إذا فتح الله لك باب الطاعة فلا تخش أن يحدث لك
شيء من عاقبتها..
لا
تخش أن يصيبك سوء من قيامك بها ..
فإذا فتح لك القيام فلا تخش أن تقوم في الصباح
متعبًا ومجهدًا ولن تستطيع أن تذاكر أو تعمل ..
فإذا فتحت لك العبادة فلا تهتم بما
يمكن أن يحدث،
لن يحدث إلا خير؛ لأن الله تعالى إذا هيأك لها
واصطفاك لها لا يمكنأن تكون عاقبتها سيئة
لا يمكن أن يضيع عليك بسبب عبادتك له ومحبتك له
الدنيا الزائلة .. الدنيا الزائلة يعطيها من أحب
ومن لا يحب ..
يعطيها المؤمن والكافر والآخرة للمتقين ..
فلا تخش من قيامك وصيامك وذكرك وعملك
وجهدك صدقتك
..
قال صلى الله عليه و سلم
" أَنْفِقْ وَلا تَخْشَ مِنْ ذِي العَرْشِ إِقْلالاً "
[رواه الطبراني في الكبير]
" أَنْفِقْ أُنْفِقْعَلَيْكَ " [متفق عليه]
" مَانَقَصَ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ " [الترمذىوغيره]
وكل ذلك على هذا الحال ما نقص ما نقص مال من بذل ،
وما نقص صحة من
جهد ، بل على العكس ..
لا تخش شيئًا.. خوفك تدل على عدم التوكل على الله
والثقة فيه سبحانه .. والله تعالى بيده كل شيء
ومقاليد السماوات والأرض ..
وأنت .. ألا يستطيع ربك أن يعطيك شيئًا من الوقت
ومن الجهد ومنالمال ، وقد أقبلت عليه بمالك ووقتك
وجهدك هو أكرم من أن تبذل له مالك وجهدك ونفسك،
ثم لا يكون ذلك سبب بقائها وسبب زيادتها وسبب إكرامها وسبب مددها ..
إذا أردت المدد والقوة إذن فعليك أن تقبل عليه يقبل عليك
سبحانه وتعالى، إذا بذلت له مالاً زادك وأخلف عليك
إذا بذلت له جهدًا ووقتًا وصحة زادك منه وقواك فيه سبحانه وتعالى ..
فلا تخش أن يضيع عليك شيء مع الله ..
ترى قد ضاع شيء مع الله تعالى ؟
قد وضعته عند ربكفحفظته ...
حفظته عند من وهبك المال والجهد والقوة والصحة ..
أعطاك كل ذلك ثم أنت أول باخل به على الله ..
تبخل به على معطيك إياه بغير سابق سبب منك؟!!!
إن شكرته زادك ..
وإن بذلت له أعطاك سبحانه وتعالى ..
وإن تقربت إليه من بعيد أتاك من قريب ..
هذا الأمر الذي ينبغي أن تتفكر فيه وأن تحفظه دائمًا فذلك نعيمك.
إذا قيل لك..حاسب فالامتحانات اقتربت ..
قل لا يهم ذلك .. يكفى الله اصطفاني واختارني من بين الناس لطاعته ..
وكلى ثقة بأن الله سيكفينى
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ
مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)