ان الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه ونعوذ به من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ونصلى ونسلم على
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
***************************
التوبة واجبةٌ من كل ذنبٍ، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدميٍ،
فلها ثلاثة شروطٍ:
أحدها: أن يقلع عن المعصية.
والثاني: أن يندم على فعلها.
والثالث: أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً.
فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.
وإن كانت المعصية تتعلق بآدميٍ فشروطها أربعةٌ: هذه الثلاثة،
وأن يبرأ من حق صاحبها؛
فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، وإن كانت حد قذفٍ ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبةً استحله منها. ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي.
وقد تظاهرت دلائل الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة على وجوب التوبة: قال الله تعالى:
{ وتُوبُوا إلَى الله جَميعاً أَيُّه المُؤْمِنُونَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
النور: 31،
وقال تعالى:
{ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ " هود: 3،
وقال تعالى:
" يَأَيُّهَا الَّذين آمَنُوا تُوبُوا إلَى الله تَوْبَةً نَصُوحاً } التحريم: 8.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرةً رواه البخاري.
وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرةٍ رواه مسلم.
فيا عباد الله سارعوا فى طلب التوبة فى حياتكم وقبل مماتكم فانه يجب على الانسان ان يذهب الى اى شخص اخطاء واذنب فى حقه وان يطلب منه السماح والعفو منه فأن ذلك والله اهون بكثير من عذاب يوم القيامة