معلقة إبن كلثوم
ألاَ لاَ يَـجْهَلْنَ أَحَـدٌ عَـلَيْنا فَـنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينا
بِـأَيِّ مَـشِيئَةٍ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ نَـكُونُ لِـقَيْلِكُمْ فِـيهَا قَطِينا
بِـأَيِّ مَـشِيئَةٍ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ تُـطِيعُ بِـنا الوُشَاةَ وتَزْدَرِينا
تَـهَـدَّدْنا وأوعِـدْنا رُوَيْـداً مَـتَى كُـنَّا لأُمِّـكَ مُـقْتَوِينا
فـإِنَّ قَـناتَنا يَا عَمْرُو أَعْيَتْ عَـلَى الأعْدَاءِ قَبْلَكَ أنْ تَلِينا
إذَا عَضَّ الثِّقَافُ بِها اشْمَأَزَّتْ وَوَلَّـتْهُمْ عَـشَوْزَنَةً زَبُـونا
عَـشَوْزَنَةً إذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّتْ تَـشُجُّ قَـفَا المُثَقَّفِ والجَبِينا
فَهَلْ حُدِّثْتَ في جُشَمِ بن بَكْرٍ بِـنَقْصٍ في خُطُوبِ الأوَّلِينا
وَرِثْـنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بن سَيْفٍ أَبَـاحَ لَنا حُصُونَ المَجْدِ دِينا
وَرِثْـتُ مُـهَلْهِلاً والخَيْرَ مِنْهُ زُهَـيْراً نِـعْمَ ذُخْرُ الذَّاخِرِينا
وعَـتَّـاباً وكُـلْثُوماً جَـمِيعاً بِـهِمْ نِـلْنا تُـرَاثَ الأَكْرَمِينا
وذَا الـبُرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْهُ بِهِ نُحْمَى وَنحْمِي المُحْجَرِينا
ومِـنَّا قَـبْلَهُ الـسَّاعِي كُلَيْبٌ فَـأَيُّ الـمَجْدِ إلاَّ قَـدْ وَلِينا
مَـتَى نَـعْقُدْ قَـرِينَتَنا بِحَبْلٍ تَـجُذُّ الحَبْلَ أو تَقَصِ القَرِينا
ونُـوجَدُ نَـحْنُ أَمْنَعَهمْ ذِماراً وأَوْفَـاهُمْ إذَا عَـقَدُوا يَـمِينا
ونَحْنُ غَدَاةَ أُوقِدَ في خَزَازَى رَفَـدْنَا فَـوْقَ رَفْـدِ الرَّافِدِينا
ونَحْنُ الحَابِسُونَ بِذِي أَرَاطَى تَـسَفُّ الـجِلَّةُ الخورُ الدَّرِينا
ونَـحْنُ الحاكِمُونَ إذَا I ُطِعْنا ونَـحْنُ العازِمُونَ إذَا عُصِينا
ونَـحْنُ التَّارِكُونَ لِمَا سَخِطْنا ونَـحْنُ الآخِذُونَ لما رَضِينا
وكُـنَّا الأيْـمَنِينَ إذا الْـتَقَيْنا وكـانَ الأيْـسَرِينَ بنُو أَبِينا
فَـصَالُوا صَـوْلَةً فِيمَنْ يَلِيهِمْ وصُـلْنا صَـوْلَةً فِيمَنْ يَلِينا
فَـآبُوا بِـالنِّهَابِ وبِـالسَّبايا وأُبْـنَا بِـالمُلُوكِ مَـصَفَّدِينا
إِلَـيْكُمْ يَـا بَـني بَكْرٍ إِلَيْكُمْ أَلَـمَّا تَـعْرِفوا مِـنَّا الـيَقِينا
أَلَـمَّا تَـعْرِفُوا مِـنَّا ومِـنْكُمْ كَـتـائِبَ يَـطَّعِنَّ ويَـرْتَمِينا
عَـلَيْنا البَيْضُ واليَلَبُ اليَمَانِي وأَسْـيافٌ يُـقَمْنَ ويَـنْحَنِينا
عَـلَيْنا كُـلُّ سـابِغَةٍ دِلاصٍ تَرَى فَوْقَ النِّطاقِ لَها غُضُونا
إذا وُضِعَتْ عَنِ الأبْطالِ يَومًا رَأَيْـتَ لَها جُلُودَ القَوْمِ جُونا
كـأَنَّ غُـضُونَهُنَّ مُتُونُ غُدْرٍ تُـصَفِّقُها الـرِّياحُ إذَا جَرَيْنا
وتَـحْمِلُنا غَـدَاةَ الرَّوْعِ جُرْدٌ عُـرِفْنَ لَـنا نَـقَائِذَ وافْتُلِينا
وَرَدْنَ دَوارِعاً وخَرَجْنَ شُعْثَا كَـأَمْثالِ الـرَّصائِعِ قَـدْ بِلِينا
ورِثْـناهُنَّ عَـنْ آبَاءِ صِدْقٍ ونُـورِثُـهَا إذا مُـتْنا بَـنِينا
عَـلَى آثَـارِنا بِـيضٌ حِسانٌ نُـحَاذِرُ أنْ تُـقَسَّمَ أَوْ تَـهُونا
أَخَـذْنَ عَـلَى بُعُولَتِهِنَّ عَهْدَا إذا لاقَـوْا كَـتائِبَ مُـعْلِمِينا
لَـيَسْتَلِبُنَّ أفْـراساً وبِـيضاً وأَسْـرَى فـي الحَدِيد مُقَرَّنِينا
تَـرَانا بَـارِزِينَ وكُـلُّ حَيِّ قَـدِ اتَّـخَذوا مَـخَافَتَنا قَرِينا
إذا مَـا رُحْـنَ يَمْشِينَ الهُوَيْنا كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتْونُ الشَّارِبِينا
يَـقُتْنَ جِـيَادَنا ويَـقُلْنَ لَسْتُمْ بُـعُـولَتَنَا إذا لَـمْ تَـمْنَعونا
إذا لَـمْ نَـحْمِهِنَّ فَـلاَ بَـقِينا لِـشَيْءٍ بَـعْدَهُنَّ ولاَ حَـيِينا
ظَعَائِنَ مِن بَني جُشَمِ بن بَكْرٍ خَـلَطْنَ بِـمَيَسمٍ حَسَبًا ودِينا
ومَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ تَـرَى مِـنْهُ السَّواعِدَ كالقُلِينا
كَـأَنَّا والـسُّيوفُ مُـسَلَّلاتٌ وَلَـدْنا الـنَّاس طُراًّ أَجْمَعِينا
يُدْهَدُونَ الرُّءُوسَ كَمَا تُدَهْدِي حَـزَاوِرَةٌ بِـأَبْطَحِها الكُرِينا
وقَـدْ عَـلِمَ الـقَبائِلُ مِنْ مَعَدٍّ إذا قُـبَّـبٌ بِـأَبْطَحِها بُـنِينا
بِـأَنَّا الـمُطْعِمُونَ إذا قَـدَرْنا وأَنَّـا الـمُهْلِكُونَ إذا ابْـتُلِينا
وأَنَّـا الـمَانِعونَ لِـمَا أَرَدْنا وأنَّـا الـنَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينا
وأنَّـا الـتَّارِكُونَ إذا سَخِطْنا وأنَّـا الآخِـذُونَ إذا رَضِـينا
وأنَّـا الـعَاصِمُونَ إذا أُطِعْنا وأنَّـا الـعازِمُونَ إذا عُصِينا
ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً ويَـشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وطِينا
أَلاَ أَبْـلغْ بَـنِي الطَّمَّاح عَنَّا وَدُعـميّا فَـكَيْفَ وَجَـدْتُمُونَا
إذا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفاً أَبَـيْنا أَنْ نُـقِرَّ الـذُّلَّ فِـينا
لـنَا الـدُّنْيَا ومَنْ أمْسَى عَلَيْها ونَـبْطِشُ حَيِنَ نَبْطِشُ قَادِرِينا
بُـغَاةٌ ظَـاِلَمينَ وَمَـا ظُلِمْنَا وَلـكِـنَّا سَـنَـبْدَأُ ظَـاِلِميِنَا
مَـلأنَا الـبَرَّ حَتَّى ضاقَ عَنَّا ونَـحْنُ الـبَحْرُ نَمْلَؤُهُ سَفِينا
إذا بَـلَغَ الـرَّضِيعُ لَنَا فِطاماً تَـخِرُّ لَـهُ الـجَبابِرُ ساجِدِينا
أخوكم ...........................العسلي
لاتنسونا من صالح دعائكم