السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جاد الله القرآني .. هل تعرفه ؟
البداية ..
في مكان ما في فرنساقبل ما يقارب الخمسين عاماً كان هناك شيخ -بمعنى كبير السن- تركي عمره خمسون عاماًاسمه إبراهيم ويعمل في محل لبيع الأغذية ..
هذا المحل يقع في عمارة تسكن في أحدشققها عائلة يهودية، ولهذه العائلة اليهودية إبن اسمه (جاد)، له من العمر سبعةأعوام ..
اليهودي جاد ..
اعتاد الطفل (جاد) أن يأتي لمحل العم إبراهيم يومياًلشراء احتياجات المنزل، وكان في كل مرة وعند خروجه يستغفل العم إبراهيم ويسرق قطعةشوكولاته ..
في يوم ما، نسي (جاد) أن يسرق قطعة شوكولاتة عند خروجه فنادى عليهالعم إبراهيم وأخبره بأنه نسي أن يأخذ قطعة الشوكولاتة التي يأخذها يومياً !
أصيب (جاد) بالرعب لأنه كان يظن بأن العم إبراهيم لا يعلم عن سرقته شيئاً وأخذيناشد العم بأن يسامحه وأخذ يعده بأن لا يسرق قطعة شوكولاته مرة أخرى ..
فقال لهالعم إبراهيم :” لا ، تعدني بأن لا تسرق أي شيء في حياتك ، وكل يوم وعند خروجك خذقطعة الشوكولاتة فهي لك” ..
فوافق (جاد) بفرح ..
مرت السنوات وأصبح العمإبراهيم بمثابة الأب والصديق والأم لـ (جاد)، ذلك الولد اليهودي ..
كان (جاد) إذا تضايق من أمر أو واجه مشكلة يأتي للعم إبراهيم ويعرض له المشكة وعندما ينتهييُخرج العم إبراهيم كتاب من درج في المحل ويعطيه (جاد) ويطلب منه أن يفتح صفحةعشوائية من هذا الكتاب وبعد أن يفتح (جاد) الصفحة يقوم العم إبراهيم بقراءةالصفحتين التي تظهر وبعد ذك يُغلق الكتاب ويحل المشكلة ويخرج (جاد) وقد انزاح همهوهدأ باله وحُلّت مشكلته ..
مرت السنوات وهذا هو حال (جاد) مع العم إبراهيم،التركي المسلم كبير السن غير المتعلم !
وبعد سبعة عشر عاماً أصبح (جاد) شاباً فيالرابعة والعشرين من عمره وأصبح العم إبراهيم في السابعة والستين من عمره ..
توفي العم إبراهيم وقبل وفاته ترك صندوقاً لأبنائه ووضع بداخله الكتاب الذيكان (جاد) يراه كلما زاره في المحل ووصى أبناءه بأن يعطوه (جاد) بعد وفاته كهديةمنه لـ (جاد) ، الشاب اليهودي !
علم (جاد) بوفاة العم إبراهيم عندما قام أبناءالعم إبراهيم بإيصال الصندوق له وحزن حزناً شديداً وهام على وجهه حيث كان العمإبراهيم هو الأنيس له والمجير له من لهيب المشاكل .. !
ومرت الأيام ..
في يومما حصلت مشكلة لـ (جاد) فتذكر العم إبراهيم ومعه تذكر الصندوق الذي تركه له، فعادللصندوق وفتحه وإذا به يجد الكتاب الذي كان يفتحه في كل مرة يزور العم في محله !
فتح (جاد) صفحة في الكتاب ولكن الكتاب مكتوب باللغة العربية وهو لا يعرفها ،فذهب لزميل تونسي له وطلب منه أن يقرأ صفحتين من هذا الكتاب ، فقرأها !
وبعد أنشرح (جاد) مشكلته لزميله التونسي أوجد هذا التونسي الحل لـ (جاد) !
ذُهل (جاد) وسأله : ما هذا الكتاب ؟
فقال له التونسي : هذا هو القرآن الكريم ، كتابالمسلمين !
فرد (جاد) وكيف أصبح مسلماً ؟
فقال التونسي : أن تنطق الشهادةوتتبع الشريعة
فقال (جاد) : أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسولالله
المسلم جاد الله..
أسلم جاد واختار له اسماً هو “جاد الله القرآني” وقداختاره تعظيماً لهذا الكتاب المبهر وقرر أن يسخر ما بقي له في هذه الحياة في خدمةهذا الكتاب الكريم ..
تعلم (جاد الله) القرآن وفهمه وبدأ يدعو إلى الله فيأوروبا حتى أسلم على يده خلق كثير وصلوا لستة آلاف يهودي ونصراني ..
في يوم ماوبينما هو يقلب في أوراقه القديمة فتح القرآن الذي أهداه له العم إبراهيم وإذا هويجد بداخله في البداية خريطة العالم وعلى قارة أفريقيا توقيع العم إبراهيم وفيالأسفل قد كُتبت الآية : “أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة” !
فتنبه (جاد الله) وأيقن بأن هذه وصية من العم إبراهيم له وقرر تنفيذها ..
ترك أوروباوذهب يدعوا لله في كينيا وجنوب السودان وأوغندا والدول المجاورة لها ، وأسلم علىيده من قبائل الزولو وحدها أكثر من ستة ملايين إنسان .. !
وفاته ..
(جاد اللهالقرآني) ، هذا المسلم الحق، الداعية الملهم، قضى في الإسلام 30 سنة سخرها جميعهافي الدعوة لله في مجاهل أفريقيا وأسلم على يده الملايين من البشر ..
توفي (جادالله القرآني) في عام 2003م بسبب الأمراض التي أصابته في أفريقيا في سبيل الدعوةلله ..
كان وقتها يبلغ من العمر أربعة وخمسين عاماً قضاها في رحاب الدعوة ..
الحكاية لم تنته بعد .. !
أمه ، اليهودية المتعصبة والمعلمة الجامعيةوالتربوية ، أسلمت في العام الماضي فقط ، أسلمت عام 2005م بعد سنتين من وفاة إبنهاالداعية ..
أسلمت وعمرها سبعون عاماً ، وتقول أنها أمضت الثلاثين سنة التي كانفيها إبنها مسلماً تحارب من أجل إعادته للديانة اليهودية ، وأنها بخبرتها وتعليمهاوقدرتها على الإقناع لم تستطع أن تقنع ابنها بالعودة بينما استطاع العم إبراهيم،ذلك المسلم الغير متعلم كبير السن أن يعلق قلب ابنها بالإسلام ! وإن هذا لهو الدينالصحيح ..
أسأل الله أن يحفظها ويثبتها على الخير ..
ولكن، لماذا أسلم؟
يقول جاد الله القرآني ، أن العم إبراهيم ولمدة سبعة عشر عاماً لم يقل “ياكافر” أو “يا يهودي” ، ولم يقل له حتى “أسلِم” .. !
تخيل خلال سبعة عشر عاما لميحدثه عن الدين أبداً ولا عن الإسلام ولا عن اليهودية !
شيخ كبير غير متعلم عرفكيف يجعل قلب هذا الطفل يتعلق بالقرآن !
سأله الشيخ صفوت حجازي عندما التقاه فيأحد اللقاءات عن شعوره وقد أسلم على يده ملايين البشر فرد بأنه لا يشعر بفضل أو فخرلأنه بحسب قوله رحمه الله يرد جزءاً من جميل العم إبراهيم !
————
*: هذهالقصة ذكرها الشيخ صفوت حجازي في ندوة على قناة النجاح وقد أتبعها بعدة استنتاجاتوفوائد فضلت عدم ذكرها لترك مجال التفكر مفتوح
تحديث في يوم الأحد 5 نوفمبر 2006الموافق 14 شوال 1427هـ
يقول الدكتور صفوت حجازي بأنه وخلال مؤتمر في لندن يبحثفي موضوع دارفور وكيفية دعم المسلمين المحتاجين هناك من خطر التنصير والحرب، قابلأحد شيوخ قبيلة الزولو والذي يسكن في منطقة دارفور وخلال الحديث سأله الدكتورحجازي: هل تعرف الدكتور جادالله القرآني ؟
. وعندها وقف شيخ القبيلة وسألالدكتور حجازي : وهل تعرفه أنت ؟
. فأجاب الدكتور حجازي: نعم وقابلته في سويسراعندما كان يتعالج هناك ..
. فهم شيخ القبيلة على يد الدكتور حجازي يقبلهابحرارة، فقال له الدكتور حجازي: ماذا تفعل ؟ لم أعمل شيئاً يستحق هذا !
. فردشيخ القبيلة: أنا لا أقبل يدك، بل أقبل يداً صافحت الدكتور جاد الله القرآني !
. فسأله الدكتور حجازي: هل أسلمت على يد الدكتور جاد الله ؟
. فرد شيخ القبيلة: لا، بل أسلمت على يد رجل أسلم على يد الدكتور جاد الله القرآني رحمه الله !!
سبحانالله، كم يا ترى سيسلم على يد من أسلموا على يد جاد الله القرآني ؟!
والأجر لهومن تسبب بعد الله في إسلامه، العم إبراهيم المتوفى منذ أكثر من 30 سنة!
منقول