نداء الأقصــــى ــ من جريدة المساء المغربية ــ

نداء الأقصــــى ــ من جريدة المساء المغربية ــ


بالموازاة مع الحملة العالمية التي جندت لها إسرائيل مثقفيها
و سينمائييها و صحافييها و فلاسفتها لتذكير العالم بالمحرقة اليهودية، و
التي تريد إسرائيل من خلالها إخفاء معالم الجريمة الحالية التي تقوم بها
في فلسطين ، ترد علينا يوميا أخبار من المدينة المقدسة عن مواجهات و
اشتباكات بين الشباب الفلسطيني و قوات الاحتلال الإسرائيلي ، تنبئ بمدى
الخطورة و التهديد الذي بدأت تشكله الجماعات اليهودية المتطرفة على القدس
و آثارها الإسلامية . فلم تكتف إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف
بنيامين نتنياهو بضم ثلاثة مواقع أثرية إسلامية ــ أحدها هو سور في القدس
ــ إلى التراث الإسرائيلي ، ظلما و عدوانا و استفزازا لمشاعر مليار و نصف
مسلم عبر العالم ، بل قام بإعطاء الضوء الأخضر لبولدوزيرات الاستيطان
بإنشاء المزيد من الوحدات الاستيطانية في خطة ممنهجة لتهويد ، ثالث الحرمين الشريفين
و مسرى النبي (ص) .و الآن تكتمل الحلقة الأخيرة من المخطط الصهيوني
بالسماح للجماعات المتطرفة الصهيونية بتدشين معبد "هاحورباما" ، أو
"كنيس الخراب" كما يسمونه، بمحاذاة الحرم القدسي في خطوة لاكتمال النبوءة
الصهيونية الكاذبة و بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.


الحكومة
الإسرائيلية بقيادة اليميني نتنياهو سهلت للجماعات الصهيونية المتطرفة
مهمتها بفرض حظر على جميع مناطق الضفة الغربية خلال اليومين الماضيين و
قامت بمنع المصلين من الاعتكاف في المسجد الأقصى و داخل أسوار المدينة ،
بحيث أصبح المقدسيون و من تحصن من الفلسطينيين بالمسجد يواجهون خطر
التهويد و تدمير التراث الإسلامي وحدهم. فقوات الاحتلال الإسرائيلي تفرض
إجراءات أمنية مشددة على دخول المدينة المقدسة لجعل مقدساتها الإسلامية و
المسيحية لقمة سائغة أمام حشود المتطرفين اليهود الذين تحميهم بنادق
الاحتلال و الذين يهدفون أخيرا إلى تدمير المسجد الأقصى المبارك و إقامة
هيكلهم المزعوم على أنقاضه.


إن اليوم يشكل امتحانا عسيرا أمام
شعوب العالم العربي و الإسلامي و هم يشهدون قدس أقداسهم تهان و تمتهن بل و
تنهب على مرأى و مسمع من العالم دون أن يستطيع أحد أن يوقف الحملة
المسعورة ضد الأقصى و المقدسات الإسلامية.


على المسلمين في كل
مكان أن ينتفضوا من رمادهم لأن الخطر بات حقيقة واقعة تهدد بمحو تراثهم و
تاريخهم و مقدساتهم، و عليهم اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، الوقوف وقفة
رجل واحد بالدعم و التأييد بكل أشكاله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه و مساعدة
المقدسيين الذين يذودون بالنيابة عن شرف و حياض هذه الأمة من المحيط إلى
الخليج .
و لا يجب أن ننسى دور الفعاليات المجتمعية التي ما فتئت
تدافع عن فلسطين ، في حشد الرأي العام ضد تهويد القدس و الوقوف بجانب
أهلها لمقاومة الاحتلال و نبذ كل أشكال المفاوضات العبثية مع عدو يصر كل
يوم على اقتطاع المزيد من مقدساتنا بقوة الحديد و النــــــار.