تجاوزهم.. وأنت ترقص

هذا الداء كالسرطان الذي يتبرعم ويتجذّر في داخل النفس ، فيفسد جمالها ، ويخربش صفاءها ، ويُعطب العقل والمنطق والمعقول

فترى الشخص من أعدل الناس وأحسنهم ،

وترى الفتاة والمرأة من أكمل النساء وأمكنهن

حتى ..

تتسلل نيران : الغيرة .. الحسد ..

فتنتشر في أروقة الروح الصافية ، فتحولها إلى ( مسخ )

يكذب ويكفر ويعربد ويشتم ويسب

ويمزّق الأوراق ، ويكسر الأواني ، ويقتل كل جميلٍ في داخله ،الحسد .. والغيرة ..

تبدأ شعلة صغيرة ، وتنتهي إلى بركان يغطي كل شيء !

وأول ما تحرق هذه النيران البركانية صاحبها ، لذلك قالوا الحسد عادل فأول ما يعاقب صاحبه ،وتكبر كومة الغيرة في النفس ..وتتكوّم ..

حتى تكون ككرة القش التي تنحدر من جبل تتدحرج للهاوية وتلم معها كل البقايا المُهملة !

هكذا حالة من يُصاب بالحسد ، أو الغيرة ..

صدره يشتعل ، وهواجسه تكبر وتجمع كل كلمة وكل همسة وكل لفتة .. فيظن أن كل شيء ضده وأن كل ما يتحرك في هذا الكون ينفخ في حسده وغيرته !

مُلوّث الذهن ،عفِن النية ،غلق الطباع ،مُرّ العبارة ،... الخ من الأوصاف الوعرة

وإن رجعتَ إلى أصله ، وقواعده التي نبت فيها

وجدته أو وجدتها من أحسن الناس عقلا وخلقا ، ومن أكثرهم توازناً وتميزاً ، لكن ..

أمراض القلوب إذا أصابت مخلوقاً نهشته ، وهشّمته ، ثم تركته مسخاً له رأسُ الكلاب ، وذيلُ الثعالب ، يخدع ويخون ويتهم ويظن البشر يحملون ما يحمل من أدران وأوساخ .

فهو مشغولٌ بالآخرين !

مشغولٌ بما يقولون وما يتهامسون وما يكتبون وما يقصدون بل ، وما ينوون !!

همّه أن يسقط الآخر ،هدفه أن يفضح هذا ، وذاك !

يفرح لخسارة الآخرين ، ويحزن إذا سمع التصفيق !


تصفية النفس وتنقية الروح

عملية سهلة في البداية ، وصعبة أو مستحيلة إذا علقت فيها شوائب ، وترسّبت على أطرافها أملاح الأفكار والأوهام


لا تترك باب روحك موارباً للظنون ، والتخرصات ،ولا تهتم للناس ،

انشغلي بنفسك ، وحياتك ، وإنجازك ،وتجاوزي ، أو تجاوز .. كل من تظن أنه يقف في طريقك ،كلابُ الطريق كثيرة ،

وأول درس تعلمته في حارتنا عند المرور على كلاب الطريق ، أن أتجاهلهم ، وأتعداهم بشيء من اللامبالاة ،،

نصيحة لكل إنسان سوي ..

كن عزيز نفس ، كريم الطباع ، لا تحتقر ذاتك بالانشغال فيما يدور بين الآخرين ، أو ما يحدث لهم ،

حتى من أصابك منه خيانة – فيما تظن – أو كلمة سوء ، اقفزه بسرعة وأنت ترقص
فهؤلاء أقل من أن تقف أمامهم لحظة