الولايات المتحدة الأمريكية قررت الانسحاب من الترشح لتنظيم منافسة كأس العالم لعام 2018..
وقالت أنها تريد أن تركّز لتكون أقوى خلال ترشحها لاستضافة دورة 2022 تاركة الفرصة كاملة عام 2018 لانجلترا التي ستكون السند الأول لها لأجل الفوز بتنظيم دورة 2022 في تبادل الخدمات المعروف في السياسة والاقتصاد وحتى في الرياضة بين التوأم الدائم أنجلترا والولايات المتحدة، وكانت انجلترا قد خرجت من سباق كأس العالم 2010 حتى تساعد جنوب إفريقيا لاحتضان المونديال السابق، وكما نلاحظ في المناسبتين يوجد طرف عربي يحلم باستضافة لعبة يكاد يعيش لأجلها معظم شعوب العالم العربي، ففي التنافس الأول قدّمت مصر والمغرب "إرادة احتضان المنافسة" ولكنهما خرجتا أمام منافس أنجلوفوني منحته انجلترا بلد منشأ كرة القدم دعمها الكامل، وفي التنافس الثاني تقدم دولة قطر ملفا خرافيا وتكنولوجيا أغرب من الخيال لأجل أن تكون أول بلد عربي يحتضن هذه المنافسة العالمية، لكنها تصطدم الآن بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من دورة 2018 بحجة عدم استعدادها وهي التي نظمت ذات المنافسة عام 1994 ولا نظن أن الولايات المتحدة بمساعدة انجلترا ستخسر المعركة عام 2022 أمام كل دول العالم، فما بالك أمام دولة عدد سكانها أقل من عدد ممارسي الكرة في بريطانيا، وخبرتها في الكولسة والضرب من تحت الحزام ومن فوقه لا ترقى إلى خبرة الدولة التي زرعت الكيان الصهيوني في الجسد العربي في عام 1948، قبل أن تنظم هي كأس العالم بعد ثماني عشرة سنة في 1966 لتحرم العرب من التقدم، وهي حاليا تحرمهم من أحلامهم الاقتصادية والسياسية وأيضا الرياضية..
هذا الشوط الأول هو بالتأكيد ليس الأخير، لأن مباريات الغرب مع العرب لها أشواط عديدة وضربات ترجيح قاصمة، فقد تزامن سد الطريق والتآمر على قطر مع خبر رياضي في ظاهره أعلنه التلفزيون الصهيوني مفاده أن الدولة العبرية التي تتنافس في مختلف الكؤوس الأوروبية أي في القارة التي لا تنتمي لها جغرافيا ولا ثقافيا قد قررت الترشح لاستضافة كأس العالم بداية من عام 2026 حيث سيبلغ سن الدولة العبرية حينها قرابة الثمانين عاما، وستجد حينها قطر والمغرب ومصر والسعودية وربما الجزائر الذين يحلمون باستضافة كأس العام، الكيان الصهيوني في مواجهتهم وهو مدّعم حينها من الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والسويد وهي الدول التي سبق لها استضافة كأس العالم، وفي حالة تحقق ذلك فسيتورط العرب في اعتراف صريح ومباشر بالكيان الصهيوني بمجرد المشاركة في التنافس على استضافة كأس العالم فما بالك بالمشاركة في التصفيات والتأهل للعب على أرضهم المغتصبة.
ربما ما يحدث لقطر وحدث قبل ذلك لمصر والمغرب يستوعبه العرب، لأنهم منشغلون ومهووسون بكرة القدم، وربما إحساسهم بالقهر الكروي يذكّرهم بالقهر الذي طالهم من دول الاستكبار العالمي التي تحاربهم بنفطهم وتنظم كأس العالم والألعاب الأولمبية بملاييرهم المودعة في بنوك أمريكا وانجلترا، وتخطف علماءهم وخيرة شبابهم وتصدّر لهم فنون الرقص ومراهم نفخ الشفاه والنهود ووسائل الترفيه.. ما حدث في لعبة من المفروض أن تكون آخر اهتماماتنا هو فصل من مسرحية مازال المخرج فيها "هم" وكاتب السيناريو "هم" والممثلون "هم" والنص الكوميدي "نحن" والمتفرج على نفسه "نحن"... ومصيبتنا الكبرى أن اليهود والنصارى ما صاروا يرضون عنا رغم أننا للأسف اتبعنا ملّتهم.