موضوع: لقــــــــــــاءٌ فـي عتمــــــةِ نفــــق. الخميس 9 يوليو - 16:43:42
بسم الله الرحمن الرحيم.
إخواني قصة حـــــــــب في أرض العــــــــز ولا أروع ...حتى في قصص الحب هم يتقنون
اجمل الشعور والحب عندهم حتى في أصعب أحوال العيش لا يزول ...إقرأ القصة وأجبوني هل
نستطيع يوما أن نضحي بما هم يضحون ...هل نكون يوما كما هم الآن كائنون??????????..
صقيع لا يشبه كل الأعوام، وأطرافٌ ترتجف من البرد، ترتجي لحظة دفيء في زمنٍ أصبح فيه الدفء أشبه بحكايات التراث القديمة، وقصص جدتي التي أرهقتنا بها _ حينما كانوا يجتمعون على كانون النّار .. هناك في فلسطين".
ترى كيف يمضي أحمد وقته الآن؟
هل يأكل جيداً ؟ هل ينام جيدا ؟
_ سلمى، تعالي افتحي الباب
_ حاضر أمي
قطعت أمي صمتيّ العذري، فاتجهتُ لطارق الباب، فإذا بها جارتنا "نوّارة" رفيقة جدتي _ رحمها الله _ أشعر أن " نوّارة " هذه، تشبه السنديانة العتيقة، وتراتيل العذراء، وتقترب بعطائها للآلهة " عنات " ، فكثيراً ما كانت ترسل لنا صينية " البسبوسة "، خاصة حينما تقدم لخطبتي أحمد، فكانت تقول لي : اطعمي خطيبك حتى يشبع .
أحمد ..
كم تفصل بيننا المسافات يا عزيزي، ما الذي حملك على السفر بدوني، وأي إرادة تحملها تُصبّرك على الفراق، لقد ذاب قلبي وجداً عليك، فما أتعس اللحظة التي أحتاج فيها إليك ولا أجدك ..
يااااه ..
كيف كنّا وكيف صرنا ..
" تحركت سلمى بهدوء نحو النافذة، تراقب ما تبقى من نهار، وتستذكر يوم أن كان أحمد يلوح لها بيده حينما يعود من عمله، ثم يصعد لبيتهم باحثاً عن طعامٍ شهي تصنعه أمها ، أو يبحث عن عينين دافئتين، أحبهما بصدق، وتمنى أن يكمل حياته معهما "
كان أحمد لا يزال في السنة الأخيرة من الجامعة حينما جاء وأهله ليسكنوا بجوارنا، ومنذ أن جاء هؤلاء السكان الجدد، وأنا أشعر أنني أحبهم كثيراً، ثم لم تلبث مشاعري أن اتجهت صوب أحمد ..
كنتُ أحبه بصمت، وأحتاجه بصمت، وألعن الخجل .. أيضاً بصمت، ولكن ثمة إحساس را و دني أن أحمد يميل لي ..
كنّا في زيارتهم ذات مرة، رأيته ينظر إليّ بدفء، ارتعشت كثيراً، لم أصدق نفسي، عدتُ لمنزلنا، خفت أن يرى أحداً تلك الفرحة في عيوني، فأخفيت سعادتي تحت لحافي، وثمة أرقٌ لذيذ يراودني ..
وجاء اليوم الذي لم أصدق فيه قلبي، فقد زارتنا خالتي " أم أحمد " ومعها " دينا " ابنتها الكبرى، ليطلباني زوجة لأحمد، ..
ماذا يمكن أن نسمي اللحظة المستحيلة في حياتنا، حينما تتحول واقعاً ملموساً ..!!
وكيف ندرك ونعي أن ما يدور حولنا، حقيقة نلمسها .. !!
أخيراً، أصبح أحمد في حضرة قلبي، شرعت له الأبواب والنوافذ، وكتبت له الرسائل وأرسلت له الورود، واستمرت خطبتنا قرابة الخمسة أشهر، على أن نتزوج في صيف يوليو ...
ولكننا نعيش بحكم القدر، فقد مرض والد أحمد _ الذي يعيش في غزة، ويعمل في الجيش هناك_ فسافر أحمد وعائلته لوالده، على أن يعود بعد فترة لإتمام زواجنا .
سافر أحمد إلى غزة، وسافر معه قلبي المسافر دوماً، وسافرت معه كل جوارحي، ونبضي وعمري .. ،
مضى شهران على غيابه، كانت صحة والده تتحسن باستمرار، ويوم أن قرر العودة، كانت الطرق قد أقفلت، والمعابر أغلقت، وباعد الظلم بين قلبين مسافات ومسافات ..
كنا كل يوم نسمع أخباراً بالانفراج، وننتظر أن تفتح المعابر من جديد، ولكن الأمر كان يزيد تعقيداً يوماً بعد يوم، والحصار في غزة يزيد، وقلبي هناك يرنو للقاء ..
اتصل بي أحمد في ليلة عرسنا الموعودة، أخذ يهدئ من خاطري، ويحملني على جناح الرفق والعطف، ويمنيني بمستقبل سيكون أجمل من ذي قبل، كان يقول لي ذلك، وأصوات القصف لا تتوقف على غزة ..
لقد كان أشد قهراً مني، فكم أخبرني أنه يحبني أكثر مني، وكم أخبرني عن لهفته للقائي، فكنت أستذكره في كل لحظة تمر عليّ شوقاً وانتظاراً .
_ هل لكِ أن تغامري؟
_ أغامر بماذا يا أحمد ؟
_ سنلتقي يا سلمى، ولكن بطريقة أخرى..
_ ألن تأتي إلىّ ؟
_ أنتِ من ستأتين إليّ ..
_ كيف ؟
_ سأخبركِ الآن ..
وأخبرني أحمد بقصة النفق الذي يحاول المحرومون الدخول منه، والوصول إلى الطرف الآخر، ورغم ما يمكن أن نجده من معاناة إلا أنني صممت على المضي..
وكان اليوم الموعود، فجهزت نفسي، حيث رافقني والدي، وهو يتألم على مصيري المجهول، فالنفق الذي سأمر منه، لا يتسع لمرور قطة، فكيف بفتاة في مثل سني ..
ولكنني لم أجد أملاً إلا هذا الطريق .
وصلنا إلى حيث نقطة الانطلاق، وقد اتفق أحمد مع بعض معارفه أن يستقبلني هناك، ويوجهني للطريق الصحيح، وهو ينتظرني على الطرف الآخر ..
لقد راعني ما شاهدت،
كان حول النفق الكثير من البشر الذين ينتظرون أحبتهم وأهلهم من الطرف الآخر، وأخر ينادي بـ" 500 دولار للشخص الواحد " ، وبينما أتأمل هذه المشاهد، إذ بسيدة تخرج من طرف النفق، وكأنها امرأة مَوات، شاحبة الوجه واللون، مغبرة الجسد، فالتقت بولدها ، والتحم الجزء بالكل، شوقاً واصطباراً .
قررت الدخول إلى النفق..
ودعني والدي وهو يتقطع ألماً ..
_ حينما تصلي للطرف الآخر هاتفيني ...
دخل الشاب قبلي، وأخبرني أن أتبعه في كل حركة يفعلها، وباسم الله دخلنا هذا الممر المظلم، أتبع الشاب في كل حركاته، حتى شعرت للحظة أنني غير قادرة على الاستمرار، ولم أستطع التنفس بشكل طبيعي.
حاول الشاب أن يساعدني، ولكنني لم أستجب له، فقد نال منّي الإعياء ما نال، وأظلمت الدنيا أمام عينيّ.
كان الشاب في حالة من الارتعاب وهو يراني بهذه الحالة، فإذ به ينادي بصوته:
- أختي سلمى، أحمد بانتظارك، هاهو ينادي، لقد سمعت صوته الآن ..
بلا وعي، كان جسدي يتحرك بخفة، وكأنني أركض خلف فراشات الزهور، وما هي إلا دقائق حتى كانت يدٌ دافئة تمسك بي وتقول لي :
_ حمد الله عالسلامة يا سلمى .
إعتدت دوما وفي كل مقال أن اكتب كلمتي ولكن هده القصة لم تترك كلمات فأين نحن من هؤولاء..
مـــى نائبة المدير
عدد المساهمات : 11237تاريخ التسجيل : 20/04/2009 العمر : 34 الموقع : من بلادى (مصر) المزاج : كلون تراب ارضـــى
ما اروع هذا الحب الطاهر ما اروع تلك القصة حتى فى اسوا الظروف يعلمونا كل شيئ حتى الحب لم يكفيهم ان علمونا معنى الشهادة ا علمونا معنى التضحية ان علمونا قيمة الوطن ان علمونا عظمة الارض والان يعلمونا معنى الحب ما اروع ذلك الشعب الله نصرهم على الاعداء
بارك الله فيكى يا جينا باااااااااااااااربك الله فيكى
مي هدا هو هدفي من وضع الحكاية ...هم شعب تعلمو من النضال ...أحلامهم لتزال رغم البارود والنار ...فلم توقفهم لا حدود ولا أنفاق فهم قادمون وقائمون رغم الحصار .... علمونا دورسا هي حقا دروس لرجال احرار. شرفني مرورك مي.