أكدت نتائج دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين بجامعة العلوم والتكنولوجية النرويجية علي20 ألف مريض بالضغط مع المتابعة لمدة10 سنوات أن الصداع يصاحب ضغط الدم المرتفع في30%
من الحالات, وأن ضغط الدم يحمل رقم3 بين أسباب الوفاة, خاصة عند الرجال, وتؤكد الإحصاءات الحديثة في الولايات المتحدة أن ربع سكانها مصابون بالضغط المرتفع, كما تشير نتائج الدراسات المصرية التي أجراها الدكتور محمد محسن إبراهيم أستاذ القلب ورئيس الرابطة المصرية لضغط الدم الي إصابة27% من السكان بالضغط المرتفع.
فهل يمكن اعتبار الصداع أحد المؤشرات الدالة علي ارتفاع ضغط الدم؟
المتفق عليه الآن بين أساتذة القلب ان الضغط قد يرتفع دون أي أعراض ويتم اكتشافه مصادفة ولهذا تم تسميته بالقاتل الصامت بعد أن تسبب في عدد كبير من جلطات المخ, وأخيرا أعلن الأطباء في آخر مؤتمر دولي لضغط الدم أن الإنسان يكون علي حافة الخطر عندما يتجاوز الضغط الانبساطي للرقم75 والضغط الانقباضي للرقم.120
ولضغط الدم نوعان يسمي أولهما ضغط الدم الأولي, ويكون مصاحبا لمرض آخر, وقد يكون مصحوبا بصداع وعرق مع زيادة في ضربات القلب, والثاني ثانوي وهو الذي يأتي بسبب أمراض بالغدد الصماء أو الدرقية أو الكظرية أو النخامية أو في وجود ورم بالمخ أو التهاب حاد أو مزمن بالكلي أو فشل كلوي أو سمنة مفرطة وبول سكري أو ارتفاع دهون الدم ونسبة الكولسترول,
وقد يلجأ الجسم تحت وطأة الضغوط النفسية لإطلاق عدد من هرموناته القادرة علي إحداث خلل بيولوجي يسبب ارتفاع ضغط الدم, وقد تكون بعض هذه الحالات مصحوبة بصداع, كذلك قد تتسبب بعض الأدوية كالكورتيزون وأدوية البرد والحساسية أو كثرة التدخين وبعض ألوان الطعام المحتوي علي نسبة عالية من الملح والدهون في ارتفاع ضغط الدم. وقد وجد العلماء أن90% من حالات ارتفاع الضغط تأتي بلا سبب واضح.
من ناحية أخري, ينصح أطباء القلب كل من يتجاوز الثلاثين بضرورة قياس ضغط الدم لديه دوريا بواقع4 مرات سنويا حتي لا يفاجأ بأن بعض أجهزة جسمه كالكليتين أو المخ أو عضلة القلب قد تأثرت بالمرض دون أن يدري أو أن هناك ضيقا أو انسدادات بالشرايين.
ويعد إختيار العلاج المناسب لكل مريض وتنظيم العلاج مع الأدوية الأخري التي يتعاطاها من أهم عوامل السيطرة علي المرض, فمن الممكن أن يتذبذب مستوي ضغط الدم لدي المريض نتيجة لعدم انتظامه في تعاطي العلاج.
ومن المتوقع أن يصبح ضغط الدم المرتفع كما تحذر جمعية القلب الأمريكية السبب الأول للوفاة خلال السنوات العشر القادمة, وبصفة عامة يظل الرجل أكثر احتمالا للإصابة بالمرض مقارنة بالمرأة حتي مرحلة انقطاع الطمث فحينئذ تتساوي المرأة مع الرجل في نسبة الإصابة.
نقلا عن جريدة الأهرام المصرية