابن غالب
.. لجار وعان في السلاسل موثق)