من طرائف هذه الدنيا الزائفة أنّها تمنح النجاح لمن لا يستحقه،
تمنح النجاح لمن يخلط الماء بالحليب، وترفعه عاليا إلى حـيث
تتواجد الـنجوم الـبرّاقة...وتـجعله يبتسم...بـل ويـضحك...
ويـفرح...ويصدّق أنّه رابـح...
ومن قسوتها أنّها ترمي بالفارس بعيدا عن البطولة،وتبرحه
إقصاء،بل وترسم معالم رجولته أشباحا لا وجود لها...
يحاول...ويحاول تسلّق جبالها العالية، ويتسلق...وإذا به يهوى
بدفعة مخادع جبان... بل حـقير في ثوب قـدّيس...
ومن متناقضاتها ان ترفع رايات الظّالم عاليا، وتنكس أعلام
المظلوم، ومن وقاحة مشاهدها أن يضاء المكان للقاتل،ويكتسي
زقاق الدّامي ظلمة ما بعدها ظلمة...
متعبة هي مسرحياتها المغشوشة، ومرعب هو حبرها السّري
الذي لطخ أجواءنا بنزفه الأسود...ومؤلم جدّا أن يعيش بيننا
الخـــونة...
ورغم كلّ هذا ...تستمر الحياة مادامتالشمس تشرق فـي
سمائنا كلّ صباح،،
فرحبا بالغد مادام بقلوبنا نبض...