بين الجهد العضلي والجهد النفسي يسقط الإنسان انه ... التعب
ما هي أسبابه؟ أنواعه؟ ظواهره؟ وما هي طرق الوقاية منه؟
ما هو التعب؟تعريف التعب صعب وغامض في الوقت نفسه.فقد يكون ردة فعل جسدية سليمة وطبيعية لحاجة الجسم إلى الراحة والهدوء. وقد يكون إنذارا خطرا ومؤشرا لبداية انهيار جسدي أو حالة مرضية.الحالة الأولى يعرفها الطب (بالتعب الجيد) والحالة الثانية (التعب السيئ) فما هي ماهية كل منها؟
كل عمل ونشاط إنساني يحتاج إلى تشغيل عضلات الجسم وتحريكها وفق نوع العمل وقوة النشاط. والمجهود الجسدي يحتاج كي يستطيع الإنسان القيام به إلى قوة. هذه القوة يوفرها استهلاك محروقات الجسد التي تستلزم استغلال أوكسجين الجسم وفق حدة العمل ووفق المجهود العضلي الذي يبذل من اجل ذلك. فإذا ما تخطى هذا العمل درجة معينة (وهذه تختلف من شخص إلى أخر حسب بنية جسم كل إنسان) يبدأ التعب بالظهور. وعلينا ألا ننسى أن للعمل الفكري تأثيره المباشر على عضلات الجسد، وتبعا لهذه البديهيات فكل من يقوم بعمل لا يتوافق وقدراته الجسدية سيضطر إلى استنزاف كل إمكانياته العضلية وأحيانا يحاول تجاوزها فيصاب بإرهاق مستمر وتعب دائم، وتلك الدورة الدموية بسبب الضعف العام بالجسد لا تتمكن من خدمة العضلات العاملة وبقوة وفق قدراتها وطاقاتها. هذا النوع من التعب أطلق عليه الأطباء (التعب الجيد) لأنه يأتي كدعوة من الجسم إلى الراحة والاسترخاء بعد العمل المضني لإعادة تكوين قواه.
أما (التعب السيئ) ليس سوى الإرهاق الجسدي الذي يتولد إما عن سبب مادي بحت أو عن نشاط فكري مكثف أو راحة طويلة أحيانا. فيتطور هذا الإرهاق ليصل إلى درجة عالية يأخذ فيها مظهرا مرضيا حادا يستوجب تدخل الطبيب. وللإرهاق مظاهر كثيرة منها النوم السيئ، الانحطاط التام الفكري والجسدي عند الاستيقاظ من النوم. وإذا كان التعب الجيد يعكس تشنجات جسدية فان التعب السيئ يقلب صاحبه (رأسا على عقب) فهو يقلب مزاجه ويوتر أعصابه ويثير طباعه وغرائزه، ويصبح في حالة عصبية دقيقة يصعب معها حصر الآلام في نقطة معينة، ويصبح كل شيء يؤلم ويثير. وقد يكون الإرهاق ظاهرة تسبق بعض الأمراض وتلعب دور المنذر لقدومها.
ما هي الأمراض التي ينذر بها الإرهاق؟
قد يأتي الإرهاق قبل الأنفلونزا، التهاب الرئتين، التهاب الكبد، الأمراض القلبية، عوارض الأوردة الدموية التي تكون إجمالا مصدر إرهاق شديد وللسرطان تعبه وإرهاقه. وبوجه عام ما من مرض إلا وسبقه أو يرافقه تعب شديد وإرهاق كبير. حتى الأمراض النفسية لها تعبها القاتل.
ما العمل لحصر أسباب الإرهاق؟ أول ما يجب اللجوء إليه عند الإحساس بإرهاق تام هو القيام بالتحاليل المخبرية العامة وذلك بغية التأكد أن نسب الكالسيوم والبوتاسيوم والسكريات في الجسم هي درجة طبيعية، إذ كل نقص فيها يسبب إرهاقا شديدا، وفي حال سلبية هذه التحاليل يجب البحث عن الدوافع المرضية الفعلية.
ما علاقة السكر بالتعب؟ كل ليتر من البلازما في جسد الإنسان يحتاج إلى غرام واحد من السكر يوميا. ولا يجوز أن تزيد هذه النسبة أو تنقص، وأثناء شرب السوائل السكرية ترتفع نسبة السكريات في الدم لمدة ثلاث ساعات تقريبا ثم تبدأ هذه النسبة بالانخفاض تدريجيا للعودة إلى الوضع الطبيعي وهذا ما يسبب التعب خلال الفترة اللاحقة لتناول السكريات بكثرة.
ما العلاقة بين القهوة والتعب؟ يقال أن بين القهوة والتعب عداوة دائمة. ما صحة هذا القول؟ العكس هو الصحيح، فعلاقة القهوة بالتعب قائمة ومتينة وهي لا تقل ضررا عن المشروبات الكحولية. ويعود ذلك إلى أن استهلاك القهوة بكميات كبيرة قادر على تخدير التعب واحتواء حقيقة الإحساس به. ولكن في أول فرصة تسنح، ينفجر التعب إرهاقا حادا قد يصل بصاحبه إلى حافة الانهيار العصبي التام. إذ أن التعب مدخلا للراحة وتعبيرا عن حاجة الجسم لها. وكل تمويه لحقيقة الجسد سيظهر لاحقا وبعنف. كيف يفسر الطب القول التالي؟ إنني تعب جدا مع أنني نمت عشر ساعات متتالية؟ الجسم بحاجة إلى النوم للقضاء على التعب، ولكن قد لا يجلب النوم الراحة المنشودة فيفقد ضرورته ولذته. المعروف أن الإنسان يعيش أحلامه أما إذا تحولت هذه الأحلام إلى وسيلة لإعادة تكوين واستعراض حلافات النهار المؤلمة والشاقة، يكون الإنسان هو من يحرق تلقائيا لذة النوم عنده ويحولها إلى تعب شاق وذلك بنقله أعمال الشارع إلى داخل فراشه. فيصعب النوم ويصبح بحالة من الهياج العصبي والتوتر النفسي وكل علاج يجب أن يتوجه إلى السبب الذي غالبا ما يكون إما خلافات عائلية أو خلافات في مكان العمل أو شخصية. فالتعب هنا يلعب دور الدليل على وجود مشاكل يومية ونفسية. والضجيج يسبب نوعا من الإثارة العصبية المستمرة وبدرجة عالية، وخاصة في المدن حيث الضجيج من مقومات الحياة. ما هو العلاج؟ العقاقير المعالجة لا تعد ولا تحصى، والصيدليات غنية بها، وهي على شكل مهدئات ومقويات ومنشطات ومضادات للتعب والإرهاق، كالكالسيوم والبوتاسيوم ومئات غيرها، ولكن بعضها تحمل سما للجسم، لذا لا يجوز اعتمادها دون استشارة الطبيب. فمثلا، نقص الكالسيوم في الدم يزول بالطعام العادي الذي يوفر النسبة الناقصة منه. وفي الحالات المستعصية يلجأ البعض إلى المخدر والكحول ولهذا نفس مفعول السكريات على التعب بل يولد تعبا قويا جدا بعد زوال مفعوله. ولتدارك التعب والإرهاق، هناك بعض النصائح التي قد تكون ضرورية والتي قد تخفف من وقوعه ولكنها لا تزيله.
من الأفضل تناول وجبة الصباح والتركيز فيها على المواد المغذية المقوية للجسم كالبيض، والأجبان والزبدة.
تجنب ابتلاع الملينات لأنها تدني نسبة الفيتامينات (أ) و(د) والمغنيسيوم والحوامض الأمينية من الجسم مما يسبب التعب والإرهاق.]الذين يتبعون ريجيما خاصة من الأفضل اختيار الغذاء المحتوي على بروتينات بكثرة مع قليل من الدهنيات والسكريات.
تجنب كثرة استخدام الكحول والقهوة.
المحافظة على نشاط الجسم بالرياضة والمشي لأنهما يساعدان على تنقية الصدر وتعبئة الجسم بالهواء النقي.]عدم إرهاق الجسم فوق طاقته العملية.
]من الأفضل التحكم بالعمل اليومي بدل تحكمه بنا.
التخطيط العملي للنشاطات اليومية مع اعتماد فترات راحة بين فترة وأخرى من ضروريات الحياة العصرية.