أعيش على ذكراك

أعيش على ذكراك

قد مر العام وتداولت فيه الأيام...قد كنت
حينها أكبر الاحلام... كنت كتلة حنان هبطت في
ليلة مباركة والناس نيام... كان نورك شعاعا
يركع له الظلام... كان دمك يسري في عروقي
ليرسم حول قلبي خريطة العشق والهيام... قد
كنت قريبة مني كقرب الاجنة من الأمهات في
الأرحام وتعالت الأصوات فكان صوتك شفاء لي
من الأسقام ... كانت نظراتك وكأنها تنتشلني من
تحت الركام وسحرك رسم في الكون الفسيح
علامة إستفهام... لربما إنقرض الحب في هذا
الزمان ، لكن بقي حبي لك لانهاية له كعدد
الأرقام... تمنيت أن أبعث لك بكلمات الشوق
وأحملها على أجنحة الحمام... تمنيت أن
نبني عشنا سويا وأراك تغردين من بعيدفوق
الأغصان... تمنيت أن أغتسل من ماء رمقك
ليفوح مني عبق الفل والريحان... تمنيت أن
أقتطف النجوم لأصنع لك عقدا يغار منه اللؤلؤ
والمرجان... تمنيت ان أقتطع شيئا منك هدية
القمر الذي قال بأنك الأجمل في هذا الزمان...
تمنيت أن أهبك إسما، لكنك لقبت بأحسن
الأسماء فكنت وردة هربت من البستان... قد
جرت بنا الأيام كجريان الماء في الوديان... قد كنا
في طريق واحد ولسوف يأتي يوم تختلف فيه
" الطرقان" ... قد ملأنا حقائبنا بالذكريات
وسنتوقف برهة لنتذكر ما كان... لربما يسألني
قلبي عن فتاة كان قد وصفها للعيان... فتاة
حلاوتها بحلاوة الرمان... كان قلبها نبع حب
وحنان ... من كانت روحها قد جعلتني أسير
روحها خلف القضبان... من كان لبسمتها إيقاع
عذب الألحان... لربما غادرنا مدينة بنيناها
وسميناها الأفراح ليسوقنا القدر إلى قلعة
الأحزان... لربما عجزت الكلمات عن قول
الفراق فأبت إلا أن تحمل متاعها وترحل عن
اللسان... لربما لم تكتمل فرحتنا بمولود إسمه
حبنا وفجاة جاء ليقدم لنا التعازي شخص إسمه
النسيان... لربما كان الماء في هذه الدنيا هو
الحياة لكن سأبقى ضمآنا لحبك على الدوام...
قد تراءت لي النجوم في عز النهار ورأيت بريقها
في عينيك... كانت لمستك كقطعة حرير لف بها
جسدي... كانت كلماتك كفسحة أمل تقتل
اليأس بداخلي... لن أنسى نظراتك التي كانت
كسهام تخترق صدري لتبني لها بيتا كان دفؤه
حنانك... لن أنسى خطواتك التي جعلت ذرات
التراب حبات ياقوت من حولي... لن أنسى
بسمتك التي إختلجت أعماقي لتصنع لها مهدا كبر
فيه حبي لك... لن أنسى رائحتك التي ملأت
الدنيا طيبا وتزوجت بها روحي إلى يوم ألقاك
فعهدي لك أن أحبك