موضوع: حرب الجواسيس فى القرن21(1) الإثنين 17 أغسطس - 19:17:48
قصص من الواقع أغرب من الخيال بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل
فتحت عملية اغتيال الجاسوس الروسي المنشق الكسندر ليتفينينكو في لندن بمادة "البولونيوم210" المشعة، في أول عملية تستخدم فيها هذه المادة، التي تبلغ قدرة ذرة واحدة منها على الفتك بجسم من يتعرض لها 250 ضعف تأثير مادة "السيانيد السامة"، ملف "حرب الجواسيس" من جديد ولكن هذه المرة في القرن الـ21 ، لا سيما وأن الظروف والملابسات التي صاحبته في غاية الخطورة. فقد كشف أحد أصدقاء ليتفينينكو عن رسالة تركها الجاسوس الروسي يتهم فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمسؤولية عن تسميمه.. قائلا له: " لقد أثبت أنك لا تحمل أي احترام للحياة وللحرية أو أي قيمة متحضرة ، لقد أثبت أنك لا تستحق منصبك .. ربما تكون قد نجحت في إسكات شخص واحد، لكن الضجة التي ستسمعها من العالم حولك يا سيد بوتين، سوف تصم أذنيك مدى الحياة " . وفي الوقت الذي تحدث البعض فيه عن احتمال انتحار ليتفينينكو وتوريط بوتين على سبيل الانتقام ، كشفت الأزمة عما هو أخطر من ذلك ، وهو احتمالات تورط الروس في السوق النووية السوداء ، ومعها احتمالات وصول مادة نووية مثل " البلوتنيوم 210 " لأيدي جماعات إرهابية . ورغم أن الجاسوسية لعبة قديمة إلا أنها لا تنتهي .. كانت وستظل أحد أخطر الأسلحة التي تلجأ إليها أجهزة الاستخبارات في العالم لحماية دولها أو أنظمتها السياسية من قوى معادية تتربص بها، بكشف ما تضمره لها من مؤامرات ومخططات فتحتاط، أو لمعرفة مواطن القوة لدى الأعداء والخصوم لضربها ، أو حتى لدى الأصدقاء لوضعها في الحسبان عندما تسوء الأمور ، أو تكون هناك حاجة لإبرام صفقات ، أو عقد مفاوضات .
في هذا الكتاب سنتعرض لأخطر الجواسيس ، الذين سقطوا في القرن الواحد والعشرين ، بعد أن تم نزع أقنعتهم، وتحديد هوياتهم
ولكن بعد نهاية الحرب الباردة باتت الجاسوسية عملية أكثر تعقيداً من ذي قبل ، بل وأصبح من الصعب للغاية كشفها . وبحلول الألفية الثالثة ، راح العالم يشهد نوعاً جديداً من التجسس تمتزج فيه عبقرية العلماء في القرن الواحد العشرين من خلال ما يقدمونه من تقنيات متطورة بعبقرية جواسيس القرن بما يتمتعون به من قدرة على الاختراق ، واحترافية في التخفي، والأخطر تواجدهم في مواقع شديدة الحساسية، تجعل ما يقدمونه من أسرار يسيل له لعاب موكليهم، في الوقت الذي تضرب هذه الأسرار أمنهم القومي في الصميم ! وفي هذا الكتاب سنتعرض لأخطر الجواسيس ، الذين سقطوا في القرن الواحد والعشرين ، بعد أن تم نزع أقنعتهم، وتحديد هوياتهم، وهم ليسوا كجواسيس الماضي ولكنهم أخطر وأكثر ذكاء وقدرة على الاختراق والتغلغل وانتزاع المعلومات . رغم وجود أكثر الأقمار الاصطناعية والمراقبة الإلكترونية تطوراً في هذا القرن - الذي نحن الآن في العام السابع من عقده الأول - إلا أنها لم تستطع أن تحل محل العميل الموجود في المكان المناسب القادر على الوصول إلى أدق المعلومات والأسرار الحساسة والمحمية جيداً. كما شهد القرن الحالي أنواعاً جديدة من الجواسيس مثل " جواسيس القرارات السياسية " ، "جواسيس التكنولوجيا "، و" وجواسيس الإنترنت " و" جواسيس البنوك " وغيرهم ، مع بقاء الأسلحة التقليدية للتجسس كالمال والجنس ! وتكمن المعضلة في أن معظم الجواسيس، الذين سقطوا في بداية هذا القرن ، لم يتم اكتشافهم إلا بعد سنوات طويلة من عملهم الشيطاني ، وتمريرهم أخطر وأدق الأسرار للأعداء ، وغالباً ما تم اكتشافهم نتيجة ارتكابهم أخطاء غير مقصودة ، رغم حرصهم الشديد ، أو وشاية قدمها جاسوس منافس صديق ، حيث إن الكثير من عمليات التجسس تمضي دون اكتشاف . و معضلة أخرى تتعلق بالكشف عن الجواسيس - إذا حدث - وهي الصدمة التي تسببها لأنظمة الحكم ، التي تبدو أمام شعبها في وضعية من قصر في حماية الوطن ، أو وضعية السذج الذين لا يستطيعون معرفة الخائن من المخلص في أجهزتهم ، عندما يكون الجاسوس من بين عناصرها أو أفراد إحدى إداراتها ! وقبل استعراض أخطر شبكات الجاسوسية ، التي تم الكشف عنها خلال السنوات المنصرمة من هذا القرن الحادي والعشرين ، يتعين علينا أن نتوقف عند الظروف والملابسات التي غيرت من المفهوم التقليدي للجاسوسية ، والذي شهدته الألفية الثانية ، وصاحب العالم خلال القرن العشرين ، ومن ثم نتعرف على الأشكال الجديدة التي اتخذتها الجاسوسية في هذا القرن .
صعود تيار المحافظين الجدد بزعامة بوش وأحداث 11 سبتمبر وضعت الأساس لبداية ملتهبة للقرن الجديد
بدأ هذا القرن بداية ملتهبة حددت بشكل كبير صورة العالم فيما بعد . وتمثلت هذه البداية في ثلاثة أحداث رئيسية من وجهة نظرى هى سر كل ما تواجهه البشرية الآن من كوارث ومصائب . الحدث الأول هو صعود تيار المحافظين الجدد ( التيار المسيحي المتصهين ) إلى السلطة في أمريكا بزعامة جورج بوش الابن ، ومعه أجندة خارجية تقوم على أساسين هما وجوب هيمنة أمريكا على العالم بالقوة المسلحة ، واعتبار إسرائيل هى أمريكا ، ومن ثم النظر إلى جيرانها العرب ومعهم إيران على أنهم أعداء أمريكا كما هم أعداء إسرائيل ، والعمل على تغيير خريطة الشرق الأوسط ، لتحويل هؤلاء الجيران إلى كيانات ضعيفة مفتتة تخضع لما يمليه عليها السيد الأمريكي ، وحليفه الإسرائيلي . أما الحدث الثاني فهو هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ، التى أعطت هذا التيار المسيحي المتصهين ما كان ينتظره لكي يبرر ما قد أعده مسبقاً لتنفيذ أجندته الشيطانية ، بمعنى أن هذه الهجمات الإرهابية منحت بوش وصقوره الذريعة والحجة ، وأطلقت يدهم لفعل كل ما يحلو لهم ، مستغلين وقوف العالم كله معهم عقب الهجمات ، فراحوا يستغلون هذا التعاطف أسوأ استغلال ! أما الحدث الثالث المرتبط بالحدثين السابقين فهو إعلان الحرب على الإرهاب ، وهو كلمة حق بمرور الوقت ثبت أن الأمريكيين أرادوا من ورائها باطلاً !!
هذه الأحداث الثلاثة الرئيسية كانت وراء حربين كبيرين شهدتهما السنوات الأولى في القرن الواحد والعشرين .. الحرب على أفغانستان .. ثم الحرب على العراق .. في الحرب الأولى وقف العالم بجانب الأمريكيين باعتبار أن أفغانستان بزعامة حركة طالبان تحتضن تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري ، ومن أراضيها انطلقت هجمات 11 سبتمبر . ولكن بالنسبة لحرب العراق كان الأمر مختلفاً تماماً فقد فطن العالم إلى أن القضية ليست الحرب على الإرهاب - كما يروج بوش وصقوره – وإنما مخطط أمريكي معد مسبقاً ، ويحاول واضعوه جر العالم للاشتراك في مؤامرتهم الشيطانية ضد عرب الشرق الأوسط المسلمين ، لاحتلال بلادهم والسيطرة على ثرواتهم ، واخضاعهم لإرادة أمريكا وإسرائيل !! ومن خلال هذين الحدثين الخطيرين تغير مفهوم الجاسوسية تماماً لكي يتوافق مع عالم متغير فظهر ما يمكن أن نسميهم بـ " جواسيس القرارات السياسية " وهم عملاء كل مهمتهم التلصص لمعرفة ما اتخذه أو سوف يتخذه أطراف الأزمات والحروب من قرارات . وهذا النوع من الجواسيس فرضته المرحلة التي يمر بها العالم ، فقد كان من الطبيعي – وسط هذه الأجواء ومع افتراض لا أخلاقية الأطراف وانتهازيتها - معرفة ما سيتخذه الرئيس الأمريكي الذي يعد العدة لحروبه ، وكان من الطبيعي التجسس على محادثاته السرية مع شريكه في حروبه – آنذاك - رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ، وكان من الطبيعي أن يتجسس بوش وبلير على مشاورات واتصالات كوفي آنان الأمين العام للأمم المتحدة ، كما كان من الطبيعي التجسس على أعضاء مجلس الأمن للتدخل بسرعة حال تحسسهم رفض دولهم موافقتها على الحرب لتغيير قراراتهم .
???? زائر
موضوع: رد: حرب الجواسيس فى القرن21(1) الثلاثاء 18 أغسطس - 1:12:09
موضوع جميل الى انه مع الدور والجوانب السيئة للجوسسة الى انها احدى اهم الشرايين في اي دولة للحفاظ على كينونتها وتحصين نفسها مشكورة مرة ثانية على الموضوع
وخصوصا المساهمة في هدا القسم
مـــى نائبة المدير
عدد المساهمات : 11237تاريخ التسجيل : 20/04/2009 العمر : 34 الموقع : من بلادى (مصر) المزاج : كلون تراب ارضـــى