غزة الصغيرة وصغارها في شارع عمر المختار
عبير أبوهاشم - الجزيرة توك - غزة
تصوير :عماد بدوان
في شارع عمر المختار يبدأ دوام عشرات الاطفال من الساعة الثامنة صباحا يتسمرون في اماكنهم
المعتادة و,يتهربون من كثرة اسئلة الصحافيين وكاميراتهم التي تبحث عنهم دائماً, لا يشعرون
بزهو النجومية انما تعريفهم كالآتي أطفال غزيون دون حلم ودون غد صنعتهم الالام فخرجوا في
الشمس والمطر وحتى ان تعددت الفصول فالمهنة لن تنسى على مقاعد الدارسة او الاجازة
الصيفية .
العداء البائع
محمد الريحان طفل لحفت الشمس وجهه وغيرت لونه ,يركض يوميا مئات المرات ليلحق بالناس,
بضاعته "علكة " ثلاث أكياس يبدأ فيهن بالنهار ولا يغادر مكانه الا بنفاذها وهذه هي باختصار
قصته , وعن الاجازة الصيفية قال: موسم العمل في الاجازة ويكثر بقائي في الشارع للتجول و
البيع ,ولدي رغبة حقيقة في الالتحاق في احد المخيمات الصيفية كباقي الأطفال لكن اعتيادي على
العمل وظروفي الصعبة اجبرتني ان أعمل كل يوم تحت الشمس ,أركض خلف الناس حتى ينتبهوا
لي ,يشتمني آخرون ويبتسم لى آخرون ,أحيانا أضطر للبكاء اذا لم أبع ما في يدي ,شارع عمر
المختار فيه الكثير من المحلات الضخمة والمراكز التجارية وكوني بائع علكة فرصتي قليلة جداً
لكي أنهي ما في يدي .
الريحان في الصف السادس الابتدائي يفكر دائما بأنه سيبع أكثر من اليوم الذي يليه , لا يأخذ
مصروفه المدرسي كباقي الاولاد صباحا ,بل أحيانا يبيع العلكة للأصدقائه وزملائه في الفصل.
بائعو الشاي
لم نبعد امتار قليلة عن محمد فإذا ببائعو الشاي الصغار باستقبالنا يوسف 13سنة , فارس 10
سنوات ,خالد 14سنة عبدالله 13 سنة , خالد يسكن في حي الرمال يخبأ برادات الشاي والكاسات
والمرمية والشاي في منزله وعند الصباح ياتي البقية لنقلها الى حديقة الجندي المجهول والبدء
ببيع الشاي , يوسف يقول : في الاجازة اصيفية يكثر تواجد الناس في ساحة الجندي المجهول في
اغلب الأوقات ونستطيع أن نبيع الشاي اليهم كل منا له دور "لفة " وعلى كل واحد أن يبيع على
الأقل ثلاث كاسات يأتي دور الآخر في البيع .
فارس أصغرهم سناً تحدث عن حبه لعمل الشاي وانه يأتي يوميا الى نفس المكان مع اصدقائه
للبيع واللعب احيانا
خالد واجه صعوبة في تقبل عائلته لكي يبيع مع اصدقائه ,وقال أحيانا أهرب وأحيانا آخذ إذن
والديّ ,عبدالله عن رأيه في غزة قال كل شيء فيها صعب هكذا نسمع ونري .
المتجولة الصغيرة
لم نبعد أيضا في المسافة على موقف السيارات الذي يسمي "رمزون السرايا" نري ميدان آخر
لعمل الاطفال التقطنا هالة التي تمسح السيارات كان العمل ما يشغل بالها تهربت كثيرا من لقاء
صحافي ,واجهت الكاميرا والاسئلة بخوف الى ان طلبنا منها أن تأخذ استراحة بثمن ووافقت على
الفور , ثم سألت بلهجة طفولية هل تعطون كل من تقابلونهم نقود ؟
وبدات بالحديث :أمسح السيارات وابيع العلكة واحيانا الذرة والفشار أغيرما أبيعه باستمرار على
موقف السيارات
وعن عدد افراد اسرتها اوضحت ان عائلتها كبيرة وممتدة وان اغلب اخوتها يعملون في شارع
عمر المختار واحيانا يتبادلون المواقع وعند انتهاء اليوم نذهب الى المنزل لنري من عمل وربح
أكثر , اعتدت على العمل في هذا المكان واحبه ولا اعرف سواه .
هالة تدرس في الصف السادس تعمل يوميا في الاجازة الصيفية وعند بدأ الدراسة تقل أيام عملها
واحيانا تبيع بملابس المدرسة .
البيع ثم اللعب
مجدي نصرالله يجلس على احدي البسطات يبيع الالعاب والنعنع والخبز وكل ما هو رخيص يوجد
لديه بسطته الصغيرة مجاورة للعديد من المحلات الضخمة ,قال :عمر هذه البسطة ثلاث سنوات
كانت تعمل عليها امي ولا زالت آتي من الصباح الباكر وأجهزها من ثم انتظر أمي لتأتي وتكمل
البيع ,واذهب الي أحد المخيمات الصيفية على شاطئ البحر كي العب ,ذلك أرجع لأكمل البيع عنها
الى أن ينتهي النهار .
منظمات حقوقية محلية ودولية اعلنت في اكثر من سابقة قبل الحرب وبعدها عن تزايد نسبة الفقر
وعدم امكانية اهالي القطاع من تحسين اوضاعهم المادية وأدى الانهيار الاقتصادي في قطاع غزة
نتيجة للحصار الى وصول نسبة البطالة في أبريل نيسان الى 44 بالمئة والى "زيادة كبيرة في
نسبة الفقر." ويعيش أكثر من 70 بالمئة من سكان غزة في فقر حيث يتدنى دخل أسرة مكونة من
تسعة أفراد الى أقل من 250 دولار شهريا.
وقال أنطوان جراند رئيس بعثة الصليب الاحمر في غزة وقوامها 109 أفراد "مستويات المعيشة
المتدنية سيكون لها اثر سلبي على صحة ورفاهة السكان على المدى الطويل. واشد المتأثرين هم
الاطفال الذين يمثلون أكثر من نصف سكان غزة."
أصوات المولدات الكهربائية كانت تتكلم عن الناس بسبب انقطاع التيار الكهربائي يوميا , الذي
تضج به المحلات والبسطات والأبراج العالية ومكاتب العمل ,وعلى هذه القطعة الصغيرة يوجد
الفقير والغني ومن يمتلك الحلم ومن يمتلك الغد , فقراء يعملون واغنياء يعملون في تقاطع
الطرقات والشوراع يصنعون غزة المصغرة , علبة الكبريت الصغيرة هذه هي غزة هكذا يمرح
بعض أطفالها والبعض الآخر لا زال ينتظر موسم للفرح والامنيات .
وهؤلاء الاطفال قدر رأيتهم أنا ايضا