حررو الشروق والمحافظات: -
«الشروق» تحصر آلاف الشباب والأطفال والشيوخ الذين سقطوا برصاص الأمن والأسلحة البيضاء والشظايا والدخان
فى الوقت الذى أكدت فيه وزارة الصحة رسميا عن عدم وضوح الرؤية بشأن أعداد الشهداء والمصابين الذين سقطوا فى الاحتجاجات المصرية بداية من تاريخ 25 يناير الماضى وحتى أمس، حاولت «الشروق» رصد أعداد الشهداء والمصابين على مستوى محافظات مصر من خلال مراسليها، وبدا أن أغلبها فى القاهرة الكبرى والقليوبية ومحافظات السويس والإسكندرية، وتبين عدم وجود وفيات تقريبا فى محافظات الصعيد بالكامل، إلا ممن استقبلوا أبناءهم المتوفين من الإسكندرية والسويس والقاهرة. وشهدت القاهرة الكبرى أعلى نسبة إصابات ووفيات على مستوى مصر. كما لم تظهر حالات وفاة فى محافظتى جنوب سيناء ومطروح. أما الإصابات فبلغت الآلاف دون أدنى مبالغة، ولم تظهر بعد أعدادها الحقيقية لخروج المصابين فور تداويهم حتى وإن كانوا قد أصيبوا بعاهات مستديمة. كما بدا من الإصابات وخصوصا خلال جمعة الغضب الماضية برصاص و«خراطيش» الأمن، وبعضها بشظايا زجاجية وكسور من جراء الاشتباكات والفرار والكر والفر، أما أمس الأول الأربعاء فكانت معظم الإصابات من جراء تبادل التراشق بالحجارة والطعنات بالأسلحة البيضاء.
وأكد وزير الصحة أحمد سامح فريد أمس أن إجمالى عدد ضحايا اشتباكات ميدان التحرير التى وقعت مساء أمس الأول الأربعاء بين مؤيدى ومعارضى نظام الرئيس مبارك، حتى الآن بلغ 5 قتلى و 836 جريحا، ونفى أن يكون عدد الجرحى نتيجة الاشتباكات بين المتظاهرين فى ميدان التحرير قد تخطى الالف، مؤكدا أن معظم المصابين توجهوا إلى بيوتهم بعد معالجتهم.
وأكدت مصادر داخل وزارة الصحة أنه لا توجد أعداد دقيقة بضحايا المظاهرات منذ بداية أحداث يوم الغضب، كما أن أعداد الوفيات التى لم تحصر حتى الآن، وجار حصر كل من المصابين والمتوفين فى الأحداث الأخيرة على مستوى الجمهورية نظرا لكثرة أعداد المصابين وانتشارهم فى أكثر من مستشفى فى كل محافظة.
وكشفت أرقام مديريات الصحة فى محافظتى الجيزة و6 أكتوبر سقوط ما لا يقل عن 30 شهيدا، فضلا عن مئات الإصابات.
وفى مستشفى المعادى العسكرى قالت مصادر طبية إن مستشفى المعادى العسكرى استقبل خلال الجمعة الماضية 15 جثة لشباب وأطفال أحداث لقوا مصرعهم بالرصاص الحى على أيدى أفراد الأمن المركزى فى آخر ساعات الجمعة، فى أعقاب مواجهات بين المواطنين والشرطة أمام نقطة شرطة دار السلام.
وأوضحت المصادر أن المستشفى استقبل أيضا أكثر من 40 مصابا بالرصاص الحى والمطاطى فى هذه المواجهات، معظمهم فى حالة صحية خطيرة، وتم إجراء عمليات عاجلة لهم قام بها أطباء جراحات القلب والمخ والأعصاب.
ومن جانبه أوضح مدير معهد ناصر د. بهاء أبو زيد أن المستشفى استقبل 251 حالة إصابة منذ جمعة الغضب، من بينهم 39 حالة فقط ما زالت تتلقى العلاج فى المستشفى بعد خروج الإصابات المتبقية، كما استقبل المستشفى 51 حالة أمس الأول أغلبها جروح سطحية، ما عدا 4 حالات محتجزة لإصابات فى الرأس وكسر فى العظام، بالإضافة إلى إرسال سيارة إسعاف مجهزة داخل ميدان التحرير وعالجت 350 حالة إصابة بشكل فورى.
وأشار د. محمد شوقى مدير مستشفى المنيرة أن المستشفى استقبل أمس الأول نحو 167 حالة، أغلبها نتيجة التراشق بين المتظاهرين، وتم علاجها وخرجت جميعها، لافتا النظر إلى أن المستشفى استقبلت أكثر من 750 حالة منذ بداية أحداث يوم الغضب، بنحو 150 حالة يوميا، باستثناء يوم الثلاثاء الذى لم يستقبل المستشفى أى حالات خلاله.
واستقبل مستشفى قصر العينى التابع لجامعة القاهرة ومستشفى الدمرداش التابع لجامعة عين شمس نحو 1500 مصاب و20 حالة وفاة منذ بداية تظاهرات الغضب فى القاهرة الكبرى. القصر العينى استقبل نحو 800 مصاب وخمس حالات وفاة، والدمرداش استقبل باقى المصابين ووصلت حالات الوفاة به إلى 15 حالة وفاة، كان أغلبها بسبب استخدام الرصاص الحى والمطاطى وإصابات نافذة إلى القلب باستخدام أدوات حادة، وكسور بالجمجمة بسبب استخدام الطوب، وحروق من جراء استخدام الزجاجات الحارقة.
وقال مدير مديرية الصحة بمحافظة حلوان الدكتور محمد نعمة الله إن مستشفيات حلوان التابعة لوزارة الصحة استقبلت حتى الآن أكثر من 40 مصابا و10 وفيات، فى حين كشف مصدر مسئول بمديرية الصحة بحلوان ــ رفض نشر اسمه ــ أن أعداد المصابين بمستشفيات محافظة حلوان تعدوا الـ300 مصاب، وأكثر من 30 متوفى.
وفى محافظة السويس استشهد 25 من أبناء المحافظة على أقل تقدير، حسب كلام الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية فى حرب 73، الذى كان يتسلم الشهداء، مؤكدا أن أقل تقدير لأعداد الشهداء فى السويس بلغ 25 شهيدا أكثرهم شباب، و20% تقريبا من الأطفال.
فضلا عن تأكيد أحزاب المعارضة فى السويس بأن هناك كارثة بشرية حدثت فى السويس خلال احتجاجات الأيام الماضية، أثناء حصار ميدان الإسعاف بحى الأربعين بداية من يوم 25 يناير وحتى جمعة الغضب، خلال هذا التوقيت سقط عدد من القنابل المسيلة للدموع على المنازل والبيوت بلغت أكثر من ألفى قنبلة، وهو ما أدى لوفاة أطفال داخل منازلهم تأثرا بالاختناق الشديد، وتم دفنهم فى المقابر بدون إذن نيابة أو تشريح الجثث أو العرض على الأطباء بمعرفة أجهزة الأمن وحدها.
بعد انتهاء الأزمة والكلام على لسان طلعت خليل عمر، رئيس حزب الغد بالسويس سيتم حصر أسماء الجثث لمعرفة العدد الحقيقى لشهداء السويس والتحقيق فى ظروف وفاتها.
وفى محافظة بورسعيد، استشهد 5 معظمهم من الشباب مساء جمعة الغضب الماضية 10 شهداء آخرين فى الأيام التالية، ونحو 150 مصابا، حسب أرقام مديرية الصحة الرسمية بمحافظة بورسعيد.
وفى محافظة الإسماعيلية تبين سقوط نحو 15 بينهم سيدة ومواطن يبلغ 45 سنة أما الباقون جميعهم فمن الشباب بداية من سن العشرين وحتى الثلاثين، فضلا عن مئات الإصابات بلغت 415 على أقل تقدير بعضها برصاصات الأمن فى العين والظهر، ومن بينها عاهات مستديمة.
وفى شمال سيناء أكدت مصادر طبية سقوط خمسة شهداء على أقل تقدير، وغالبيتهم تجاوزت أعمارهم بين 18 عاما (محمد عاطف) وأكبرهم يبلغ 39 عاما، فضلا عن إصابة 75 بعضها إصابات بالغة، فضلا عن وفاة 10 من جهاز الشرطة فى منطقتى رفح وكمين شرطة الريسة بمدخل مدينة العريش. ولولا نجاح المواطنين فى إخلاء عدد كبير من المنازل التى شهدت جنبات شوارعها فى الطريق الدولى لمات أطفال تأثرا بالقنابل المسيلة للدموع. فضلا عن إصابة عدد كبير من المواطنين برصاص الشرطة.
وحسب آخر البيانات الرسمية الصادرة عن وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية الدكتور سلامة عبد المنعم سقط 62 شهيدا خلال الأيام الماضية، فضلا عن مئات المصابين.
وفى الفيوم شهدت أيام الجمعة والسبت والأحد الماضية سقوط 3 شهداء ونحو 100 مصاب.
فى القليوبية توفى 50 سجينا بسجن أبو زعبل، نتيجة تبادل إطلاق النار بين أهالى المساجين وقوات الشرطة القليلة التى حاولت الدفاع عن السجن دون جدوى. أما السبت الماضى فشهد سقوط 9 شهداء معظمهم من الأطفال وبينهم كهول فى منطقة شبرا الخيمة وحدها، فى مواجهة قوات الأمن ضد المتظاهرين. وخلال الأيام الماضية استشهد 4 الأحد الماضى فى منطقة الخصوص أثناء مواجهات بين البلطجية والمواطنين الذين استشهدوا دفاعا عن أموالهم وأرواحهم وذويهم. وفى الخصوص أيضا قتل شخصان تأثرا بجراحهما أثناء محاولتهم التخريب والنهب والسلب. كما استشهد رئيس مباحث التموين المقدم طارق نور بمنطقة شبرا الخيمة على أيدى بلطجية استغلوا ظروف الفوضى التى شهدتها مصر.
وقدمت محافظة الدقهلية 5 شهداء بينهم طفلة (أسماء) تبلغ 11 عاما، إضافة إلى أكثر من مائة مصاب، بينهم من أصيب بارتجاج فى المخ وجروح ورصاص الأمن. وفى محافظة مطروح بلغ عدد المصابين 62 مصاب.
وفى محافظة سوهاج تم دفن شهيد يعيش فى السويس وينتمى إلى أسرة سوهاجية بقرية الخازندارية بمركز طهطا.
أما عدد المصابين فتعدى المائة، ومعظمهم من الإخوان المسلمين والشباب.