. وسائل الإطلاق للمواد البيولوجية والجرثومية
تختلف
وسائل إطلاق المستحضرات البيولوجية، فقد تكون على شكل قنابل، وأجهزة رش
الطائرات، أو قذائف المدفعية، أو ألغام، أو صواريخ موجهة، أو بالونات.
أ. فعند
استخدام قنابل الطائرات، تتكون السحب البيولوجية، بعد تفجير القنبلة، على
مسافة من سطح الأرض، إذا كانت الطابة زمنية، أو على سطح الأرض، في نقطة
التفجير، إذا كانت الطابة طرقية.
ومن عيوب هذه الطريقة، أن الحرارة الشديدة، أو الضغط الناتج من الانفجار،
يتلف كمية كبيرة من الكائنات الحية، ويمكن التغلب على ذلك، باستخدام
مستحضرات ذات تركيب، وأوصاف خاصة، وتقليل كمية المواد المتفجرة، كما يمكن
التغلب على هذه الطريقة باستخدام الهواء السائل، أو ثاني أكسيد الكربون
الصلب، بدلاً من المواد المتفجرة، والضغط الناتج عن تحول الهواء، أو الغاز
السائل إلى بخار يضمن تناثر المواد البيولوجية، كما تزود القنبلة برشاشات خاصة لدفع المواد البيولوجية في الهواء.
قد
تستخدم البالونات، في نقل وإلقاء المواد البيولوجية، وتمتاز بأنها تحمل
كميات كبيرة من هذه المواد، وتزود البالونات، بتجهيزات خاصة، تمكنها من
إلقاء حمولتها من المواد
البيولوجية، في أي نقطة من خط سيرها أثناء طيرانها. ولذا يمكن استخدام
البالونات، في إلقاء المواد البيولوجية على الأهداف التي سبق تحديدها،
والموجودة على مسافات بعيدة من مراكز قذف البالونات.
ب.
الطريقة الثانية لاستخدام المواد البيولوجية، هي استخدام الحشرات الناقلة
للأمراض، كوسيلة لنقل الميكروبات المسببة للأمراض، للأفراد، والحيوانات،
بعد أصابتها بهذه الميكروبات،
وتنقل الميكروبات بواسطة الحشرات، أما عن طريق امتصاص دم الإنسان،
والحيوان، بواسطة الحشرات الناقلة للأمراض، مثل البراغيث، والبعوض، والجراد،
حيث تنفذ الميكروبات إلى الجسم. وإما عن طريق تلوث جلد الإنسان، وملابسه،
وطعامه، والأشياء الأخرى، بالميكروبات المسببة للأمراض، عن طريق ناقلات الميكروبات كالقُمَّل، والذباب. ومن
عيوب هذه الطريقة، الاعتماد بدرجة كبيرة، على فترة حياة الناقلات، وقدرتها
على مهاجمة الإنسان، والحيوان،وكذلك على الظروف المحيطة، مثل الحرارة، ورطوبة الجو.
ج.يعتبر
العملاء، والجواسيس، إحدى الوسائل التي يستخدمها العدو، لنقل الميكروبات.
يمكن أن يعمل هؤلاء الأفراد في المناطق الخلفية، فيضعوا أمبولات بها المستحضرات
البيولوجية مركزة، أو استعمال أجهزة آلية خفيفة، لنشر الميكروبات. وتفيد
هذه الطريقة في تلوث المأكولات، في مراحل إنتاجها، وتخزينها،
د. مثل
معامل الألبان، والمذابح، ومعامل تعبئة الأسماك، واللحوم....الخ. وكذلك
مصادر المياه، ونقط الإمداد بها، وتلويث الحيوانات، والمراعي، والحقول
الزراعية
... الخ. وقد يستخدم العدو أثناء انسحابه، الميكروبات لتلويث مصادر
المياه، والمأكولات، للمدنيين، والجرحى، الذين يتركون في الخلف.
2. الأهداف المحتملة للهجوم البيولوجي
أ. القوات وهي في مناطق تجمعها، أو انتظارها، وأثناء السير، والوقفات، وخلال سير المعركة.
ب. القواعد، والمطارات الجوية، وكذا السفن الحربية، والقواعد البحرية.
ج. مراكز الصناعة الكبرى، والمناطق الإدارية، والموانئ، والمزارع الكبرى.
د. المناطق الإدارية للقوات.
هـ. مصادر، ونقط الإمداد بالمياه، ومحطات تنقية المياه.
3. وسائل وطرق استخدام المواد البيولوجية (الأسلحة البيولوجية)
إن
أفضل طريقة لاستخدام المواد البيولوجية، وأكثرها تأثيراً، يتلخص في
استخدام مستحضرات بيولوجية سائلة، أو جافة، من الميكروبات المعدية، ومن
مميزات هذه الطريقة، أصابت عدد
كبير من الأفراد، والحيوانات، في نفس الوقت، في مساحات شاسعة، وذلك برش
المستحضرات البيولوجية في الهواء. فعند نشرالمستحضرات
البيولوجية في الهواء، تتكون سحب بيولوجية (بكترية)، تلوث الهواء، وتحدث
العدوى عند استنشاق هذا الهواء الملوث، كما أن الجزيئات المتساقطة
من
السحب البكترية سواء كانت سائلة، أو على شكل جزيئات صلبة تلوث الأرض،
والمنشآت، والملابس، وكذلك جلد الإنسان. ويتوقف تأثير السحب البيولوجية على
نوع الميكروبات المسببة للأمراض، ودرجة تركيزها في الهواء، والظروف الجوية
التي تساعد على انتشار الأمراض بين الأفراد، والحيوانات، والنباتات، مثل
عدم زيادة سرعة الريح عن 4 متر في الثانية، وعدم وجود تيارات هوائية
صاعدة، وعندما تتحرك السحابة البيولوجية تحت الريح، يمكنها أن تصيب
الأفراد، والحيوانات والنباتات،
على مساحة كبيرة من مكان إلقائها. وفي الأماكن التي تكون فيها سرعة الرياح
بطيئة،
وخاصة في الخنادق، والغابات، والحفر، والشوارع الضيقة، والأماكن
المحصورة.... الخ. ويستمر تأثير السحب البيولوجية لفترة كبيرة من الزمن.
4. تخطيط استخدام المواد البيولوجية
العوامل الأساسية التي توضع في الاعتبار، عندما يخطط لاستخدام المواد البيولوجية:
أ. اختيار الهدف: أن يكون الهدف به أفراد معرضين، ويتوفر فيه سرعة انتشار المرض.
ب.
التأثير المطلوب: قد يتطلب الموقف التكتيكي، تأثيرات قاتلة، أو تأثيرات
تقليل الكفاءة، أو أحداث خسائر مؤجلة، لفترة قصيرة، أو طويلة.
ج.
اختيار المواد البيولوجية: تنتخب المواد البيولوجية، التي يمكن أن تنشئ
التأثيرات المطلوبة، وتستخدم ضد الهدف المقصود، كما يجب أن يوضع في
الاعتبار الآتي:
(1) نوع، وطبيعة الوقاية المتيسرة، لدى أفراد العدو.
(2) مستوى وحالة التدريب على الدفاع البيولوجي، ومعنويات العدو.
(3) شبكة الإنذار بالهجوم البيولوجي لدى العدو.
(4) أجهزة ونظام الكشف، والاستطلاع البيولوجي لدى العدو.
(5) حالة الطقس والأرض في منطقة الهدف.
د.
اختيار الأسلحة والذخائر: ينتخب السلاح الذي بمقدوره أن يطلق بكفاءة
الذخيرة البيولوجية، إلى منطقة الهدف، وتقسم الذخائر البيولوجية، إلى
مجموعات تبعاً لطرق الاستخدام، وتوجد ثلاث طرق رئيسية للاستخدام:
(1)
ذخائر مصدرها نقطة: تطلق المواد البيولوجية في هيئة رذاذ من نقطة ثابتة،
وتعتمد السحابة البيولوجية بعد ذلك على الريح لتغطية الهدف.
(2) ذخائر مصدرها منطقة: تطلق الذخائر من منطقة دائرية تقريباً، وتندمج السحب البيولوجية مع بعضها البعض لتغطي الهدف.
(3) ذخائر مصدرها خط: تطلق الذخائر من عدة نقط على خطوط ثابتة أو متحركة.
هـ. التنسيق: تنسق
استخدام المواد البيولوجية بطريقة دقيقة ووثيقة مع العمليات المنتظرة، ومع
عمليات القوات المجاورة، وبما تحقق مهام العمليات وتأمين القوات الصديقة، ويتم التنسيق على أعلى مستوى (قيادة عامة، قيادة ميدانية).
و.
تأمين القوات الصديقة: قد ينتج عند استخدام المواد البيولوجية، منطقة خطر،
للقوات الصديقة، ولذا يجب على القائد عند التخطيط للاستخدام، تقدير قيمة
الخطر، والإجراءات
اللازمة لوقاية القوات الصديقة، لتقليل هذا الخطر إلى أقل حد. ويمكن أن
يتخذ واحد أو أكثر من الإجراءات التالية لوقاية القوات الصديقة:
(1) استخدام ذخائر بيولوجية ذات أقل نصف قطر ممكن لتأثيرها.
(2) شن الهجوم البيولوجي تحت ظروف جوية تهيئ تقليل المنطقة المغطاة بالسحابة البيولوجية.
(3) إخلاء القوات الصديقة المحتمل تعرضها.
(4)
تأكيد إنذار كل القوات الصديقة بالهجوم البيولوجي، وإصدار الأوامر بارتداء
الأقنعة الواقية، واتخاذ الإجراءات الوقائية حتى الوقت اللازم لمرورالسحابة البيولوجية.
5. استخدام الأسلحة البيولوجية في العمليات الهجومية والدفاعية
أ.
في العمليات الهجومية: تعتبر المواد البيولوجية مؤثرة عندما تستخدم
لمعاونة العمليات الهجومية، ضد الأهداف الموجودة في العمق مثل الاحتياطات،
حيث يكون مقبولاً أحداث خسائر
مؤجلة، أما الأهداف المعادية، بالقرب من الحد الأمامي لمنطقة القتال،
فإنها لا تهاجم بالمواد البيولوجية، حيث لا يكون مقبولاً التأثير المؤجل، فضلاً عن اعتبارات أمن القوات الصديقة.
ب.
في العمليات الدفاعية: يمكن استخدام المواد البيولوجية، ضد الأهداف داخل
المدى القريب للحد الأمامي لمنطقة القتال، وضد الأهداف الحيوية، والمناطق
الإدارية في العمق على حدً سواء