موضوع: لغة العيون في الشعر العربي . الأربعاء 10 فبراير - 23:19:03
لغة العيـــــــــون في الشعر العربـــــــــي.
وصف العيون و رسم ملامح جمالياتها و دقائق صورها البيانية و الجمالية تجده في الادب العربي و بخاصة الشعرالعربي - قديمه اكثر من حديثه - و قد حظيت العيون في الشعر العربي بالكثير و الكثير من الابيات التي لا يزال البعض يرددها حتى الان دون ان يعرف قائلها او في اي عصر قيلت او لمن قيلت يكفيه من ذلك المعنى المتضمن بالابيات و التي يسقطها بدافع الاحساس النفسي على موضوعه الشخصي و قد خلد لنا التاريخ الادبي العربي ابيات شعرية في غاية الروعة و الجمال
ذلك قول جرير بن عطية :
ان العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به و هن اضعف خلق الله انسانا
كما صور لنا صريع الغواني - ذلك الشاعر المفتق - مسلم بن الوليد لهو عيشه بقوله :
و هل العيش الا ان ان اروح مع الصبا و اغدو صريع الراح و الاعين النجل
اما بشار بن برد ذلك الشاعر الاعمى - الذي اجاد في بعض المواطن اكثر من اجادة المبصرين انفسهم - فله راي يختلف بعض الشيء اذ يرى بشار ان المحب لا يرى بالعين و انما يبصر بسلطان القلب لانه مصدر ولعه و حبه و له الحق في ذلك يقول في هذا :
فقلت دعوا قلبي و ما اختار و ما ارتضى فبالقلب لا بالعين يبصر ذو اللب
فما تبصر العينان في موضع الهوى و لا تسمع الاذنان الا من القلب
و ما الحسن الا كل حسن دعا الصبا و ألف بين العشق و العاشق الصب
و يرى في موطن اخر من بيت شهير له ان الاذن تعشق قبل العين احيانا يقول بشار :
يا قوم ان اذني لبعض الحي عاشقة و الاذن تعشق قبل العين احيانا
اما البحتري ذلك الشاعر بحق بشهادة الشعراء انفسهم فهو يهرب من جمال العيون و سحرها حين يقول :
من عذيري من الظباء الغيد و مجيري من ظلم العتيد
ان سحر العيون ضلل بي و حماني الرقاد ورد الخدود
اتراها دامت على الوصل أم من عادة الغانيات نقض العهود
و العباس بن الاحنف شاعر المرأة في العصر العباسي و شاعر الغزل دون منازع يقول :
ظلمت عيناك عيني انها بادلتها بالرقاد الارقا
فمحبوبته كما يصور لنا اخذت من عينيه النوم و الراحة و اعطته السهر و الارق
و لابن زيدون حبيب ولادة بنت المستكفي شاعرها الغزلي الازلي الى اليوم قولا جدا جميل في العيون يقول فيها :
ما للمدام تديرها عيناك فيمل في سكر الصبا عطفاك
هلا فرجت لعاشقيك سلافها ببرود ظلمك او بعذب لماك
ما اروع ما قاله ابن زيدون
و حين سئل قيس بن ذريح - المعروف بقيس لبنى - عن سبب علته و سقمه أجاب :
عيد قيس من حب لبنى و لبنى داء قيس و الحب شديد
و اذا عادني العوائد يوما قالت العين لا ارى من اريد
هو لا يرى من يريد او ان عينيه لا ترى من تريد خوفا عليها من ان ينتبه اليهما احد
اما الفرزدق الشاعر الاموي المعروف فقد شبه فعل العيون بفعل الخمر بالعقول حين قال :
و عينان قال الله كونا فكانتا فعولان بالالباب ما تفعل الخمر
و من اجمل ما قراته عن لغة العيون قول احمد شوقي في قصيدة له :
و تعطلت لغة الكلام و خاطبت عيناي في لغة الهوى عيناك
جميل قول شوقي و مبدع فيه و هناك الكثير منه و الكثير و لكني اثرت ان اختار لكم سادتي ما ارتأيته الاجمل و الاوقع في نفسي
ويقول أخرون
اذا رمقت بعينيها بعيدا حسبت الحب قد أفاض سحره
لانت و لامت في الهوى عيناك هلا سألت يوما عن قتلاك
و نادتك عيناي في لغة الهوى تصبو لود و ساعدي قد طواك
ان العيون قواتل ان حكت و كفى بقلبك شاهدا و مترجما
قسما لو انك يوما اعطيتني هدب عينك لكنت فيه ملهما
دمتم سالمين
مـــى نائبة المدير
عدد المساهمات : 11237تاريخ التسجيل : 20/04/2009 العمر : 33 الموقع : من بلادى (مصر) المزاج : كلون تراب ارضـــى