عبير
لم تنزل من السماء كما تنزل الملائكة رحمة وروحا على الأرض ولم تخرج من الأنهار كما كانت العذارى الحسان من بنات الماء يخرجن في الجداول والأنهار ولم يحملها إلينا السحاب ولا أرسلها إلينا نجم من النجوم إنما نشأت في مدينة كبيرة وفي أسرة محترمة كما نشأ غيرها من بنات بلدتها ولكنها امتازت بوجه كأن الشمس ألقت رداءها نقي اللون بنظارتها وجمالها وحسنها الفتان ولم يكن أحد ينظر إليها إلا وتأخذه الحيرة في ذلك والوجه السمح الطليق المشرق النقي
لقد كانت عبير إحدى أميرات حي من أحياء يدعى (الشوفالي) بالعاصمة أكثر سعادة وفرحا وإشراقا حتى بلغت سن الصبا وأصبحت مطمع الكثير من الشباب وشأت أقدارها أن تقع في حب مقيما هناك وضعت عبير الكثير من الآمال والطموحات رغم أنها كانت تعلم انه من أولئك الشباب الذين غرتهم الحياة وخدعتهم بألاعيبها كانت تأمل بأنه سيتغير في يوم ما .....
مع أنه كان من أولئك الذين لم يضعوا قيمة لحياتهم فهل سيضع لها هي قيمة بالتأكيد ....مستحيل !!؟
ورغم ذلك لم تتركه وأحست بأنها مسئولة عن شخص أحبته بصدق وأصبحت كل أمالها أنه سيأتي يوم ويتغير لكنها لم تكن تعلم أنها تطارد خيط دخان سوف يتلاشى بانطفاء ناره ورطوبة رماده و سرعان ما ستعود مكسورة القلب والوحدان
لم تكن عبير تدرك يوما أن هذا الحب سيكون سببا بمرارة أيامها وكم قدمت من تضحيات انتظارا منها انه سيأتي يوم وستغير ...لم تتوقع ذاك اليوم الذي سيقلب حياتها رأسا على عقب ؟ لم تكن تتصور ان ذاك الذي أحبته يظهر بوجه غير الذي اعتادت عليه
قتل في قلبها كل الآمال وفتحت أبواب الحزن والمآسي في حياتها ...لم تكن عبير من أولئك النساء الخارجات عن الطريق بل كانت شابة من أكثر الشابات اللواتي يتمناهن أي شاب لكن ربما أعمى بصيرتها قلبها
لقد جاءها في أحدى الأيام وقال لها بأنه تزوج وكان ذلك بعد أيام قليلة من زواجه...لم تصدق لكنها تأكدت في الأخير أنه تزوج ومن إحدى جاراتها هكذا تحطمت كل أمالها وطموحها وأصبحت سجينة دموعها وأحزانها
كيف انتهت سنتين من الحب والإخلاص
عبير طيبة قلب وحنانها الفياض و هو الخائن
فيا خائن العهد والوفاء أسمع لي أن أقدم لك هذه الرسالة بلسان عبير وقلمي أنا كهدية لعيد ميلادك المصادف ل
14 سبتمبر ولم أذكر اسمك لأنك تعرف نفسك يا .....
لوكانت بي طمئنينة نفس وراحة البال ماكتبت لك سطرا ولا خططت حرفا لاني لا أعتقد أن عهدا مثل عهدك الغادر وحبا مثل حبك الزائف يستحق ان احفل به فأذكره أو أاسف عليه فاطلب تجديده
انك عرفت حين تركتني ان بين جنباي نار تضطرم وفي أحشاائي قلب أحبك بصدق واخلاص ذلك للاسف على الماضي
خدعتني ولم تحمل نفسك مؤونة النظر الى شقاء انت صاحبه ولم تكلف يدك مسح دموع انت مرسلها فهل استطيع ان اتصور بعد ذلك أنك أحببتني في يوم ما ....
كذبت عليا في دعواك انك تحبني وماكنت تحب الا نفسك وكل في الامر انك رايتني سبيلا لتمضيت وقتك
سلبتني زاحتي فبعد ذاك الخبر أصبحت لا أعرف طعم الراحة وماتت الهواجس والتساؤلات تطاردني لماذا فعلت بي هذا !!
لماذا خدعتني هل خنتك يوما !
ماكنت اليك لاعيه مامضي ولكني اليوم
اصبحت في موقف مللت فيه الحياة بأجمعها خيرها وشرها سعادتها وشقائها حلوها ومرها ولم أعد أبالي ...ولكن كتبت اليك لاشكرك على الخيانة والخداع ولا احسب ان الله سيتركك ....سيأخدلي حقي منك
شكرا يا خائن العهد والوفاء
بقلم : رشيد