الســـــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هل أنت مرآة أخيك
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ، وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ؛ يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ)) رواه البخاري في الأدب المفرد (رقم: 239)، وأبو داود (2 / 304)، وحسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة: 926، رحمة الله على الجميع.
قال صاحب "عون المعبود شرح سنن أبي داود" (13/ 177، 178):
[(الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ) بكسر ميم ومد همز.
أي: آله لإراءة محاسن أخيه ومعائبه؛ لكن بينه وبينه؛ فإنَّ النَّصيحة في الملأ فضيحة.
وأيضًا هو يرى من أخيه ما لا يَراه من نفسه؛ كما يرسم في المرآة ما هو مختف عن صاحبه فيراه فيها؛ أي: إنما يعلم الشخص عيب نفسه بإعلام أخيه؛ كما يعلم خلل وجهه بالنظر في المرآة.
(يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ)؛ أي: يمنع تلفه وخسرانه؛ فهو [مرة] من الضياع.
وقال في النِّهاية: (وضيعة الرجل) ما يكون مِن معاشه؛ كالصنعة، والتجارة، والزراعة، وغير ذلك؛ أي: يجمع إليه معيشته ويَضمُّها له.
(وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ)؛ أي: يحفظه، ويصونه، ويذبُّ عنه بقدر الطاقة]. ا. هـ.
وقال الشيخ العبَّاد -حفظه الله- في شرح سنن أبي داود (28/200):
[(يَكفُّ عَليهِ ضيعتهُ)؛ أي: يكون عونًا له على المحافظة على كل ما من شأنه المحافظة عليه.] ا. هـ
وقال المنَّاويُّ -رحمه الله- في فيض القدير (6/ 328):
[(وَيَحوطهُ مِنْ وَرَائِهِ)؛ أي: يحفظه، ويصونه، ويذبُّ عنه، ويدفع عنه من يغتابه أو يُلحِق به ضررًا، ويعامله بالإحسان بقدر الطاقة، والشفقة، والنصيحة، وغير ذلك.
قال بعض العارفين: كن رداءً وقميصًا لأخيك المؤمن، وحُطْهُ من ورائه، واحفظه في نفسه وعرضه وأهله؛ فإنَّك أخوه بالنَّص القرآني؛ فاجعله مرآة ترى فيها نفسك، فكما يزيل عنك كل أذى تكشفه لك المرآة؛ فأزل عنه كل أذى به