يشتهر الشعب الألماني بذكائه الشديد حسبما أكدت بعض الدراسات ويشهد على ذلك تقدمه التكنولوجي والصناعي، غير أن استغلال الألمان لهذا الذكاء والتقدم لضمان الفوز في مباريات مونديال 2010، لم يكن أمرا متوقعا حيث أن كرة القدم في نهاية الأمر لا ترجح كفة فريق على آخر إلا بأدائه على أرض الميدان وفطنة مدربه وقدرته على قراءة المباراة وادخال التعديلات اللازمة في الوقت المناسب.
ولكن اتحاد كرة القدم الألماني أعلن عن وجود سر وراء نجاح الماكينات الألمانية في تحقيقها لثأر تاريخي من المنتخب الانجليزي ودك حصون منتخب الأرجنتين، يتمثل في طالبين في جامعة كولون أمضيا عدة أشهر في تحليل مباريات فابيو كابيلو ورفاقه ودييجو مارادونا ونجومه في مبارياتهم الدولية وفي أنديتهم المختلفة والتصفيات المؤهلة لنهائي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وبعث الطالبان بنتائج تحليلاتهما إلى المعسكر الألماني ومن المعلومات التي وفراها قام ايرس شيجنتالر مسئول اكتشاف المواهب باتحاد كرة القدم الألماني بانتاج شريط فيديو يوضح نقاط الضعف في المنتخب محل الدراسة.
ففي حالة المنتخب الانجليزي على سبيل المثال، تشير التحليلات إلى أنه يمكن استدراج المدافع جون تيري من موقعه وأن لاعبي خط الوسط ستيفن جيرارد وجاريث باري لا يمكنهما البقاء طويلا في مركزهما وبالتالي فإن لديهم نقطة ضعف تجاه الهجمات المرتدة، الأمر الذي يجب أن يستغله الألمان بالطبع.
وقد صرح قائد المنتخب الألماني فيليب لام بعد الفوز على انجلترا قائلا "كنا نتوقع ما الذي ستفعله انجلترا، لذلك غيرنا أساليب لعبنا وكنا مستعدين جيدا.. ولهذا فزنا".
أما اوليفر بيرهوف المدير العام للمنتخب الألماني فقال "أود أن أشكر الطالبين في كولون.. فإن مساهمتهما كانت قيمة، كان لدينا الكثير من المعلومات. علينا أن نقرر أي التفاصيل الأكثر أهمية لنعرضها على لاعبينا، ولكننا لا نجلس لساعات لنشاهد أشرطة الفيديو (المسجل عليها المباريات)".
وأكد بيرهوف، حسبما ذكرت صحيفة (ديلي تليجراف) البريطانية، أن الاستعدادات لأي مباراة أمر مهم ويجب أن يكون لديك أكبر قدر ممكن من المعلومات "بفضل التكنولوجيا المتوافرة لدينا".