إستراتيجية الحرب الخاطفة
أصبحت الحرب الخاطفة إستراتيجية، أو عقيدة عسكرية بالمفهوم الألماني، بعد تطبيقها خلال الحرب العالمية الثانية. وكان التسلل Infiltration قبل الحرب 1917م، طبقاً لمفهوم تكتيكات لودندورف، ونظرية السيل المنتشر لليدل هارت 1922م، مفهوماً خاصاً بالمشاة، وطريقة تكتيكية، تحقق لقوات المشاة المتقدمة للأمام، سرعة عالية في أرض العدو، بأن يشقوا طريقهم عبر النقط الضعيفة للعدو، وذلك بدلاً من التقدم بالسرعة البطيئة، (معدل تقدم فرد مشاة). وبدخول القوات المدرعة والميكانيكية الحرب، وتبني إستراتيجية الحرب الميكانيكية، أصبح للتسلل
مفهوم آخر يتمشى مع المعدل العالمي للتقدم في الحرب الميكانيكية، واختلف المفهوم ليكون التسلل المحمي، أو الاقتحام Irruption، أو الانقضاض Onslaught، أو الاندفاع Impression، وهو نوع من التسلل، ويحدد للقوات المهاجمة نقطة/ اتجاه الاندفاع Schwerpunkt، وترجمتها الحرفية مركز الثقل أو محور الارتكاز، وبالإنجليزية تعني Thrust Point، أي نقطة الضغط أو الدفع إلى الأمام وهي:
"تركيز قوات قوية في جبهة ضيقة، وبعد الاقتحام يأتي التغلغل والاندفاع في عمق العدو، وفي اتجاهات مختلفة، وبالإنجليزية تعني Rolling Out، أي التدفق، والانتشار، والاندفاع، لإحراز التفوق المحلي ضد نقط العدو الضعيفة".
الهجوم الخاطف
يعتمد الهجوم الخاطف الحديث، على الآتي:
1. هجوم عام بقوات المشاة، وأسلحة الدعم والمعاونة بالمواجهة، بهدف احتلال أجزاء من الأرض- رؤوس كباري، في اتجاه نقط الضعف للعدو.
2. سرعة طي أجنحة العدو وأجنابه، وتهديد المؤخرة، وحيث إن الجيوش الحديثة، عادة، لا تترك أجناباً معرضة، وغير مؤمنة، فإن على القوة المهاجمة إيجاد الظروف المناسبة بتركيز الضغط عليها. وعلى المهاجم أن يتغلغل، قبل أن يحتوي أو يؤمن الجزء، الذي تركه اندفاعه للأمام، وذلك بالبحث عن النقط الضعيفة، وتركيز الهجوم في اتجاهها، ومن ذلك نجد أن الانقضاض يسبقه تسلل.
3. تأتي مرحلة الانقضاض، بتركيز الهجوم على جبهة ضيقة، وتحقيق التفوق المحلى، وتوصف هذه الطرق بالألمانية، في كلمتين سكوربنكت Schwerpunkt أوفرلن Aufrollen وهما أهم مظاهر إستراتيجية الحرب الخاطفة.
أ. سكوربنكت Schwerpunkt
تعني التفوق المحلي خلال المعركة كلها، والتحركات فيها تعني البحث المستمر عن أضعف النقط، في خطوط مقاومة
.
واستمرار التحرك للأمام، والضغط على العدو، للمحافظة الدائمة على المبادأة والمفاجأة، ويستخدم أساساً القوات المدرعة.
ب. أوفرلن Aufrollen
تعني الاندفاع الجانبي، بالاستغلال الفوري للنجاح المحلي في "السكوربنكت"، وعلى ذلك فإن "الأوفرلن" تحمي أجناب السكوربنكت وتؤمنها، ويستخدم فيها المشاة الميكانيكية.
4. إدارة معركة الهجوم الخاطف، تتطلب وحدات هجوم، مجموعات قتال مدرعة، يحقق تشكيلها، عملياً، الاستقلال في أعمال القتال، والقدرة على العمل، معتمدة على نفسها، وهذه الوحدات تشمل الوحدات المقاتلة، والعناصر المعاونة، وعناصر الدعم، مما يتطلب لا مركزية في القيادة، وإدارة أعمال القتال