سؤال : هناك مايسمى بالرهاب من الامتحانات..واحيانا تساهم الاسرة من حيث لا تدري في تأجيج نار هذا الخوف عند الطفل التلميذ..ماهي نصائحكم للامهات والاباء لكي يخففوا عن ابنائهم التلاميذ في الفترة ماقبل الامتحان.
جواب : أشكرك على طرح هذا السؤال الذي يصب في عمق المشكل الذي يواجهه الابناء والاباء على السواء كلما اقترب موسم الامتحان.
فارى شخصيا أن الخوف من الامتحان ليس كله سلبيا لان الانسان في سلوكه يتحرك بدافعين اثنين في خضم الحياة ومعتركها الواسع:
أولهما دافع الخوف، وثانيهما دافع الرجاء والامل، او لنقل بصيغة اخرى الالم واللذة، بحيث يفر الانسان من الالم ويتجه الى تحقيق مزيد من اللذة.
والامتحان المدرسي هو الاخر يندرج في اطار هذه السنة الكونية والتي اشار اليها القرآن الكريم و اكد عليها في آيات كثيرة منها قوله تعالى :"ويعبدون ربهم خوفا وطمعا" فكلما سعينا الى ان يتوازن في نفس الطفل دافع الخوف ودافع الرجاء أي الخوف من الفشل والامل في النجاح نكون قد مكناه من جميع الحوافز والدوافع التي تحقق له التعبئة الكاملة وتحشد طاقاته حشدا قويا في اتجاه القيام بمسؤوليته على وجه كامل في مواجهة الامتحان.
والاباء عليهم ان يعملوا من جانبهم على ضبط هذا التوازن بحيث يخوفون ابناءهم من الامتحان وعواقب اهمال الدروس والانصراف عنها الى اللعب السهل كلما كان أمد الامتحان بعيدا حتى يتحقق من خلال ذلك تعبئة نفسية تجعل الابناء يواظبون على مدارسة ما اخذوه في المدرسة والقيام بالاستعداد الكامل لخوض غمار الامتحان بما يلزم من الاعداد والحرص . لكن إذا اقترب الامتحان عليهم في ذلك الوقت أن يركزوا على جانب الامل في النجاح وأن التوفيق سيكون حليف ابنائهم لانهم اخذوا للامر عدته واستعدوا بما فيه الكفاية.
أما أن نروم مواجهة الامتحان دون اي استعداد يذكر لمجرد تطييب خاطر الابناء والمد لهم في الامل وتبشيرهم بالنجاح فذلك من شانه ان يزيد الطين بلة ويجعلهم في حالة من الاسترخاء وربما الاستهتار بالامتحان الذي يتطلب يقظة وحضور الذهن مما يؤدي الى فشل محقق.
سؤال : سؤالي هو ماهي افضل طريقة لاسترجاع ما تم مذاكرته في الفترة السابقة على ليلة الامتحان خلال هذه الليلة؟
جواب : إن الاستعداد للامتحان يجب ان يخضع لخطة محكمة تجعله في مقدور المتعلم ولايؤدي إلى حالة من الارتباك في مواجهته.
وتقتضي هذه الخطة أنه أثناء المراجعة والتي يجب أن تكون على امتداد الموسم الدراسي بحيث تكون مراجعة كل درس وتثبيته وفهمه تالية على اخذه في الفصل، حيث ما تزال المعلومات حية في الذهن واشكالاتها حاضرة بقوة ، ثم أن تكون المذاكرة على شكل اعادة تفكيك المحتويات ونظمها من جديد بما يبرز العلاقات الموجودة بين مختلف مضامينها ويستحضر جميع الاشكالات التي تطرحها مما يجعل المتعلم يمسك بخيوط الدرس ويفهم مضمونه وما يطرحه من معلومات جديدة بشكل جيد جدا.
لأن المذاكرة التي تعتمد على مجرد القراءة بقصد الحفظ والاسترجاع غالبا ما لاتحقق المبتغى منها وتسبب للمتعلم كثيرا من الارهاق والملل لأنها عملية تتم بمعزل عن عملية الفهم التي تجذب القاريء الى المقروء وترسخه في ذهنه، وبالتالي تصبح عملية التحكم في المفاهيم والمضامين ميسرة، واذا واظب المتعلم على هذه الطريقة تجمعت لديه خلاصات الدروس التي يسهل عليه مراجعتها وفهم مقاصدها وتحديد اشكالاتها في وقت وجيز هو ليلة الامتحان او ايام قليلة قبل خوض غمار الاختبار.
سؤال : أستاذي أنا طالب جامعي وأنت أدرى بضخامة الكتب الجامعية وبدكاترة الكلية الذين كل دكتور له مزاج خاص والطلاب يحتارون كيف يجاوبون على الأسئلة من الدكاترة يطلب الحرفية في النص كما ورد بالكتاب ومنهم من يطلب الفهم ومنهم من يطلب إبداع الطالب وإظهار شخصيته ومنهم من يطلبها جميعاً فكيف تكون ليلة الإمتحان هادثة وسط هذه الأجواء ؟؟
ما هي الأسس العامة والخطوط العريضة والنصائح لجعلها هادئة لكل الطلاب وبالأخص الجامعيين . ولكم الشكر .
جواب : نعم قد يكون مزاج الاستاذ وطريقة تعامله مع اجابات الطلاب من الاسباب الكبرى لتخوفهم وجعلهم يحسبون له الف حساب ويحتارون في التعامل معه والذي قد يكلفهم عناءا شديدا وسهرا طويلا عندما يركز على مجرد المعلومات أو استرجاعها كما قدمها لهم دون اي تدخل منهم فيها بالزيادة او النقصان او التحوير او التحليل..
وهناك حقيقة لابد من تاكيدها وهي احتياج استاذ الجامعة الى الالمام بفن التدريس والتقويم وأن يكون على بينة من الكفاءات التي يجب أن يوجه لتحقيقها المنهاج الدراسي في كل مادة من المواد على حدة .
فمشكلة التقويم في الجامعة هو طغيان استرجاع المعلومات واستذكارها في تقويم الطلبة ومنحهم الدرجات العلمية بعيدا عن اعتماد منهج يبرز كفاءاتهم وقدراتهم العقلية الاخرى التي يحتاجون اليها في الحياة العملية اكثر من حاجتهم الى مجرد الحفظ والاستذكار.
وهناك محاولات في بعض الجامعات لاعطاء امتحانات للطلاب مع تمكينهم من فتح كراساتهم ومراجعهم اذا شاؤوا ذلك لان السؤال يركز على كيفيات التعامل مع المضامين فهما ومناقشة وانتقادا واضافة وابداعا. ونتمنى ان يعم هذا النموذج في جامعاتنا العربية والاسلامية لتصبح اكثر انسجاما مع متطلبات الواقع المعاصر الذي لم يعد فيه مجال كبير للعقلية الاسترجاعية على غرار (بضاعتنا ردت إلينا).
سؤال :على إثر الاستعدادات لامتحانات السنة السادسة ابتدائي ، ما هي النصائح التي ينبغي علينا أن نعطيهاللتلاميذ ليجنبوا هاجس الإمتحانات . وشكرا لكم.
جواب : إن هاجس الامتحان يستاصل شافته قبل حلول موعده بشهور وذلك بتعويد الاطفال وتعليمهم طرقا منهجية تمكنهم من مواكبة الدروس التي يتلقونها في الفصل بما يرسخها في الذهن داخل البيوت، وبشكل متدرج يهيئهم لمواجهة الامتحان بنفوس مطمئنة خالية من هواجس الفشل.
أما ماذا يمكن ان نفعله عندما يقترب وقت الامتحان فهو تمكينهم من طريقة تجعلهم يتداركون ما فاتهم من المدارسة المستمرة للدروس، وذلك بمساعدتهم على تلخيص الدروس والذي يتيح لهم تثبيت اساسياتها في اذهانهم ، الا ان هذه العملية في حد ذاتها قد لايسمح الوقت المتوفر بانجازها بالوجه المطلوب.
فاذا كان لدينا يقين بأن الفزع من الامتحان يوجد إلى جانب الاستعداد الكامل انذاك علينا ان نبث في نفوسهم التفاؤل بالنجاح وأن نهون لهم من امر الامتحان ونعدهم خيرا ماداموا لم يهملوا دروسهم ولم يضيعوا اوقاتهم من قبل.
سؤال : في بعض الطلبه يكونوا خلاص ذاكروا وراجعوا
وميعرفوش ينامو من التوتر والقلق
ايه الحل
وشكرا
جواب : من المفروض ان يكون سبب قلق الطلاب من الامتحان ناجما عن تفريطهم في المذاكرة والقيام بالاستعداد اللازم بحيث يكون الذي استعد للامتحان استعدادا تاما قد زادت ثقته بنفسه ولم يبقى فيها الا خوفا طبيعيا لا يضره ولا يؤدي به الى الارتباك والهلع الذي يفضي به إلى انغلاق الذهن وشلله حال الاجابة عن الاسئلة.
ولذا ننصح الطلاب بان يبرمجوا لمراجعة دروسهم بحيث يقللون من حدة السهر والمطالعة في اليومين الاخيرين قبل الامتحان حتى لايبقى لهم الا مجرد اطلالات سريعة على بعض رؤوس الافكار وكبرى العناوين لاستحضار ما تحتها من المعارف والمعلومات وانعاش الذاكرة قبل مواجهة الاسئلة. ثم اخذ قسط وافر من الراحة والنوم لان ذلك ادعى لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرة على ضبط