تقول العرب: فلان أحمق من هبنقة!
وهبنقة هذا أعجوبة من
أعاجيب الزمان، فقد كان يعلق في عنقه قلادة منودع
وعظام وخزف، فلما سئل عن سرها
قال: أخشى أن أضيع نفسي، ففعلت ذلك لأعرفها وأعثرعليها إن ضاعت!
وذات ليلة سرق أحد الظرفاء القلادة
وعلقها في عنق شقيق هبنقة، فلمارآى أخاه قال له:
يا أخي أنت أنا، ولكن من أنا؟!
وكانت لهبنقة فلسفة خاصة
فيرعي الإبل، فقد كان يصطحب الإبل السمينة إلى
المراعي الخصبة، ويأخذ المهازيل إلى المراعي
الفقيرة، فلما سئل عن السبب
قال: الله خلقها هكذا، وليس من شأني تغيير خلق الله!!
أضاع مرة بعيراً فخرج
ينادي بين الناس: إن من يجد بعيري فليأخذه له،حلالاً
عليه.
ضحك الناس وقالوا له: ماذا ستستفيد
أنت في محصلة هذا العمل؟
فقال: كيف لا أستفيد؟ أنا آخذ
الحلوان!
واختصمت قبيلة "طفاوة"
مع قبيلة "راسب" حول رجلحكيم ادعت كل قبيلة أنه
عَرَّافتها، وقد حُكِّم هبنقة في النزاع فقال:
نلقي الرجل في
الماء، فإن طفا فهو من "طفاوة"،
وإن رسب فهو من بني "راسب"!