كيف نتعامل مع أصحاب المعاصي؟-------------
يجب أن نعلم أولاً أننا كلنا عرضة للخطأ والجهل؟ لا نقلل من خطورة الذنب والمعاقبة عليه، لكننا نأمر المذنب بما أمره الله به بالتوبة ونحرص على الستر عليه إلا لمسوغ شرعي.
لقد جاء ماعز رضي الله عنه معترفاً بالزنا وقال: طهرني يا رسول الله؟، فأعرض عنه (عليه الصلاة والسلام) ، فلماذا لا تعرض أنت عن عرض أخيك؟.. أين نحن من هذه الأخلاق ونحن نفرح بأن تثبت التهمة على فلان، بل ونسخر منه وننشر فضائحه.
نحن لدينا وللأسف أزمة أخلاق، أزمة في التعامل مع المذنب، أزمة في كيفية أن نحب لأخينا ما نحبه لأنفسنا وإن أخطأ.
التعامل مع مرتكب المعصية يشمل عدة أمور:1.البغض: فيبغض بقدر المعصية، مع بقاء حبه بقدر إيمانه، فيجتمع فيه الحب والبغض بقدر الإيمان والمعصية.
2.العقوبة المناسبة: من حد أو تعزير بما يقرره ولي الأمر.
3.الستر: كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي (عليه الصلاة والسلام) قال: "من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة".. طيب، من يفضح المسلم، ما جزاؤه؟ هل يسرك أن يفضحك الله يوم القيامة؟.
4.عدم الشماتة والتشفي من المذنب ، وهذا الأمر خطير جداً، فقد جاء عند الترمذي وحسنه بعض أهل العلم عن واثلة بن الأسقع أن النبي (عليه الصلاة والسلام) قال: "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك".
إن الشماتة دين متى ما اقرضته عاد إليك، وقد روي عن الحسن البصري أنه أصابته فاقة فقال: والله إني أعلم سببها! قلت قبل أربعين سنة لرجل: يا مفلس.
5.الرفق والنصح: وهذا قد يستغربه بعض الناس، ألم نسمع قول النبي (عليه الصلاة والسلام) لأصحابه عندما لعنوا الرجل الذي يُؤتى به إلى مراراًً وقد شرب الخمر، فقال (عليه الصلاة والسلام) "لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم". رواه البخاري
وروى ابن أبي حاتم وأبو نعيم أن رجلاً من أهل الشام كان يفد إلى عمر بن الخطاب، ففقده عمر، فقال: ما فعل فلان؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين تتابع في هذا الشراب -يعني الخمر- فدعا عمر كاتبه، فقال: اكتب: من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان، سلام عليك، أما بعد، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو (غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير)، ثم قال لأصحابه:ادعوا الله لأخيكم أن يُقبِل بقلبه ويتوب عليه. فلما بلغ الرجل كتاب عمر، جعل يقرأه ويردده، ويقول: (غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب)، قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي. فلم يزل يرددها على نفسه، ثم بكى، ثم نزع فأحسن النزع ـأي التوبةـ فلما بلغ عمر خبره قال: هكذا فاصنعوا، إذا رأيتم أخاكم زلّ زلة فسدّدوه ووفقوه، وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه.
8)لا بد من تصحيح الاقتداء والتأسي، ولا سيما عن الأطفال والناشئة، محمد (عليه الصلاة والسلام) هو قدوتنا الأولى، ثم الصحابة، ثم أولو الفضل والدين والعلم والأدب في كل زمان.. ليس قدوتنا الأولى ورمزنا في الحياة الفنان الفلاني، ولا اللاعب الفلاني وإن كان فيه خير،بل القدوة هم العظماء والنبلاء.
9)رسالة إلى كل شاب وقع في معصية وعلم الناس بها، اتق الله وتب إلى الله، ولا تكن أسير خطيئتك، لا تحزن، فلعل في ما وقع خيراً لك، كم من معصية كانت طريقاً إلى الجنة، وكم من طاعة كانت طريقاً إلى النار, لست مكلفاً بالاعتذار إلى الخلق.. يكفيك أن تستغفر ربك وتقلع عن ذنبك وتصلح من أمرك ..وأما كلام الناس فيك فهو غنيمة، فإما كفارة لسيئاتك أو رفعة لدرجاتك، فإن كان فيك ما يقولون فقد اغتابوك، وإن لم يكن فيك ما قالوه فقد بهتوك.
10)رسالة إلى كل شاب ستر الله عليه، حافظ على سمعتك، انظر إلى شؤم المعصية، وكيف تدمر سمعة الإنسان وتشوه صورته بين الناس .