أحياناً يستغرب البعض ، سبب التكاليف الباهظة التي تدفعها وكالات الفضاء
العلمية العالمية برصدها للكواكب والنجوم والمجرات ، أو إطلاقها للمركبات
الفضائية والمسابير نحو الكواكب والمذنبات والنيازك ، أو عدد الأقمار
الصناعية التي تسبح في فلك الأرض.
دعونا نجمل خلال الكلمات القادمة أهمية علوم الفضاء والفلك ، في جميع مناحي الحياة.
الأقمار الصناعية
- الأقمار الصناعية توفر لنا صوراً عن حركة الغيوم ونوعية الغيوم من حيث إشباعها بالمياه.
- دراسة واقع الاحتباس الحراري ، وارتفاع درجات الحرارة وانحسار الجبال الجليدية وخطورة ذوبانها على البيئة.
- الكشف عن الأراضي الزراعية العطشى ، وحركة امتداد التصحر.
- تكشف عن الخامات الأولية للمعادن والأحجار والمياه الجوفية والآثار الدفينة في الأرض .
- تلعب الأقمار الصناعية دوراً هاماً وحسّاساً في الاتصالات والبث
التلفزيوني والإذاعي الفضائي والإنترنت فأصبح العالم الأرضي بين يدي
المشاهد في غرفته .
- تصوير حركة وانتقال الأعاصير المدمرة وتبين مسارات الأعاصير والبلدان التي ستضربها.
- تصوير فيضان الأنهار والجيوب المائية التي قد تؤدي إلى انفجار السدود .
- تصوير حرائق الغابات ، وحركة الرياح وسرعة النيران واتجاهها.
- مراقبة ثقب الأوزون ومدى التوسع وحركة انتقاله.
- مراقبة الأماكن النشطة بركانياً وزلزالياً ولإخلاء المناطق القريبة منها منذ بداية ظهور الغازات البسيطة والشقوق البسيطة في الأرض.
- الكشف السريع عن موجات المد البحري الجارف ( التسونامي ) كما حدث في
الثامن عشر من تموز عام 1998 حيث ضُربت سواحل غينية الجديدة بأمواج المد
الصادرة عن زلزال في عرض البحر بلغت سرعة موجاته 1000/ساعة، أو تسونامي
جزر اندونيسيا، وتسونامي جزر سليمان 3/4/2007
- مراقبة سلامة الأرض من خلال المراصد داخل وخارج الغلاف الغازي لكوكبنا
وكذلك عبر الأقمار الصناعية ومما سيحيق بالأرض من أخطار مدمرة كالنيازك
الكبيرة والمذنبات التي قد تصطدم بالأرض..
- كشفت الأقمار الصناعية عام 1986 عن حريق المفاعل النووي في تشير نوبل
والذي صمت الروس ولأسباب خاصة عن إعلان هذا الحريق والذي هدد إشعاعه قارات
أوروبا وغرب آسيا وشمال إفريقيا.
- الأقمار الصناعية العسكرية تراقب القطاعات العسكرية بما فيها من عتاد
وجنود وأصبح التمويه وسيلة لا تجدي فالأقمار الصناعية تكشف كل تحرك بسيط
للقوات تصور جسماً لا يزيد طوله عن /60/سم من ارتفاع 300 كليلو متر
وبالأبعاد الثلاثية.
- بيّنت الأقمار الصناعية في حرب الخليج الثانية عام 1991 أن القذائف
بعيدة المدى لحظة إطلاقها وإبلاغ الجهات التي ستصل إليها والدقائق اللازمة
لذلك لأخذ الحيطة والحذر ومواجهة هذه القذائف.
- ويمكن لنظام GPS الذي يعتمد على منظومة مؤلفة من 28 قمراً صناعياً أن
يحدد موقع إنسان على الأرض بدقة متر واحد شريطة أن يكون قد اشترك بخدمة
هذا النظام ويمكن لهذا النظام توجيه السفن التائهة في البحر وإعطائها
الاتجاه الصحيح.
- يمكن للأقمار الصناعية أن تتدخل في شكل حديقة المنزل وما يناسبها من زراعات مختلفة,
- تستطيع الأقمار الصناعية أن تكشف عن حوادث السير والحوادث التي تمس أمن الدول ،وتتبع العصابات واللصوص.
- قمري ناسا الاصطناعيّين ( تيرا +أكوا ) وثماني أقمار صناعية أخرى لبناء
نماذج تفسيرية لأنماط الطقس المعقدة فالجسيمات الأقل وزناَ تعكس الحرارة
وضوء الشمس وتلطف المناخ والجسيمات المعتمة تمتص الحرارة وضوء الشمس وتسبب
بارتفاع الحرارة ( الايروسولات ) الجسيمات الدقيقة التي يحملها الهواء في
صحراء الإمارات العربية المتحدة ومدى تأثيرها على أنماط الطقس والمناخ .
ومختبر الايروسول لفهم ظاهرة ( وعاء الخلط ) التي تحدث لغبار الصحراء في
الإمارات والدخان القادم من شبه القارة الهندية ، والايروسولات الأخرى
الناجمة عن الدورانات الجوية المعقدة .
- رصد الانفجارات الكونية ، كانفجار أشعة غاما وبالتالي منها يتحد معرفة عمر الكون.
- من مهام الأقمار الصناعية مراقبة التغيرات الطبيعية وما نجم من صنع
الإنسان , والكشف عن السلالات غير المعروفة من النباتات والحيوانات وابراز
سلوكها وطباعها
{من أصل 30 مليون سلالة نباتية تم تحديد 2 مليون فقط}
- الاستفادة من الاستخدام المدني لأنظمة تحيد الموقع ( GPS) عبر الأقمار
الصناعية بدأ مطلع الثمانيات في عرض ( مبادرة الدفاع الاستراتيجي
الأميركية وقد رصد لها ريغان ( الرئيس الأميركي السابق ) 2 مليار دولار).
- يعمل النظام بالتكامل بين وحدات الإرسال والاستقبال في الأقمار الصناعية
ومثيلاتها على الأرض وتصل دقة تحديد الأماكن إلى نطاق /100/ متر وعسكرياَ
/10/ متر .
• مدينة شيكاغو تستخدم (GPS) لتعقب حافلاتها وتنظيم سيرها بدقة متناهية .
• شرطة شيكاغو تستخدم (GPS)لمتابعة دورياتها الأمنية وتعقّب المجرمين.
• شركة كاديلاك الأميركية للسيارات دمجت GPS بسياراتها الذكية للإقلال من حوادث الطرق .
• تصميم أنظمة مرور ذكية لتيسير تدفق حركة المرور عن طريق توجيه سائقي السيارات نحو الشوارع الأقل ازدحاما .
• تعقب الحيوانات النادرة في بيئتها .
المركبات الفضائية المأهولة وغير المأهولة والمراصد الفلكية :
- تحديد مواقع النجوم بالمثال مسبار هيبارخوس الذي أطلقته وكالة الفضاء الأوربية لتحديد موقع 120000 نجم .
- قياس لمعان النجوم ( قدر النجم الظاهري ) وحساب بُعد النجم لتحديد قدره المطلق.
- اكتشاف الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية والتي يمكن أن تدل على نشوء
الحياة وكذلك مراقبة الأجرام الصخرية في المواقع النجومية ربما تكون هناك
حياة حيث تكون درجات الحرارة مثالية للمحافظة على الماء بشكل سائل .
بالمثال كوكب : OGLE-2005-BLG-39LD يبعد عنا 20000 سنة ضوئية في مجموعة
القوس ، والكوكب (c- 581 ) في مجموعة الميزان حيث يبعد عنا /20.5/سنة
ضوئية .
- دراسة جبهة الفيزياء الشمسية والمجال المغناطيسي الشمسي والطاقة
المتعلقة بالانصهار وفرط الموصلية الحرارية والتفاعل بين الشمس والأرض
والهياكل الدقيقة لسطح الشمس وانبعاث اللهب الشمسي .
- البحث عن سوائل على سطح الكواكب الأخرى كسطح القمر تيتان حيث يمتلئ ببحيرات من أمطار الميثان .
- دراسة ظاهرة الاندفاع الغازي الشمسي , بخروج مليارات الأطنان من الغازات الهائلة الحرارة نحو الأرض وتظهر على شكل الشفق القطبي.
- دراسة إمكانية أن يكون القمر شكلا ً من أشكال مصادر الطاقة للأرض في حال
نفاذ مخزون الوقود المستخرج من الأرض . بالمثال يوجد في القمر معادن تحوي
بنسبة عالية غاز الهليوم 3 الذي إن صهر بغاز الدوتيريوم نظير الهيدروجين
يصدر كميات كبيرة من الطاقة .
- معرفة تطور تشكل بعض الكواكب بشكل مخالف عن الأرض والمريخ وعطارد ، فهذه
يطلق عليها الكواكب السلكية لأنها تتكون معظمها من مركبات السيليكون
والأوكسجين وهناك كواكب كربونية تشكلّ طبقة من الألماس .والأرض كما هو
معتقد تكونت نتيجة تكثّف قرص من الغاز كان يدور حول الشمس .
حين يكون الغاز يحوي كمية من الكربون وقدر أقل من الأوكسجين ، فإنه تتكون
مركبات الكربون كالكربيد والغرافيت بدل السيليكات ، وتكثيف الغرافيت تحت
الضغط العالي يحوّله إلى الألماس ، وبذلك يعتقد أن الكوكب الكربوني ربما
فيه طبقات من الألماس يبلغ سمكها لعدة كيلو مترات ، ومركبات الكربيد هونوع
من الخزف كالذي يستعمل في تبطين اسطوانات ومحركات المركبات التي تتعرض
لدرجات حرارية عالية جداَ .
- استكشاف الإنفجارات الكونية الغامضة لأشعة غاما (مركبة سوفيت) لوكالة
ناسا وكذلك التعرف على الثقوب السوداء وأصل الكون .وإنفجارات غاما تستغرق
جزء من الثانية وتطلق خلالها طاقة تزيد عن طاقة أشعة الشمس خلال مليارات
من السنين.
- معرفة كيفية تكوين كواكب المجموعة الشمسية ، حيث حمل مسبار جينيسيس الذي
سقط في صحراء ( يوتاه غربي الولايات المتحدة عيّنات من مواد فضائية وذرات
شمسية ( غبار شمسي أو أيونات شمسية ) .
- رصد ومتابعة الكويكبات التي قد تشكل خطر أعلى كوكب الأرض .
وقد بدأت ناسا منذ العام ( 1998 ) بمسح هذه الكويكبات ، ومسحت حتى عام (
2004 ) أكثر من 700 جسم من أصل 1100 جسم وربما تنتهي من ذلك عام 2008 .
الكويكب /2003 ـ 47 QQ/ أيلول (2003) أثار فزعاَ من اصطدامه بالأرض في /
21 /3/2004 وإن اصطدم ! فإن قوة انفجاره تفوق عشرين مليون مرة من القنابل
النووية التي سقطت على هيروشيما .
إن أي كوكب يصطدم بالأرض لا بد من الاستعداد له قبل ثلاثين عاماَ . العالم
مايكل جريفين رئيس قسم الفضاء بجامعة جونز هوبكنز يشير : إذا كان جرم قطره
"1كم " لابد من إرسال مكوك فضائي ليصطدم به بعد عشرين عاماّ من الأرض
لتحويل مساره .
- معرفة خطورة الثقوب السوداء على الكواكب وبالمثال : مرصدا شاندرا لناسا
ونيوتن لإيسا كشفا صورة لثقب أسود أكبر من شمسنا يفتت أحد الكواكب حين
حرفه عن مساره بفعل الجاذبية الكثيفة للثقب الأسود ، وتفتت لأنه وقع
بتأثير جاذبية الثقب الأسود وجاذبية قوة معاكسة ، الثقب يبعد عنا /700/
مليون سنة ضوئية ، حجمه أكبر من شمسنا ب/100/ مليون مرة .
أ. وضاح مصطفى سواس
عضو الإتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك
عضو جمعية هواة الفلك السورية