فى مشهد تاريخى سيذكره العالم، انتصرت إرادة المصريين وأجبرت الرئيس مبارك على التنحى فى واحدة من أروع الملاحم الثورية فى التاريخ المعاصر، فى لحظة، أريقت فى الطريق إليها دماء ثلاثمائة شهيد من خيرة شباب البلد، وأصيب المئات تحت وطأة نظام قاهر مستبد، لم يصغ لآلام الناس وتعامل بتكبر وتعال مع مطالبها العادلة.
فقد أعلن نائب الرئيس عمر سليمان فى بيان للشعب المصرى أمس تنحى الرئيس حسنى مبارك عن منصبه «كرئيس لجمهورية مصر العربية».
وقال سليمان إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيقوم بإدارة زمام الأمور فى مصر.
واستقبلت الملايين فى أنحاء مصر خبر التنحى بالهتاف والزغاريد، وانطلقت الجموع التى احتشدت فى ميدان التحرير وميادين مصر الكبرى، تعبر عن فرحتها بالانتصار، بعد أن رفعت على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع، منذ انطلاق ثورتها فى 25 يناير شعارا لم تتنازل عنه وهو «الشعب يريد إسقاط النظام»، ورفضت الجماهير فى ربوع مصر جميع الحيل والألاعيب التى حاول من خلالها النظام امتصاص الغضب الجماهيرى العارم، والالتفاف على مطالب الشعب بالإعلان عن استجابات جزئية من نوع تغيير بعض الوجوه فى الحكومة، أو الإعلان عن تغيير بعض المواد الدستورية، أو الوعد بالإفراج عن معتقلين سياسيين وإلغاء قانون الطوارئ.
وقال مصدر بالمؤسسة العسكرية تعقيبا على بيان سليمان إن تولى الجيش إدارة أمور البلاد لا يعنى بحال تجاوز العملية الديمقراطية المقررة، وأن قيادة القوات المسلحة تجرى مشاورات مع قيادات المحكمة الدستورية العليا حول الخطوة القادمة، والنظر إلى رغبة القوات المسلحة أن يتوازى إحكام السيطرة على الأمور مع عملية دستورية تلبى مطالب الشعب وتطلعاته.
من طرف 
