بسم الله الرحمن الرحيم
دموع التائبين ...
تلك الدموع التي ما نزلت من أعين أصحابها إلا وفيها صدق المحبين وشوق العاشقين , ورجاء الخائفين .
دموع التائبين ...
تلك الدموع التي سايرتها حرقة الذنب , وألم المعصية , وندم التجاوز .
دموع التائبين ...
تلك الدموع الهاطلة الغالية بغلاء مضمونها , والمرتجفة بارتجاف صدر صاحبها , الصادقة بصدقه أوبة مالكها .
دموع التائبين ...
ليست كباقي الدموع بل هي الدموع الزكية التي لا يخالطها رياء ولا غش ولا جمود .
دموع التائبين ...
هطلت بكل جود وعطاء لأنها كريمة حينما أدركت أنها لله ومن الله وفي الله جل وعلا .
دموع التائبين ...
أجْلَت كل دخن في القلوب , وأزالت كل صدأٍ في النفوس , وطهّرت كل شائبة في الأرواح . لأنها الدموع الطاهرة .
دموع التائبين ...
دموع أحبها الله رب العالمين .
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين : قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله , وأما الأثران فأثر في سبيل الله تعالى وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى " رواه الترمذي وصححه وحسنه الألباني .
دموع التائبين ...
عيونها لا تراها النار أبداً .
قال عليه الصلاة والسلام : " ثلاثة لا ترى أعينهم يوم القيامة , عين بكت من خشية الله وعين حرست في سبيل الله وعين غضت عن محارم الله " حسنه الألباني
دموع التائبين ...
ليس لها إلا طوبى وهنيئاً لها .
قال الحبيب عليه الصلاة والسلام :- طوبى لمن ملك نفسه ووسعه بيته وبكى على خطيئته " رواه الترمذي وحسنه الألباني .
دموع التائبين ...
صاحبها في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .... ذكر منهم – ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " متفق عليه .
دموع التائبين ...
علامات للمخبتين , ودلائل على صدق العائدين , ومنارات لقلوب الخاشعين , قال الحسن البصري رحمه الله " صحبت أقواماً ما كانت صحبتهم إلا شفاءً لكل داء , يبيتون على أطرافهم , تجري دموعهم على وجوههم , يناجون ربهم في فكاك رقابهم , والله لقد كانوا فيما أحل الله أزهد منكم فيما حرم الله عليكم , كانوا أن لا يقبل الله حسناتهم أخوف منكم أن تؤخذوا بسيئاتهم .
دموع التائبين ...
لها مع الحبيب عليه الصلاة و والسلام موعد فقد كان أخشى الناس لله , وأخوفهم منه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , وهو المنتهى في الكمال البشري , عن عبد الله بن الشخّير رضي الله عنه – قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء " رواه أبو داود وصححه الألباني . وعن عبد الله أبن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ عليّ " : قال : قلت : اقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : " إني أشتهي أن أسمعه من غيري : قال : فقرأت النساء حتى إذا بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً }النساء41 : قال لي : "كف أو أمسك" : فرأيت عيناه تذرفان " رواه البخاري .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي فقال يا عائشة ذريني أتعبد لربي , قالت : قلت : والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك , قالت : فقام فتطهر , ثم قام يصلي , فلم يزل يبكي حتى بل حجره , فلم يزل يبكي حتى بل الأرض , وجاء بلال يؤذن بالصلاة , فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال أفلا أكون عبداً شكوراً " رواه أبن حبان , صلى الله عليك يا سيد الثقلين , ومعلم الناس أجمعين , أكمل البشر , وأتقى قلب , وأنقى سريرة , وأجمل وجه , وأعظم سيرة , وأحسن هدي , وخير قدوة , وأعذب منطق , وأضوأ محيا .
دموع التائبين ...
أعذب وأطهر وأصدق دموع فأين البكّائين على أخطاءهم ؟