بسم الله الرحمــــــــــــــــــــــــــــــــــــن الرحيم
و الصلاة والسلام على سيدنا محمد و على آلـــــــــــــــــــه و صحبه أجمعين
وبعد :
لاإلــــــــــــــــــــــــــــه إلا أنت سبحـــــــــــــــــــــانك إني كنت من الظالمين
الإجتهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد و التجديد:
الاجتهاد لغة : افتعال من الجهد ، وهو المشقّة ، أو الجهد وهو الطاقة ، إنه استنفاد الجهد في طلب الشيء المرغوب إدراكه . و في الاصطلاح : استفراغ الجهد في درك الأحكام الشَّرعيَّة ، استفراغ الفقيه الوسع لتحصيل حكم شرعي ، و ( استفراغ الوسع ) معناه : بذل تمام الطَّاقة ، بحيث يحس من نفسه العجز عن المزيد منه . و لا اجتهاد في القطعيَّات ، فمجال الاجتهاد يشمل المجالات التي لم يأت فيها خطاب شرعي بالإثبات أو النفي ، أي التي لم يرد فيها نص ، إنه منهج علمي دقيق يسمى اجتهادا ، له شروطه و مجاله و أدواته و أهله ، ( الموافقات لشاطبي 4/100) المجتهد لا يقول في الشَّرع برأيه المجرَّد ، لأن الاجتهاد هو استخراج مراد الشَّرع ، و استنباط الحكم من الأدلة الشَّرعية بدليل وبرهان . و الأمَّة بحاجة ماسَّة إلى علماء أكفاء ، يتوافرون على التكوين الشَّرعي المتين ، و الأفق الثَّقافي الواسع ، و الواعي بواقع الأمة ، تتوافر فيهم شروط الاجتهاد . أما أن يرفع غير المؤهَّل شعار الاجتهاد أو التًجديد، فالطَّامَّة كبرى ، فلكل علم أهله الًذين أفنوا حياتهم في تحصيله ، فشهد لهم أصحاب الاختصاص ، علما أنَّ الاجتهاد يكون فيما لا نصَّ فيه ، و التجديد في نفوس المسلمين لا في الإسلام نفسه .
و
أخـــــــــــــــوكم العســــــــــــلي
لا تنسـونا من صالح دعائكم |
|