بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة (الحيض ) وذلك فيما رواه الإمام البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :- لما جئنا سرف حضت فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي . فقال : ما يبكيك أنفست ؟ قلت : نعم . قال " هذا شيء كتبه الله على بنات آدم " فهذا هو حقيقة الحيض ، فهو شيء قدره الله تعالى العليم الخبير على بنات آدم عليه الصلاة والسلام .
فالواجب تجاه هذا التقدير الحكيم الصبر والرضا وعدم التسخط كما يفعله بعض الجاهلات – هداهن الله تعالى .
وعلى كل حال فالحيض من الأمور التي قدرها الله على بنات آدم كما قدر جل وعلا أن يختص الرجال بالذكر والمرأة بالفرج فإن هذه الخصائص الخلقية هي من أمر الله الذي ينبغي فيه التسليم والرضا ، ولقد سمعنا ممن نثق به أنه وجد الآن في ديار الغرب من يسعى إلى تغيير جنسه من أنثى إلى ذكر ومن ذكر إلى أنثى وهذا هو عين الانتكاسة الفطرية وفساد نظام العالم وقرب الساعة { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين } فإن الله تعالى قال عنه { ولأمرنهم فليغيرن خلق الله } وهذا هو حقيقة التغيير ، لقد برت يمينك يا إبليس بفعل هؤلاء السفهاء فلا كفارة عليك ، والعجب من بعض المسلمين كيف يرضى بذلك ، لكن نعوذ بالله من أن يردنا الله تعالى إلى أسفل سافلين بعد أن خلقنا في أحسن تقويم . والله أعلم .
واختص الله النساء بالحيض دون الرجال قال تعالى { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } وقال تعالى "{ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } وقال تعالى { في أي صورة ما شاء ركبك } فالله تعالى هو الذي خلق هذا في النساء دون الرجال .
وهذا الحيض خلق لتغذية الجنين – وهذا من حكمه – والحمل والوضع من خصائص المرأة ، وأقول : إنك إذا رأيت إلى خلق الذكر والأنثى وجدت أن في خلقهما أشياء مشتركة وإن اختلفت صفاتهما الظاهرية ، كالوجه والرأس واليد والرجل والفم والأنف ونحوهما ، فهي موجودة في الذكور والإناث ، وهناك أشياء اختص بها أحدهما دون الآخر كالحيض فهو للنساء دون الرجال والذكر فهو للرجال دون النساء ، وكذلك اللحية فهي للرجال دون النساء ونحو ذلك ، وما ذلك إلا لحكم ومصالح ربانية لا يعلمها على وجه التفصيل إلا الله تعالى وإنما الذي يجب علينا التسليم والرضا لقضاء الله وقدره فيما خلق ، وكل أفعاله جل وعلا عين الحكمة والمصلحة . والله أعلم