رحماك أيها القدر

رحماك أيها القدر

قبل اليوم كنت أعتقد أننا لايمكن أن نكتب عن جرحنا إلا عندما نشفى منه
حين يمكن لنا أن نلمس وجعنا بقلم بدون أن نشعر ونستطيع أن ننظر خلفنا
بدون حنين للماضي وبدون جنون أو حتى بدون حقد
وهل يمكننا هذا حقاً....؟
أنا لم أشفى من جرحي بعد....
لكنني أكتب لك أيها القدر علها تبقى كلمات على الورق يتذكرها الناس بعد رحيلي من ذاكرة الحياة
وعندها سيموت احساسي ليحيي العشاق
((حبيبي )) .........
لن اسمع أسمي بعدها لأنني لم أعتاد على قراءته وإنما
تعودت على سماعه كموسيقا
فهل ياترى بعد رحيلك سأجد من يلفظ اسمي بهذه الحرارة؟
سؤال هان علي أن أكتبه ليقرأه العشاق بحياد وهو فصل من قصتي مع القدر
التي أصفها حياتي........
قصة كتبتها الصدفة ورسمها القدر
ذلك القدر الذي يقاطع بيننا اليوم
ألتقيته بعدما كاد القلب أن يلتئم على جراحه والصدى يغمره شيئاً فشيئاً
وهو الذي جمع حقائب الحب ودخل قلبي فجأة ليعيد إليه النبض والحياة
تاركاً وراؤه حقيقةً تنزف وأسكنته قلبي دون أن نفكر يوماً
إلى متى سيبقى حبيبي؟
لماذا ارتديت ذلك القناع أيها القدرهل ليكون آخر طريقة تبدع بها قتلي
وبدون أن تترك بصماتك على عنقي
كنت دائماً اسأل مراراً وتكراراً عن مدى حبنا
وكانت الاجابة دائماً بأنه حب حياتي
وبأني الوحيدة التي أملك قلبه وهو بدوره يدعوني للصبر وطول البال
كنت أأمل بتحليله الأمور بأنه سيجد يوماً الوقت لأكون له وحده دون غيره
وكان لابد من وضع شيئاً من الترتيب الداخلي في أنفسنا على الأقل لتقبل فكرة
أن أبقي نوافذي مغلة عليه وحده
ولم أكن أتوقع يوماً أن القدر سيوجه رصاصةًًً ً نحوي
كنت أتلاعب بالكلمات كعادتي وأراقب وقعها عليه وأ ُسعد سراً بغضبه مني
وحتى عندما يحيطني باللوم ويتمسك بحبي ولا يتقبل أن أكون لسواه
ربما كنت ضحية وهمي فقط أمام صراحة الحياة التي تشبه حكمي بالاعدام
فوحدها بالنهاية تعرف جواب لأسئلتي التائهة التي بدأت تطاردني بعناد
وها هي اليوم تقدم لي الحقيقة بكل طيبة وحنان ربما لتقتلني بهما
أو لترفع من مكانتها أمام ضميرها وبنظر الآخرين ممن حولي
أو ربما لتقوم بواجبها تجاهي
وكأنها تقنع الآخرين بأنهاليست المذنبة
ولم أتوقع منها أن تبعده عني فجأة وتقطع المسافات بيننا
وطلب قلبي الملح لايجاد الحل والحياة تغلق بوجهي جميع الطرق
ليصبح محور تفكيري أنه ماالذي يميزني عن سواي
بماذا أختلف أنا عن غيري
أحببت وعرفت الحب وذقت طعمة السعادة
وبين يدي الأحلام قدمت لي كل ماأتمناه من حب وحنان
واليوم تريد أن تهبني بكل براءة للحزن
وتضعني بلا رحمة في دائرة مغلقة أدور فيها وحدي
هاهي قصتي التي تريد الحياة اليوم أن تنهيها على غفلة مني
بدون أن توضح فصولها الأخيرة
إنني أحسد كل فتيات الدنيا كل منهن أحبت وكان لها حق الارتباط
والقدرة عليه قبل أن تخنقهن ألاعيب الحياة
وتقطع حبال حبهم وتعلمهم الصمت
كان يمكن للصمت أن يكون نعمة منذ تعرفي عليه تماماً كالنسيان والذاكرة
والشوق فهم لا يأتو بالتقسيط وإنما يتهجمو على الانسان كشلالاً يجرفه إلى أين ؟
لايدري ولا يدرك كم من المنحدرات تصادف طريقه
وكيف لي لحظتها أن أقف وسط الشلال دون أن يجرفني
وبدون أن أصطدم بالصخور أو أتحطم؟
واليوم أنا ألهث خلف ذكراه لأجمع ماضي بعثره القدر دون أن أغادره بالواقع
أو حتى بالذاكرة التي أسكنها للأسف لأنها محفورة في قلبي
ماأقسى أن يعيش الانسان بثياب مبللة لأنه يخرج لاحقاً من حلم غرق فيه دون أن يدري
والقدر يطلب منه أن يصمت قليلاً وينتظر كي تجف ثيابه
أما هو الرجل الذي لا أعرف عنه أي شيء
وأنا أملأ ثقوب ذاكرتي الفارغة بالكلمات فقط واتجاوز الجراح بالكذب والصبر
هل هذا سر حزني ؟
فأنا حتى اليوم لا أدري ماهي الحلقة المفقودة في عمري
هو الذي تعلقت به لأكتشف ماأجلهله
وتعلقت به لأنسى كل ماأعرفه
فهل يمكن لحبي أن يدوم؟؟؟
وهل أستطيع بعد اليوم وبعد ماقطعت بيننا الأيام جسور الكلام أن أنساه؟
ترى بماذا يفكر ؟
ومتى سيعود ؟
وإلى متى سأنتظر بعذابي ؟
أو ربمالن يأتي ووحدي أنا سيظل يشعلني رماده
وأضيع أنا في قاعة عشقه
دعني أجرب سلاحك أيها القدر ولو كانت كلماتي رصاصاً
فلن أوجه إليك مسدسي لقتلك
فما زلت أؤمن بك