وللقصة بقية

دار نقاش حاد جدا بين المثقفين في تلك الليلة عن أيهما أرحم السجن المؤبد ام الإعدام, وكان الشاب متحمسا جدا لإبداء رأيه والتمسك به حيث كان يرى ان السجن المؤبد أرحم بكتير من الإعدام, وكان من المعارضين على ذلك الرجل صاحب الثروة والمال , فقد رأى عكس ذلك, وهكذا انحصر النقاش بين الاثنين, وفجأة قفز الرجل من مكانه يراهن الشاب أنه لن يستطيع العيش لمدة 5 سنوات في ظروف مماثلة لظروف المساجين, وكأن الفكرة أعجبت الشاب فبدون اي تفكير قال :بل 20 سنة, هز الرجل رأسه وضحك ضحكة سخرية واضحة من الشاب وقال : موافق ولو مكث 15 سنة فقط لا غير سأعطيك 15 مليون , وهذا الاتفاق كان مليئا بالشهود وسجل ووثق كل هذا الاتفاق لاثبات الحقوق فيما بعد, واتفق على موعد البدء وموعد الانتهاء والمكان الذي سيمكث به الشاب وكل هذه الامور, وهيئ الرجل مكانا مماثلا للسجن بل حتى بظروف أفضل منه , ومضت 5 سنوات والشاب يصبر نفسه ليتحمل أكثر فما زال في البدية, فالمسألة لم تعد مجرد تحدي بل هي 15 مليون, ومع السنين التي قضاها الشاب في سجنه الاختياري كان تراوده أفكار \لو كنت الان حرا ماذا سأفعل في سنيني التي ذهبت والتي ستذهب هباء, كنت سأتزوج وأنجب أطفالا وأصبحت صحفي مشهور مثلا , وراودته أفكار من نوع اخر أنه بعض مضي 15 سنة ماذا سيفعل بالمال, ولكن هذا النوع من الافكار كانت تراوده في بداية سجنه, ولكن عند المنتصف والنهاية كانت افكاره من النوع الاول, دخل الى سجنه شاب متهور طموح وخرج رجل حكيم, فقد قرأ الاف مألفة من الكتب بأنواعها وبعد ذلك كله خرج بفكرة أنه لو اخذ كنوز الدنيا كلها لن تعيد اليه سنين عمره التي اندثرت بلا ذكريات, فقرر الهروب قبل 5 ساعات فقط من موعد خروجه, وكان لم يبقى سوى شهر واحد على ذلك,أما الرجل فكان ينتظر في كل لحظةأن يخرق الشاب الاتفاق ويهرب مثلا وكان ليس من الصعب الهروب, ومقابل قرار الشاب بالهروب كان قرار الرجل هو التخلص من الشاب لانه لم يعد يملك 5 مليون وليس 15, وطبعا ان لم يعطيه سيكون في مكانه داخل الزنزانة الحقيقية, فقرر قتله خنقا, وفي اليوم السابق على انتهاء الاتفاق, بدأ الرجل بتنفيذ خطته , فدخل غرفة السجين والذي كان نائما لاخر مرة, فلمح رسالة على الطاولة فأخدها وقرأها فعرف بقرار الشاب وقرأ أن الشاب سيهرب قبل ساعات من موعد خروجه وانه لايريد شيئا بتاتا من الرجل سوى الاعتراف له بأن السجن المؤبد أرحم بكثير من الإعدام, فالمسألة انتهت على انها تحدي كما بدأت, وكاد الرجل يصرخ ويقول أهناك أرحم من السجن المؤبد , وقبل جبين الشاب الذي لم يشعر بذلك,تخيل أنه لم يلمسك انسان طوال 15 سنة, وهرب الشاب وتعلم درسا قاسيا من الحياة
وهذه قصة مترجمة

ودمتم برعاية الله

زهرة الأمل