قال رسول الله صلى الله علية وسلم ( يؤتى يوم القيامة برجال لهم أعمال كجبال تهامة ييضا فيجعلها الله هباء منثورا،لأنهم كانوا إذا اختلوا بمحارم الله انتهكوها)السؤالالسلام عليكم ، أردت أن أسأل عن الحديث الشريف ( يؤتى يوم القيامة برجال لهم أعمال كجبال تهامة ييضا فيجعلها الله هباء منثورا،لأنهم كانوا إذا اختلوا بمحارم الله انتهكوها) هل المقصود بذلك المبتلى بمعصية ولكنه لا يجاهر فيها بين الناس. وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث أخرجه ابن ماجه في سننه عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً، فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً". قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: "أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها" والمراد بهؤلاء: من يبتعد عن المعصية ويتظاهر بالصلاح مراعاة للناس، وأمام أعينهم، وبمجرد أن يخلو بنفسه ويغيب عن أعين الناس سرعان ما ينتهك حرمات الله، فهذا قد جعل الله سبحانه أهون الناظرين إليه، فلم يراقب ربه، ولم يخش خالقه، كما راقب الناس وخشيهم، أما من يجاهد لترك المعاصي، ولكن قد يضعف أحياناً من غير مداومة على مواقعة المحرمات، ولا إصرار عليها، فيرجى ألا يكون داخلاً في ذلك.
والله أعلم.
--------------
السؤالبسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي عن معنى حديث للنبي صلى الله عليه وسلم والذي فيما معناه (أنه يأتي أقوام يوم القيامة بحسنات كالجبال فيجعلها الله هباءً منثورًا، فقيل: عرفهم لنا يا رسول الله فقال: هم قوم إذا خلوا بمحارم الله اتنهكوها .... ) وعن معنى حديث آخر وهو (كل أمتي معافاً إلا المجاهرون... ) , فأنا في
حيرة بين الحديثين , فإذا فعلت معصية وكنت معتاداً عليها في الخفاء وهي لا تفعل إلا في الخفاء ولم أحدث بها فأي الحديثين ينطبق على حالتي؟؟؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوىالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى البخاري ومسلم واللفظ لـ البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه.
فالذي يجاهر بمعصيته أمام الناس، والذي يحدث الناس بما فعله من منكرات يكون قد أضاف إلى ذنبه ذنباً آخر كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قد ارتكب محظورين: إظهار المعصية، وتلبسه بفعل المُجَّان.
ولا يعني ذلك أن من فعل الإثم ولم يجاهر به لم يأثم ولم يعاقب عليه، بل يأثم وقد يعاقب عليه، إلا أن المجاهر أقبح إثماً وأشد عقوبة منه؛ لأنه كما نقل ابن حجر عن ابن بطال : في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين، ومنه ضرب من العناد لهم، وفي الستر السلامة من الاستخفاف؛ لأن المعاصي تذل أهلها ومن إقامة الحدِّ عليه إن كان فيه حد ومن التعزير إن لم يوجب حدًّا. انتهى.
فالعاصي الذي يقع في الذنب نتيجة لقهر النفس أو وسوسة الشيطان أو غلبة الهوى فيستتر بمعصيته خجلاً وحياءً من الله ومن الناس، فلا ريب أنه أهون جرماً من المجاهر.
أما الذي لا يستحي من الله ولا يعظم حدوده وإنما يراقب الناس ويراعي البشر فإن وجد بين الناس أظهر تعظيم الحدود والحرمات والفرائض، فإن خلى بنفسه سرعان ما ينتهكها ويجعل الله أهون الناظرين إليه، وهو الذي توعده النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ثوبان والذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا، قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.
فيجب عليك أن تقلع عن كل ذنب وتتوب إلى الله وتراقبه في السر والعلن، فإن من يعظم ملاحظة الناس إليه ويستهين بنظر الله إليه لم يكن من المتقين الأبرار.
والله أعلم.