إن الورود التي تبعث الأمل في تفتحها تمنحه أيضًا حتى عند ذبولها؛ ما علينا إلا أن نضع أيدينا على جرحها ونضمده بالعلاج الذي يشفيها وكذلك فتياتنا. ولن يستقيم الظل والعود أعوج لذا إن فتياتنا لن يكن أمهات وزوجات وأخوات صالحات إلا إذا عملنا على رعايتهن، ولأجل ذلك هذه باقة من النصائح الموجهة للأمهات في كيفية تطوير الفتيات وتحسين العلاقة معهن:
* شاركي ابنتك بعض مشكلاتك التي تواجهينها، ادخلي غرفتها واشكي لها همك الذي يتناسب مع عمرها وشخصيتها ووعيها. ولهذا الأمر أثره الكبير في تعزيز ثقة الفتاة بنفسها ثم بتعليمها المشاركة في المشاعر مع أفراد أسرتها. فإنك إن فعلت وكررت ذلك من حين لآخر ستبادر هي أيضًا لمشاركتك همومها ومشكلاتها وما يثقل عليها.
* اخرجي مع ابنتك لشراء بعض الأغراض التي تحبها وتحتاجها، فقد كُنتِ مراهقة وشابة مثلها. فهي بمثل هذا العمر تحب الزينة والملابس.شجعيها على الاهتمام بنفسها بقدر لا يتعدى حدود الشرع فأن تظهر بشكل جميل هذا يعزز ثقتها بنفسها إذا اهتمت بمنظرها وذلك لتغيرات جسدية ونفسية تمر بها، فلا تحدي هذه الفطرة وتمنعيها بل شجعيها لكن بمقدار معين حتى تعطي المظهر حقه ولكن لا تزيد عليه. وحاولي أن تلفتي انتباهها أنها بإمكانها أن تكون”محجبة جميلة” بتناسق لبسها واختيارها لما يلائم طولها ولون بشرتها دون أن يكون مظهرها ملفتًا للإنتباه ولا متعديًا لحدود الشرع.
* ضعي بعض البطاقات الصغيرة من حين لآخر في مكان تراه، اكتبي لها مشاعرك في الرضا والغضب منها.كأن تقولين لها أنك تحبينها ولكنك انزعجت منها لتصرف معين. يمكنك أن تضعيه في مذكراتها، حقيبتها المدرسية، غرفتها ، على مرآتها..وغير ذلك من الأمكنة التي تراها. شجعيها عبر هذه البطاقات لأي تغيير ايجابي يصدر منها وعاتبيها برفق على أي تصرف سلبي أزعجك.
* تابعي دراستها، قوي ضعفها إذا شعرت منها تقصيرًا في موضوع معين. لا تتركيها وحدها في المدرسة بل دعيها تشعر أنك تتابعين تحصيلها وسلوكها في المدرسة مع معلماتها وإدارة مدرستها. كوني حازمة معها في أوقات معينة (حين تشعرين منها بتقصير في حل واجباتها وتراخيها في الدراسة) وكوني مرنة في أوقات أخرى (إذا حصلت على علامات جيدة) لكن داومي على تشجيعها لترتقي أكثر.
* لا تكوني صديقتها أكثر من كونك والدتها، فلا يجب أن تتلاشى بينك وبينها المساحة المطلوبة بين الوالدة وابنتها بل كوني أمًا صديقة.
* راقبي سلوكها خاصة إذا رأيت أنها قلقة، عصبية، خائفة أو تحب الانطواء على نفسها. لكن دون أن تشعر بذلك، فإن الفتاة المراهقة أكثر ما يزعجها شعورها أنها مراقبة. لذا كوني حذرة في مراقبتك لها : راجعي رسائلها في الهاتف، ملفاتها في جهاز الكومبيوتر، قائمة المواقع التي تدخل عليها، سؤال صديقاتها عن مكان ووقت خروجهن.
* رتبي أولوياتها دون أن توجهي لها النصائح والتوجيهات الصارمة والمتكررة، فكونك أمها فأنت شريكة بإدارة المنزل وتوجيه الأفراد لما ترينه أنت وزوجك في مصلحة الجميع. فلا تدعيها تصرف وقتها في الخروج مع صديقاتها بل اعطها موافقة للخروج مرة – أسبوعيًا مع صديقاتها،لكن امنحيها الحرية باختيار اليوم مثلًا حتى لا تشعر أن هذه أوامر صارمة ولا تحددي لها الساعات لكن وضحي لها أنها لا تستطيع التأخر بعد العشاء إلا عند أناس تثقين بهم.
* لا تدعيها تشاهد التلفاز بكثرة ولا تجلس أمام الكومبيوتر لساعات متواصلة وحاولي قطع ذلك عنها بطريقة عفوية مثلًا لحاجتك بأن تساعدك في عمل ما في المنزل أو أن تجلس معك أو تساعد أحدًا من أفراد أسرتك.
* شاركيها عبادتك، ولتؤم فيك أحيانًا وتصلي معها فإن تواصل القلوب وتآلفها على محبة الله تورث القرب والمحبة بين بعضها البعض.
* وجهيها لاستثمار وتطوير قدراتها من أصحاب الخبرة واسأليها عن هوايتها وانجازاتها لتشجعيها ولتكوني الأولى التي تقف وراء نجاحها ومصدر إلهامها. فلو كانت ماهرة في الأشغال اليدوية وجهيها لدورات تطور فيها مهارتها هذه وسجليها فيها بعد موافقتها. ركزي على نقاط قوتها وزيديها قوة..وساعديها للتخلص قدر الإمكان مما يعيبها.
* اشتري لها بعض الكتب أو المجلات التي تهتم بالفتيات ,احرصي على أن تنوعي في مجالاتها. فمن المهم أن يكون هناك جانب ترفيهي، تربوي، تثقيفي وديني.
* اعديها لتكون أماً مثالية، علميها فنون الطبخ مثلًا، كيفية ترتيب المنزل، كيفية الإهتمام بالصغار، الهدف من الأسرة. كما وحاولي أن تغرسي في فتاتك أهم المتطلبات لتكون زوجة مثالية..تعلم أن بابًا من الجنة بل أبواب سيفتح لها إن أطاعت زوجها وعملت على رعايته.