موضوع: الرحالة العظيم إبن بطوطة الأحد 3 يوليو - 3:23:38
الســـــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الرحالة العظيم إبن بطوطة
هو الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي ثم الطنجي المعروف بابن بطوطة، وُلِدَ في طنجة، عام (703هـ= 1304م)، ينتمي إلى قبيلة «لواتة»، وهي قبيلة أمازيغية كبيرة، كانت بطونها تنتشر على طول الساحل الإفريقي الشمالي من المحيط إلى ليبيا.
يُعدُّ ابن بطوطة أشهر رحالة مسلم، بل سيد رحالة القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي دون منازع؛ حيث إنه قضى 28 عامًا متنقلاً أو مرتحلاً في أجزاء العالم المعروف في أيامه، وقد بدأ رحلته التي استغرقت كل هذه السنين من موطنه في طنجة مجتازًا ساحل شمال إفريقيا، حتى وصل إلى مصر، ومنها إلى جزيرة العرب، ثم الشام، ثم بلاد فارس، ثم البحرين، وعُمان، ثم شرق إفريقيا، بعدها تجوَّل في آسيا الصغرى والقرم وحوض الفولجا الأدنى - الجنوبي - ودخل القسطنطينية ثم توجَّه شرقًا إلى خوارزم وبخارى وكردستان وأفغانستان والهند - حيث مكث ثماني سنوات، ثم زار جزر المالديف وبعض جزر الهند الشرقية والصين، وكان قد بدأ تلك الرحلة سنة (1325م) ليعود إلى طنجة سنة (1347م)، واتصل ابن بطوطة خلال رحلاته تلك بالكثير من الملوك والأمراء، فمدحهم - وكان ينظم الشعر - واستعان بِهِبَاتِهم على أسفاره.
بعد ذلك قام برحلتين قصيرتين: الأولى في ربوع الأندلس سنة (1350م)، والثانية في السودان ووسط إفريقيا سنة (1352م)؛
ليعود ويستقرّ في فاس سنة 1354م؛ ليملي فيها وصف رحلته التي سماها: «تحفة النظار وغرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، والمشهور لدينا باسم «رحلة ابن بطوطة»، وقد أملاها على ابن جُزي الكاتب ببلاط السلطان المغربي أبي عفان المريني، وذلك سنة (1356م).
وقد قُدِّرت المسافة التي قطعها ابن بطوطة في رحلته بنحو 120 ألف كيلو متر... ولنا أن نتخيل أي رحلة تلك وأي رحَّالة كان ابن بطوطة؛ إذا تصورنا وسائل النقل التي كانت متوفرة في تلك الحقبة من الزمن !!!
وتستمد رحلات ابن بطوطة قيمتها من تميُّز صاحبها عن سواه من الرحالة السابقين في التفوق في الدرس؛ إذ لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ألَمَّ بها وبسطها بتفصيل، وإذا كان ابن بطوطة سابع سبعة من أعلام الرحالة العرب (المقدسي والإدريسي وابن جبير والسمعاني وياقوت والبيروني)، إلا أنه أكثرهم تميّزًا، وأشدهم عناية بالحديث عن الحالة الاجتماعية للمجتمع أو البلد الذي يراه.
قال ابن جزي –تلميذ ابن بطوطة وكاتب كتابه-: لا يخفى على ذي عقل أن هذا الشيخ هو رحال العصر، ومَنْ قال: رحال هذه الملة لم يبعد، ولم يجعل بلاد الدنيا للرحلة. واتخذ حضرة فاس مقرًّا ومستوطنًا بعد طول جولانه.