ضع نفسك مكاني عندما أخطئ، ثم احكم علي
بقلم: د.محمد بن عبد الرّحمن العريفي
من كتاب: اِسْتمتِعْ بِحَياتِك: مهارات وفنون التعامل مع الناس في ظل السيرة النبوية
ذكر أن رجلاً فقيراً، تغرب عن أهله إلى بلد آخر، واشتغل سائق شاحنة. وكان في أحد الأيام متعباً لكنه ركب الشاحنة ومضى بها في طريق طويل بين مدينتين.
غلبه النوم أثناء الطريق، فجعل يصارعه وأسرع قليلاً، فتجاوز سيارة أمامه دون أن ينتبه إلى الطريق فإذا أمامه سيارة صغيرة فيها ثلاثة أشخاص. حاول أن يتفاداها، فلم يستطع. فاصطدم بها وجهاً لوجه!.
ثار الغبار، وجعل المارة يوقفون سياراتهم ويتفرجون على الحادث.
نزل سائق الشاحنة ونظر إلى السيارة المصدومة وإلى من بداخلها فإذا هم موتى!.
أنزلهم الناس واتصلوا بالإسعاف.
قعد سائق الشاحنة ينتظر وصول الإسعاف، ويفكر فيما سيحصل له بعد الحادث من سجن ودية. ويفكر في أولاده الصغار وزوجته.
مسكين! هموم انهدت عليه كالجبال!
جعل الناس يمرون به ويلومونه.
عجباً! أهذا وقت اللوم؟ ألا يمكن أن يؤجل قليلاً؟
قال أحدهم: لماذا تسرع؟ هذه عواقب السرعة. وقال آخر: أكيد أنك كنت نعسان ومع ذلك استمريت في القيادة! لم توقف سيارتك وتنام؟ وقال ثالث: المفروض أن مثلك لا تصرف لهم رخص قيادة!
كانوا يقولون هذه العبارات بأسلوب حاد، فيه تعنيف وصراخ.
كان الرجل واجماً جالساً على صخرة ساكتاً متكئاً برأسه على يديه. وفجأة هوى على جنبه و... و... ومات!.
قتلوه بلومهم. ولو صبروا قليلاً لكان خيراً له ولهم.
ضع نفسك موضع الملوم المخطئ. وفكر من وجهة نظره.
فأحياناً لو كنت مكانه قد تقع في خطأ أكبر من خطئه
إذا أعجبتك رسالة من رسائلي فلا تقل شكـراً ... بل قل الآتـي ::
اللهم اغفر له ولوالديه ماتقدم من ذنبهم وما تأخر.. وقِهم عذاب القبر وعذاب النار
و أدخلهم الفردوس الأعلى مع الأنبياء والشهداء العليين
واجعل دعاءهم مستجاب في الدنيا والآخرة ... اللـهم آميـن