الجسم بحاجة إلى غذاء سليم وصحيأمراض الحضارة سببها الأغذية المضرةمنذ قرون بعيدة، عاش الإنسان بفضل تغذيته المتنوعة والمختلفة والطبيعية خاصة، حياة أغلبها دون أمراض، لأن في ذلك الوقت التغذية نفسها كانت دواء وغذاء في نفس الوقت.
أما في عصرنا الحالي، فإن الهاجس الأكبر عند الإنسان هو مرض الحضارة المتعدد الأصناف والذي ينتشر بسرعة فائقة عبر العالم. نسمي الأمراض مثل: ارتفاع ضغط الدم، السمنة، السكري، أمراض القلب والأوعية، الحساسية المفرطة، السرطان.. الخ أمراض الحضارة، أي التي يعود سببها إلى طريقة التغذية (الوحشية) التي يتغذى بها الإنسان المعاصر وخاصة في المدن، إضافة إلى الوفرة الكبيرة لمختلف أنواع الأطعمة من لحوم وعجائن وأسماك وخضر وفواكه في كل وقت وأجبان وألبان وحليب..الخ.
الإنسان أصبح اليوم يأكل أي شيء في أي وقت وفي أي وضعية، واقف أحيانا أو متمددا أحيانا أخرى، أو يسوق سيارته أو حتى وهو يعمل..الخ.
هذا السلوكات غير المناسبة لطبيعة الجسم تهلكه طبعا وترهقه وترهق وظائفه وأعضاءه وتخلق أمراضا لا محالة، حيث نلاحظ أن الكل يشتكي من أوجاع بطنية يوميا وانتفاخ وعسر الهضم وكثرة الغازات وأوجاع الرأس..الخ، ثم إصابة العديد أيضا بأمراض مزمنة كالسكري، الذي هو في ارتفاع مستمر، وارتفاع ضغط الدم الذي أصبح يصيب حتى الصغار، والسمنة وارتفاع الدسم وغيرها.. إذ أصبح مرض السمنة الآن من بين الأمراض الأكثر انتشارا عبر العالم؛ فالبعض يعتبره وباء، لأن أكثر من مليار وسبعمائة مليون شخص عبر العالم يعانون من الزيادة في الوزن.
الإنسان المدني خاصة يكثر من أكل اللحوم (الدجاج، الهومبورفر، السمك..) والحليب ومشتقاته والبيض وغيرها.. هذه الاغذية تحتوي على كميات كبيرة من الدسم وتضر الخلايا والأنسجة، وتؤدي إلى فشل الأعضاء تدريجيا في أداء وظائفها إلى حد عجزها. ربما لا يصدق البعض بأن الإنسان كان لا يستهلك أكثر من 5,2 كلغ سكر في السنة، قبل قرنين، بينما أصبح الآن الفرد الواحد يستهلك ما يقارب 50 كلغ سكر كل سنة (لاحظ الفرق). علما أن السكر خال من العناصر الحية ولا يفيد الجسم بل يضره؛ حيث يضعف المناعة ويسبب انتفاخ البطن ويزيد من تراكم الغازات، وهو مصدر السمنة ومرض السكري.. الخ بالإضافة إلى الفرينة البيضاء، التي كما يعلم الجميع، هي خالية من الفيتامينات والأملاح المعدنية والأيونات، أي لا تحتوي على العناصر الحيوية التي يحتاجها الجسم، نظرا لطريقة صناعتها، وهذا كله يؤدي إلى ارتفاع نسبة الحموضة في الجسم، وبذلك يضعف هذا الأخير ولا يستطيع مقاومة الأمراض، ولا تحمّل الضغوطات المعاشة يوميا ولا التغيرات الجوية. كما يفتقد جسم الإنسان الحضري إلى الدسم غير المشبعة التي نحصل عليها من الزيوت النباتية والتي أصبحت مفقودة في الأسواق. لقد سمحنا بهذا السلوك للجراثيم أن تقوى أكثر وتتجدد وتصبح أكثر عدوانية ومقاومة للأدوية المستعملة عشوائيا، والتي أغلبها قد فقدت مفعولها.
إن ارتفاع الحموضة في الجسم بسبب الإفراط في تناول اللحوم والأغذية المكررة (الزيوت، الفرينة، السكر.. الخ) هو سبب العلل التي يعاني منها الكثير حاليا، زيادة على العياء والأرق والاضطرابات النفسية المعاشة، بسبب صعوبة المعيشة أكثر فأكثر.
حان الوقت لتدارك هذه الأخطار التي تهدد صحتنا جميعا ، خاصة بالنسبة لسكان المدينة، وهذا بالانتباه جيدا إلى وجباتنا الغذائية المتناولة يوميا سواء في المنزل أو خارج المنزل، واحترام الطريقة الأمثل في الأكل، أي جلوسا أمام الطاولة، وبعد غسل الأيدي، وجعل وجباته كلها (الصباحية، الزوال، العشاء) متوازنة ومتنوعة وغنية بالعناصر الحيوية وخالية من الدسم المشبعة، إلى جانب عدم الإكثار من العجائن واللحوم، بل الميول إلى الخضر أفضل دون الاستغناء عن الفاكهة.
مع تمنياتنا لكم بدوام العافية ان شاء الله