JiNa مشرفة الاعضاء
عدد المساهمات : 2212 تاريخ التسجيل : 06/06/2009 المزاج : الحمد لله
بطاقة الشخصية الوطن: الجزائر حالتك في المنتدى:
| موضوع: نـازك ملائكـــــــــــــــــــة. الجمعة 31 يوليو - 2:47:05 | |
| سلام الله عليكم.
أحييكم بتحية الإسلام.
ضربت لكم اليوم موعد مع أسطورة أخرى في الشعر العربي نازك ملائكة.
نازك صادق الملائكة (بغداد 23 آب - أغسطس 1922- القاهرة 20 حزيران - يونيو 2007) شاعرة من العراق، ولدت في بغداد في بيئة ثقافية وتوفيت بها في 20 يونيو 2007 عن عمر يناهز 85 عاما بسبب إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية و دفنت في مقبرة خاصة للعائلة غرب القاهرة.
عاشقة الليــــــــــــــــــــــل :
يا ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــــوبِ جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّــــي للغُيوبِ ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليــلِ في الوادي الكئيبِ **** هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شُهد الوادي سُـــرَاها أقبلَ الليلُ عليهــا فأفاقتْ مُقْلتاهـــــا ومَضتْ تستقبلُ الواديْ بألحــانِ أساهــا ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّــي شَفَتاهــا آهِ يا ليلُ ويا ليتَــكَ تـدري ما مُنَاهـــا **** جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجــي والسكــونُ وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْــتِ ، والصَمْتُ فُتُونُ فنَضتْ بُرْدَ نهارٍ لفّ مَسْــراهُ الحنيـــنُ وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكــونُ حزيــنُ فمن العودِ نشيجٌ ومن الليـــلِ أنيـــنُ
**** ما الذي ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، يُغْري بالسماءِ ؟ أهي أحلامُ الصَبايا أم خيالُ الشعـــراء ؟ أم هو الإغرامُ بالمجهولِ أم ليلُ الشقــاءِ ؟ أم ترى الآفاقُ تَستهويكِ أم سِحْرُ الضيـاءِ ؟ عجباً شاعرةَ الصمْتِ وقيثارَ المســـاء **** طيفُكِ الساري شحوبٌ وجلالٌ وغمـوضُ لم يَزَلْ يَسْري خيالاً لَفَّه الليلُ العـريضُ فهو يا عاشقةَ الظُلْمة أســـرارٌ تَفيضُ آه يا شاعرتي لن يُرْحَمَ القلبُ المَهِيـضُ فارجِعي لا تَسْألي البَرْق فما يدري الوميضُ عَجَباً ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، ما سـرُّ الذُهُولِ ؟ ما الذي ساقكِ طيفاً حالماً تحتَ النخيـلِ ؟ مُسْنَدَ الرأسِ الى الكفَينِ في الظلِّ الظليلِ مُغْرَقاً في الفكر والأحزانِ والصمتِ الطويلِ ذاهلاً عن فتنةِ الظُلْمة في الحقلِ الجميــلِ
ذكريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات .[/color
كان ليل , كانت الأنجم لغزا لا يحلّ كان في روحي شيء صاغه الصمت المملّ كان في حسّي تخدير ووعي مضمحلّ كان في الليل جمود لا يطاق كانت الظلمة أسرارها تراق كنت وحدي لم يكن يتبع خطوي غير ظلي أنا وحدي , أنا والليل الشتائيّ..وظلي *** لم أكن أحلم لكن كان في عينيّ شيء لم أكن أبسم لكن كان في روحي ضوء لم أكن أبكي لكن كان في نفسي نوء مرّ بي تذكار شيء لا يحدّ بعض شيء ما له قبل وبعد ربّما كان خيالا صاغه فكري وليلي وتلفتّ ولكن لم أقابل غير ظلّي *** كان صمت راكد حولي كصمت الأبديّة ماتت الأطيار أو نامت بأعشاش خفيّة لم يكن ينطق حتى الرغبات الآدميّة غير صوت رنّ في سمعي وذابا لحظة لم أدر حتى أين غابا آه لو أدركت من ألقاه في الصمت المملّ أتراني لم أكن أمشي أنا وحدي وظلي ؟ كانت الظلمة تمتدّ إلى الأفق الغريب كلّ شيء وغرق فيها كقلبي , كشحوبي ظلمة ممتدّة كالوهم كالموت الرهيب غير ضوء خاطف مرّ بجفني لحظة لم تدر ماذا كان ,عيني كان ضوءا لونه لون خيال مضمحلّ مرّ بي لمحا وأبقاني أنا وحدي وظلّي *** كان في الجوّ الشتائيّ ارتعاش وجمود جمد الظلّ من البرد وغشّاه الركود ليلة يرتجف في أجوائها حتى الجليد غير دفء طاف من قلبي الوجيع فزت فيه من شتائي بربيع وإذا في عمق قلبي فرحة الفجر المطلّ غير أني كنت في الليل أنا وحدي وظلّي *** كان في روحي فراغ جائع كاللاّنهايه كان ظلي صامتا لا لحن لا رجع حكايه باهتا يتبع مسرى خطواتي دون غايه غير كأس عبرت حين صرخت قطرة واحدة ثم ارتويت أتراه كان أكذوبة إحساسي المضلّ أو ما كنت أنا وحدي مع الليل وظلّي ؟ *** كان قلبي متعبا يسكنه حزن فظيع رقصت فيه وشدّته إلى الجرح دموع صور في قعره يصبغ مرآها النجيع كان , لكنّ يدا مرّت عليه حملت بعض تحاياها إليه باركت آلامه السوداء كانت يد طفل أيّ طفل ؟ لم يكن في الليل غيري غير ظلّي
[color=red]لنكن أصدقــــــــــــــــــــــاء
لنكن أصدقاء في متاهات هذا الوجود الكئيب حيث يمشي الدمار ويحيا الفناء في زوايا الليالي البطاء حيث صوت الضحايا الرهيب هازئا بالرجاء لنكن أصدقاء فعيون القضاء جامدات الحدق ترمق البشر المتعبين في دروب الأسى والأنين تحت سوط الزمان النزق لنكن أصدقاء , ألأكفّ التي عرفت كيف تجبي الدماء وتحزّ رقاب الخلّيين والأبرياء ستحسّ اختلاج الشعور كلّما لامست إصبعا أو يدا والعيون التي طالما حدّقت في غرور ترمق الموكب الأسودا موكب الرازحين العبيد هذه الأعين الفارغات ستحسّ الحياة ويعود الجمود البليد خلفها ألف عرق جديد والقلوب التي سمعت في انتعاش صرخات الجياع العطاش ستذوب لتسقي صدى الظامئين كأسة ولتكن ملئت بالأنين لنكن أصدقاء نحن والحائرون نحن والعزّل المتعبون والذين يقال لهم "مجرمون" نحن والأشقياء نحن والثملون بخمر الرخاء والذين ينامون في القفر تحت السماء نحن والتائهون بلا مأوى نحن والصارخون بلا جدوى نحن والأسرى نحن والأمم الأخرى في بحار الثلوج في بلاد الزنوّج في الصحارى وفي كلّ أرض تضمّ البشر كلّ أرض أصاخت لآلامنا كلّ أرض تلقّت توابيت أحلامنا ووعت صرخات الضجر من ضحايا القدر لنكن أصدقاء إن صوتا وراء الدماء في عروق الذين تساقوا كؤوس العداء في عروق الذين يظلّون كالثملين يطعنون الإخاء يطعنون أعزّاءهم باسمين في عروق المحبّين..والهاربين من أحبّائهم , من نداء الحنين في جميع العروق إنّ صوتا وراء جميع العروق هامسا في قرارة كلّ فؤاد خفوق يجمع الأخوة النافرين ويشدّ قلوب الشقّيين والضاحكين ذلك الصوت , صوت الإخاء فلنكن أصدقاء في بعيد الديار ووراء البحار في الصحارى , وفي القطب , في المدن الآمنه في القرى الساكنه أصدقاء بشر أصدقاء ينادون أين المفر ؟ ويصيحون في نبرة ذابله ويموتون في وحدة قاتله أصدقاء جياع , حفاة , عراه لفظتهم شفاه الحياه إنهم أشقياء فلنكن أصدقاء من بعيد صوت عصف الرياح الشديد ناقلا ألف صوت مديد من صراخ الضحايا وراء الحدود في بقاع الوجود ألضحايا , ضحايا العراك وضحايا القيود وصدى "هياواثا " هناك مثقلا بأنين الجياع بأسى المصطلين لظى الحمّى بالذين يموتون دون وداع دون أن يعرفوا أما دونما آباء دونما أصدقاء
أغنيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
اسكني يا أغاني الأمل فالهوى قد رحل وانطوى سرّه في مقل رصفت بالملل *** أين أين ترى ذاهبين في سكون السنين والطريق الذي تسلكين صامت لا يبين *** ولمن تخلقين العطور والليالي تدور ؟ ولمن دفؤك المسحور ؟ للدجى ؟ للقبور ؟ *** ولمن أنت والمنشدون رحلوا في سكون ؟ والأسى , يا أغاني , ديون دفعتها عيون *** كم ملأنا بك الأقداح وسقينا الرياح كم منحناك للأشباح في رضا وسماح *** فابحثي في شعاب الوجود عن هوانا الشرود كفّنا نديت بالوعود وهو ليس يعود
أغنية حب للكلمــــــــــــــــــــــــــات .
فيمَ نخشَى الكلماتْ وهي أحيانًا أكُُفٌّ من ورودِ بارداتِ العِطْرِ مرّتْ عذْبةً فوق خدودِ وهي أحيانًا كؤوسٌ من رحيقٍ مُنْعِشِ رشَفَتْها, ذاتَ صيفٍ, شَفةٌ في عَطَشِ? ** فيم نخشى الكلماتْ? إنّ منها كلماتٍ هي أجراسٌ خفيّهْ رَجعُها يُعلِن من أعمارنا المنفعلاتْ فترةً مسحورةَ الفجرِ سخيّهْ قَطَرَتْ حسّا وحبًّا وحياةْ فلماذا نحنُ نخشى الكلماتْ? ** نحنُ لُذْنا بالسكونِ وصمتنا, لم نشأ أن تكشف السرَّ الشِّفاهُ وحَسِبنا أنّ في الألفاظ غولاً لا نراهُ قابعًا تُخْبئُهُ الأحرُفُ عن سَمْع القرونِ نحنُ كبّلنا الحروف الظامئهْ لم نَدَعْها تفرشُ الليلَ لنا مِسْندًا يقطُرُ موسيقَى وعِطْرًا ومُنَى وكؤوسًا دافئهْ ** فيم نخشى الكلماتْ? إنها بابُ هَوًى خلفيّةٌ ينْفُذُ منها غَدُنا المُبهَمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها إنها نافذةٌ ضوئيّةٌ منها يُطِلّ ما كتمناهُ وغلّفناهُ في أعماقنا مِن أمانينا ومن أشواقنا فمتى يكتشفُ الصمتُ المملُّ أنّنا عُدْنا نُحبّ الكلماتْ? ** ولماذا نحن نخشَى الكلماتْ الصديقاتِ التي تأتي إلينا من مَدَى أعماقنا دافئةَ الأحرُفِ ثَرّهْ? إنها تَفجؤنا, في غَفْلةٍ من شفتينا وتغنّينا فتنثالُ علينا ألفُ فكرهْ من حياةٍ خِصْبة الآفاقِ نَضْرهْ رَقَدَتْ فينا ولم تَدْرِ الحياةْ وغدًا تُلْقي بها بين يدينا الصديقاتُ الحريصاتُ علينا, الكلماتْ فلماذا لا نحبّ الكلماتْ? ** فيمَ نخشى الكلماتْ? إنّ منها كلماتٍ مُخْمليات العُذوبَهْ قَبَسَتْ أحرفُها دِفْءَ المُنى من شَفَتين إنّ منها أُخَرًا جَذْلى طَروبهْ عَبرَت ورديّةَ الأفراح سَكْرى المُقْلتين كَلِماتٌ شاعريّاتٌ, طريّهْ أقبلتْ تلمُسُ خَدّينا, حروفُ نامَ في أصدائها لونٌ غنيّ وحفيفُ وحماساتٌ وأشواقٌ خفيّهْ ** فيمَ نخشى الكلماتْ? إن تكنْ أشواكها بالأمسِ يومًا جرَحتْنا فلقد لفّتْ ذراعَيْها على أعناقنا وأراقتْ عِطْرَها الحُلوَ على أشواقنا إن تكن أحرفُها قد وَخَزَتْنا وَلَوَتْ أعناقَها عنّا ولم تَعْطِفْ علينا فلكم أبقت وعودًا في يَدَينا وغدًا تغمُرُنا عِطْرًا ووردًا وحياةْ آهِ فاملأ كأسَتيْنا كلِماتْ ** في غدٍ نبني لنا عُشّ رؤًى من كلماتْ سامقًا يعترش اللبلابُ في أحرُفِهِ سنُذيبُ الشِّعْرَ في زُخْرُفِهِ وسنَرْوي زهرَهُ بالكلماتْ وسنَبْني شُرْفةً للعطْرِ والوردِ الخجولِ ولها أعمدةٌ من كلماتْ وممرًّا باردًا يسْبَحُ في ظلٍّ ظليلِ حَرَسَتْهُ الكلماتْ ** عُمْرُنا نحنُ نذرناهُ صلاةْ فلمن سوف نصلّيها... لغير الكلماتْ?
| |
|
الزعيم المدير العام
عدد المساهمات : 3206 تاريخ التسجيل : 19/04/2009 العمر : 37
بطاقة الشخصية الوطن: حالتك في المنتدى:
| موضوع: رد: نـازك ملائكـــــــــــــــــــة. الجمعة 31 يوليو - 3:10:55 | |
| | |
|
JiNa مشرفة الاعضاء
عدد المساهمات : 2212 تاريخ التسجيل : 06/06/2009 المزاج : الحمد لله
بطاقة الشخصية الوطن: الجزائر حالتك في المنتدى:
| موضوع: رد: نـازك ملائكـــــــــــــــــــة. الإثنين 3 أغسطس - 1:59:48 | |
| نور الموضوع بوجوده. شكرا على المرور العطر. | |
|
شمس الصباح وسام التشجيع 80 مساهمة
عدد المساهمات : 99 تاريخ التسجيل : 11/05/2009 العمر : 34
بطاقة الشخصية الوطن: حالتك في المنتدى:
| موضوع: رد: نـازك ملائكـــــــــــــــــــة. الإثنين 3 أغسطس - 2:22:52 | |
| برافو عليكي قصيدة عظيمة منك جزاكي الله كل خيرا | |
|