الغزو الجرثومي لجسم الإنسان
يمكن
للجراثيم أن تغزو الجسم من خلال الأنف، والفم، والجلد. وهذا يعتمد على
طريقة
انتشار الجراثيم. فالجراثيم التي على هيئة ضباب دخاني عادة ما تدخل الجسم
من خلال الأنف، أو الفم، وتأخذ طريقها إلى الرئتين. ومع
أن الجراثيم يمكن أن تدخل إلى الجسم أثناء تناول طعام أو شراب، ملوثين.
وكذلك يمكن أن تدخل مجرى الدم وتسبب العدوى، عن طريق الجروح والشقوق. أو
من خلال الجلد، عن طريق لدغ الحشرات. إلا أن الخطر الرئيسي في أي هجوم
جرثومي
يكمن في تنفس الضباب الدخاني المحمل بالجراثيم. ولذا يكون القناع هو
المانع من أن تدخل هذه الجراثيم للجسم عن طريق الاستنشاق.
2. مقاومة جسم الإنسان للغزو الجرثومي
يبذل
جسم الإنسان عادة جهداً كبيراً للدفاع عن نفسه، من الغزو الجرثومي، بما
أودعه الله سبحانه، من وسائل دفاعية، إذ وهب أجسامنا ثلاثة خطوط دفاعية
وهي:
أ. إنزيم يسمى ليزوزيم Lysozyme، ويوجد في اللعاب، والدموع، وفي غشاء الأنف المخاطي، ويتميز بقدرته على تحليل العديد من البكتريا.
ب.
الدم ويحتوي على خلايا بيضاء، تجري في بلازما الدم، ولها القدرة على بلع،
وهضم، الجراثيم الخارجية المهاجمة للجسم، وإذا ما حصلت أي عدوى، أو جُرح
الجسم في مكان ما فهي تسارع بالتجمع حوله، وتحاول التغلب عليه، ويمكن
اعتبار الكبد مصدراً لتلك الخلايا في حالة الحاجة أليها.
ج. إن الجسم
يبني بروتينا خاصاً، يسمى بالأجسام المضادة Anti - Bodies، يذوب في مجرى
الدم، حيث يتفاعل مع الجرثومة الغازية ويستطيع تكويرها(أي
جعلها على شكل كرة) وفي تلك الحالة تكون أقل خطورة وسهلة الهضم لدى الكرات
الدم البيضاء. ومن نتائج مقاومة الجسم للجراثيم الغازية وإفرازاتها
الضارة، تظهر عادة أعراض المرض
الأولية، كارتفاع درجة الحرارة، وأحياناً القيء، والإسهال، وغيرها. وبسبب
ذلك يكسب الجسم مناعة طبيعية من الجراثيم الغازية.
ولكل
مرض أعراضه الخاصة به، فإذا تغلبت الجراثيم، وكانت قوية الفاعلية عميقة
الضرر، يموت المريض بسرعة، أما إذا طالت المعركة فيصبح المريض عليلاً
والمرض مزمناً.
3. طرق إيقاف الغزو الجرثومي
يمكن
لجسم الإنسان أن يستعين ببعض الأدوية والمستحضرات الحيوية التي تساعده على
الخلاص من الجراثيم وإيقاف مفعولها الضار أو إعطائه المناعة الصناعية
الوقائية ضدها ومن أهمها:
أ. المضادات الحيوية Anti - Biotics، وأبرزها البنسلين، والكفالوسبورين، والكلورانفيكلبول، والجنتامايسين.
ب. المطهرات العامة، مثل الفيكلب، والديتول، والمركروكروم، والجنشيان.
ج. الأمصال، وهي مستحضرات حيوية تُعطى للعلاج في حالة المرض.
د. اللقاحات، وهي
تُعطى للوقاية من المرض قبل وقوعه، مثل لقاحات الكوليرا، والجدري،
والدفتيريا، والطاعون، وشلل الأطفال. ومهمتها دفع الجسم لإنتاج مواد
مضادة لجراثيم معينة والتي أُعطى من أجلها اللقاح. أما مهمة الأمصال فهي
إعطاء الجسم هذه المواد المضادة جاهزة لمساعدته في كفاحه ضد الجراثيم.
4. تأثير المواد البيولوجية والجرثومية على الكائنات الحية
أنواع الميكروبات المستخدمة في الحرب البيولوجية (الجرثومية)
عند تحديد استخدام نوع أو أنواع بعض من الميكروبات يجب أن يوضع في الاعتبار الخواص التالية:
أ. استخدام أقل ما يمكن من الميكروبات لإحداث أمراض وبائية.
ب. قابلية الميكروب على الانتشار السريع بين الأفراد والحيوانات مسبباً وباء بين الناس والحيوانات.
ج. خطورة استمرار الإصابة بالمرض الذي يحدثه الميكروب المستخدم.
د. ثبات الميكروب الوبائي ضد العوامل المحيطة والمؤثرات الخارجية.
هـ. صعوبة وطول فترة اكتشاف المادة الوبائية والتعرف على المرض.
من الخصائص السابقة يمكن استخدام الميكروبات التي تسبب الأمراض التالية كأسلحة بيولوجية:
أ. للتأثير على الأفراد: الطاعون، والكوليرا، والجدري، والحمى الصفراء، والتيفود، وحمى الكيو، والتسمم الغذائي الميكروبي، وغيرها.
ب.
للتأثير على الحيوانات: مرض الفم والقدم، طاعون الماشية، وأمراض الجمرة
والغدد والالتهاب السحائي التي تصيب الإنسان والحيوان معاً.
ج. للتأثير
على النباتات: تستخدم ميكروبات تسبب ندرة النباتات والمحاصيل وكذا توجد
حشرات وآفات مختلفة تسبب تلف المحاصيل والنباتات.وبالإضافة
إلى ذلك توجد مواد كيميائية تسبب إتلاف النباتات المزروعة، وقد وجد أن
المواد الكيماوية أرخص وأبسط نوعا في التداول بمقارنتها بالمواد
البيولوجية علاوة على أنها لا تفقد خواصها عند التخزين.
وتقسم المواد الكيماوية للتأثير على النباتات إلى:
أ. مبيدات الحبوب والنباتات: وهي عبارة عن مركبات عضوية أو غير عضوية تستخدم لإتلاف الحبوب والمحاصيل الزراعية.
ب.
مانعات نمو النباتات: وهي مواد عضوية تساعد على نمو ونضوج النباتات ولكن
الكميات الكبيرة منها تحدث تأثيراً عكسياً بمعنى أنها تعطل نمو ونضوج
النباتات.
ج. المواد المسقطة لأوراق النباتات: وهذه تسبب تساقط أوراق النباتات والأشجار وتسبب هلاك النباتات إذا استخدمت بكميات كبيرة.
خامساً: استخدام الأسلحة البيولوجية في العمليات الحربية .
1.