السعادة .. الهشة .. ؟؟
هل تكون السعادة هشة .. ؟؟
الهشاشة تعنى القابلية للتهشم ..والتكسر ..والتفتت ثم التلاشى فهل السعادة شيئ مادى قابل لذلك ؟؟
أنا اعتقد ذلك ..أعتقد ان هناك سعادة يتلاشى طعمها من الروح ويذوب أثرها من الوجدان ..بل أحيانا ينبت مكانها الاشواك ..!!!
من منا يتذكر قطعة حلوى التهمها فى يوم ما؟؟بينما تجدنا جميعا نتذكر لحظة سعادة حقيقية عشناها فى يوم ما وتتحول تلك الذكرى واحة تلجأ اليهاالنفس المتعبة من هجير الحياة ..!!
قد يفرح الطفل بلعبة ما فى ساعة ما ثم لا يلبث أن يحطمها غير آسف رغم غضب الام ..والاقرباء ورغم جمال اللعبة وغلاء الأسعار …فهل هذا الطفل فرح فرحا حقيقيا بلعبته أم انه فرح لحظى فقط سرعان مازال ؟؟هذه هى السعادة الهشة !!
انظر الى الآخر …تهديه لعبة فيتأملها سعيدا بها …يقبلك ..يشكرك ..يحتضنك ..قد يقول لك جملة لا يمكن ان يمحوها الزمن …هذا الطفل سيلعب باللعبة وسيعتنى بها بعد اللعب ..وسيحافظ عليها فلا تكسرها ايدى العابثين من اصحابه سينتهزالفرص ليعلن عن سعادته بها :انظروا ..إنها هدية أمى وابى يوم كذا …تأملوا كم هى رائعة جميلة !!
هذا الطفل سعيد بلعبته سعادة حقيقية …وليست هشة !!
الفتاة قد يعجبها ان تتزين بالمحرمات وتتكسر فى الخطوات ..ويسعدها كثيرا ان يثنى عليها الناس وان تلتهمها نظرات الإعجاب والإنبهار ..أنها تتمايل عجبا بنفسها ولكن هل سعادتها حقيقية ام هشة ؟؟حين ننقب فى داخل كل فتاة نجد ان السعادة الزائلة هى تلك السعادة الملوثة بنظرات جائعة مفترسة إنها السعادة التى تتفتت وينبت مكانها الاشواك …أشواك الاحساس بالذنب ..والخوف من الانزلاق ..!!
إن التفريق بين السعادة الحقيقية والهشة مهارة يجب أن يجيدها الانسان لكى يحيا وهو يرتشف ..كل أنواع السعادة التى تدوم ولا تتفتت وتنبت الأشواك!!
السعادة الهشة …هى السعادة التى لا تمس الروح القابعة هناك فى الوجدان ..وكثيرا ما يبتسم الانسان بل يضحك بملء فيه ولكن كل ذلك يكون مزيفا لا يمس الروح ..فاذا هو رغم ضحكه يحمل روحا قلقة مضطربة ..ثائرة غير هادئة غارقة فى التعاسة ة و الحزن..!!
من أجل هذا يلفت الله تعالى أنظارنا الى نعمة عظيمة يمن بها على عباده المؤمنين ألا وهى ازاحة الحزن عن قلوبهم .ويأتى دائما الحزن مقترنا بالخوف (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )..
ان الآيات الكثيرة تعد المؤمنين بازالة الخوف والحزن عنهم تدل على القيمة العظيمة التى يعنيها هذا فى حياة البشر على سطح الأرض …فانتفاء الحزن يجلب الاحساس باليسعادة الحقيقية والصبر على المشاق بل تحويل المشقة الى وقود دائم لسعادة لا تزول ولا تنطفىء ..تامل معى ظلمة الغار…ووحشة المكان ..وقسوة المطاردين الكفار وامتلاكهم لوسائل النصر والتمكين …وعزلة الرسول صلى الله عليه وسلم مع صاحبه الصديق ..ورغم ذلك هو يطلب من ابى بكر شيئا واحدا عدم الحزن …(لا تحزن …إن الله معنا )وكأن معية الله الحقيقية ستطرد الحزن …وستحيله الى طعم للسعادة الحقيقية ..إذلا تقاس السعادة بكثرة الضحك ولا بالإغراق فى المتع والملذات بل بالراحة النفسية التى تشع على الجسم الهدوء والرضا والاستقرار .
لهذا علينا ان نتخوف من خطر الاحساس المزيف بالسعادة لأنه يخفى عنا طرق للسعادة الحقيقية التى هى رضا الله تعالى