أجمعت قوى شعبية وسياسية على دعوة الشعب المصرى للزحف المليونى اليوم عقب صلاة الجمعة إلى التحرير، ومبنى الإذاعة والتليفزيون، والبرلمان، فيما أُطلق عليه «جمعة الرحيل»، فى إشارة إلى رحيل مبارك.
وكان يوم الأمس قد شهد سيطرة مجموعة من اللجان الشعبية، أطلقوا على أنفسهم اسم «الثوار»، على الوضع بميدان التحرير، حاملين دروعا مصنوعة من الخشب وعلى مقربة منهم كميات كبيرة من الحجارة لصد أى هجوم، إلى جانب وجود مصفحات تابعة للجيش على جميع مداخل الميدان، فيما تواصل إلقاء القبض منذ الصباح أمس الأول على عدد كبير من البلطجية تبين أن بعضهم «ضباط بأمن الدولة»، طبقا لبطاقات هويتهم.
وقال أدهم المصرى، مسئول أمن باللجان الشعبية: «سلمنا منذ معركة الأمس أكثر من 400 شخص إلى الجيش»، منوها إلى أن غالبية المقبوض عليهم من أفراد الشرطة والداخلية وعناصر تابعة للحزب الوطنى.
وقدرت مصادر طبية عدد الشهداء بنحو 6 شهداء، وأكثر من ألف جريح فى مواجهات أمس الأول الدامية، حيث أوضح الأطباء الموجودون بالمستشفى الميدانى بميدان التحرير أن الإصابات معظمها إصابات بطلقات نارية حية، وحروق، وضربات فى الرأس والقدم، بحسب محمود عبدالرحمن، طبيب جراحة أنف وأذن يعالج المصابين.
وقال عبدالرحمن «أكثر ما شاهدته إيلاما اختراق رصاص حى منطقة رأس مواطن أعزل، وقطع جزء من الجمجمة من مسافة تبعد 4 أمتار فقط».
وأكد عبدالرحمن أن عددا كبيرا من المصابين أقسموا على ألا يعودوا إلى بيوتهم إلا بعد رحيل مبارك.
وتناقل المعتصمون بالميدان روايات لكيفية مواجهة ما وصفوه بالغارات الحربية عليهم طيلة ليلة أمس الأول، حيث «استخدم البلطجية جميع أشكال الأسلحة لقمع وإرهاب وترويع المواطنين فى محاولة فاشلة لتفريق المظاهرة» بحسب ما قالوه لـ«الشروق» التى رصدت عددا من الأسلحة المستخدمة التى قام أفراد أمن من اللجان الشعبية بتجميعها فى مكان واحد، بينها زجاجات حارقة «مولوتوف»، وسنج، وتروس حادة، وطلقات رصاص حى، إضافة إلى وجود أسلحة آلية استخدمها البلطجية.
وعلى جانب متصل، قال عبدالجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير وسط الجموع الحاشدة بميدان التحرير إن «قوى التغيير متحدة فى أهدافها وآليات عملها من أجل مواصلة الاعتصام والحشد فى ميدان التحرير فى أعداد مليونية، لإظهار تصميم الشعب على التغيير الديمقراطى، متمثلا فى إزاحة الرئيس من السلطة، وحل البرلمان المزور، وإلغاء الطوارئ»، مشددا على أن قوى التغيير لا ترفض الحوار مع سلطة الحكم من حيث المبدأ، لكنها تشترط رحيل النظام.
واتهم مصطفى ما وصفه «بسلطة حكم مبارك والداخلية وأمن الدولة» بترويع المعتصمين المسالمين بعد أن قتلوا منهم 6 شهداء فى ساعات الليل.
وقال محمد أبوالغار إن «النظام يستغل أقذر الطرق لمنع المظاهرات السلمية» إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل، حيث شهد العالم أحداث أمس الأول المؤسفة.
وأشار متظاهرون إلى أن هناك محاولات من بلطجية تابعين للوطنى باختراق الميدان من شارع محمود بسيونى، لكن من أطلقوا على أنفسهم «الثوار» وقفوا بأجسادهم وما يحملون من طوب بمواجهتهم، لكن ميدان التحرير بجميع مداخله ومخارجه تم تأمينها بشكل كامل، لمحاولة تفريقهم ومنع دخول البلطجية التابعين للحزب الوطنى، بحسب القوى الوطنية الموجودة بالميدان حاليا.
وقال «الثوار» إنهم أسروا 100 بلطجى، واحتفظوا بهم فى سجن شعبى مخصص لحالات البلطجة التى يتم القبض عليها، فيما وزع الثوار أنفسهم على مداخل الميدان من جميع الجوانب ونظموا أنفسهم لصد أى محاولات مجددة لاختراق الميدان.
وأطلعت «الشروق» على بطاقات هوية لعناصر تابعة للشرطة والداخلية كتب عليها «أمناء شرطة أو مخبرون سريون».